التغيير في إيران في صالح شعب إيران وشعوب المنطقة

محمد حسين المياحي

لو قمنا بعملية مراجعة للأحداث والتطورات الاخيرة ذات العلاقة بالشأن الايراني والاوضاع في المنطقة، والتي تجري بصورة متسارعة، فإن هناك ثمة ملاحظات مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار، ولعل من أهمها ما ندرجه أدناه:
ـ من المهم أن ننتبه الى أن هذه الاحداث والتطورات ولاسيما المتعلقة منها بتراجع وإنکماش نفوذ وهيمة النظام الايراني في المنطقة وبالاخص بعد سقوط النظام السوري، قد نجمت وتداعت عن سلسلة الانتفاضات الشعبية الايرانية التي بدأت بإتخاذ طابعا سياسيا ونقصد بالانتفاضات التي حدثت في ديسمبر2017، ونوفمبر2019، وسبتمبر 2022، والتي عکست وجسدت تلاحما غير عاديا بين الشعب وبين منظمة مجاهدي خلق، وهذا ما قد أصاب النظام بالرعب وأجبره على إثارة الحروب الاخيرة في المنطقة من أجل تدارك أوضاعه الداخلية.
ـ الدور الإيجابي الذي لعبته وتلعبه منظمة مجاهدي خلق من حيث فضح الدور المشبوه للنظام الايراني في المنطقة وسعيه من أجل إثارة الحروب والازمات فيها والتي رفعت من مستوى الوعي السياسي لدى شعوب المنطقة بکون هذا النظام يشکل تهديدا لأمنيها القومي والاجتماعي على حد سواء، وإن دعوة المنظمة لقطع أذرع النظام(وکلائه في المنطقة)، جاءت بهذا السياق وهذا ما قد تجسد في ترحيب شعوب وبلدان المنطقة بتراجع دور وکلاء النظام وسقوط النظام السوري وتطلع شعوب المنطقة والشعب الايراني نفسه الى قرب مجئ الدور على النظام الکهنوتي الحاکم في طهران.
ـ التظاهرة الضخمة التي قام بها أکثر من 20 ألف إيراني في قلب العاصمة الفرنسية باريس والتي نظمتها مجاهدي خلق وکانت بمثابة عملية إستعراض لقوة دورها وحضورها في داخل وخارج إيران ومن إنها تشکل رقما صعبا في المعادلة السياسية في إيران، ولاسيما عندما هتف المتظاهرون بشعارات رافضة للدکتاتورية بنمطيها الملکي والديني ومطالبتها بالجمهورية الديمقراطية التي تعبر عن صوت وإرادة الشعب الايراني بجميع أطيافه ومکوناته، وبالتزامن مع هذه التظاهرة، نفذت “وحدات الانتفاضة” التابعة لمجاهدي خلق في الداخل أكثر من 162 عملية ضد رموز القمع خلال الأسابيع الأخيرة، مما يظهر تنامي التنسيق بين الداخل والخارج في معركة إسقاط النظام.
وبصورة عامة فإن صواع ومواجهة الشعب الايراني ضد الدکتاتورية الحاکمة في طهران تتناغم وتتفق مع تطلعات الشعوب العربية للحرية والاستقرار. سقوط هذا النظام الاستبدادي لن يكون فقط انتصارا للإيرانيين، بل سيساهم أيضا في إنهاء التدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة، ويفتح آفاقا جديدة للتعاون والسلام بين شعوب الشرق الأوسط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here