بالرغم من أتفاق غالبية الشعب العراقي على أن اية أنتخابات تقيمها السلطة الحالية المؤلفة وفق المحاصصة مابين احزاب فاسدة لآ يمكن لهذه الأنتخابات أن تنجزتغييراّ ببنيان السلطة القادمة .السبب يعود لأن هذه الأحزاب تمتلك السلطات الثلاث والمال والدعم الخارجي وخاصة الأمريكي _ الأيراني .هذه الأسباب جعلت غالبية ابناء الشعب العراقي تقاطع الأنتخابات في الدورات النيابية الماضية وحتى المحلية .أذن الناس تبحث عن بديل مناسب غير الأنتخابات بشكلها الحالي لأحداث تغيير حقيقي ببنية السلطة العراقية .
الشيوعيون رغم تاريخهم المشرف في العقود الماضية والمدافعين الأكثر من أية قوى أخرى عن مصالح الناس وتحملوا لأجل ذلك السجون والقتل والتعذيب والنفي ولكن لم يتراجعون عن تلك المطالب التي تهم الناس طيلة العقود الماضية .عملوا بشكل سري لسنين طويلة نتيجة حرمانهم من العمل العلني وحتى حملوا السلاح فترات اخرى . كل هذا لأجل أن لا يتراجعون عن مطالب الناس العادلة في العيش بكرامة وحق الجميع بخيرات الوطن بشكل متساوي دون تمييز طائفي وقومي وديني ناهيك عن المطالبة بالديمقراطية والحياة المدنية وحقوق ابناء البلد بكل تعدداته بالعيش الكريم .
اين هم اليوم ؟
ما الذي يجري للشيوعيين معهم هذه الأيام ؟
بعد 2003 والكل من المدنيين والوطنيين كان يستبشرون بأن يكون للشيوعيين وزناّ وثقلاّ بالحياة السياسية العراقية يتناسب مع ثقلهم التأريخي وينسجم مع تضحياتهم ومكانتهم بين الناس ولكن تفاجأ الجميع بمواقف لا تمت بصلة لذلك التاريخ المشرف وينسجم مع تلك التضحيات الجسام .مواقف من الأحداث أقل ما يقال عنها متذبذبة غير واضحة وغيرجريئة ومتخبطة ساهمت في أضعاف مكانة الحزب بالوسط السياسي العراقي .هذه المواقف لكثرتها لا أريد الخوض بها (الموقف من الأحتلال والدخول بمجلس الحكم، الدستور الأعوج ، سلطات المحاصصة …..الخ ).
اليوم أريد فقط الحديث عن الأنتخابات القادمة وكيف تفكر قيادة الحزب بهذا الموضوع . القيادة سلفاّ لا تطرح أي بديل ممكن لأجراء تغيير حقيقي في البلد اِلا من خلال الأنتخابات بشكلها الحالي.
هذا الكلام ليس مني وأنما مقتبس من نشرة حزبية (التغيير الشامل لا يعني بالضرورة تحقيقه بالضغط الشعبي فقط وانما بالضغط الشعبي زائداّ العملية الأنتخابية فالتغيير عبر الحراك الشعبي يتطلب نهوضاّ في مستوى الأحتجاجات وقيادة ثورية واعية بما يتجاوز حالة أنتفاضة تشرين الباسلة .هذه الحالة غير متوفرة شروطها في الظرف الحالي .مقدماتها ترصد بدقة ويجري قمعها من قبل أجهزة المنظومة الحاكمة ) .
يفهم من هذا الكلام أسقاط مشروع الحراك الشعبي لآنه غير موجود حالياّ ونحن لا نستطيع تحريك الشارع لأننا نخاف من الأجهزة الحاكمة .
أليس هذا ما يراد طرحه ؟
أليس هذا مقدمة لمشروع أخر يراد به أن يكون الحل الوحيد الذي يجب السير به الا وهو مشروع الأنتخاتبات ؟
الناس تقاطع الأنتخابات مثلما ذكرت بنسبة تتعدى ال80% في كل مرة وأزيد ، عن أية أنتخابات تتحدثون ؟عن اي تغيير حقيقي يمكن تحقيقه من خلال الأنتخابات التي لا تريدها الناس ؟
الأكثر غرابة هو ما يجري التخطيط له وبدأت تتضح بعض ملامحه ؟
(بناء المشروع الوطني الديمقراطي )
اي مشروع هذا الذي اتضحت بعض ملامحه بالحديث مع علاوي والمطلك وغيره من القوى السنية وكأنهم ليسوا المشاركين الأوائل في مشروع تهديم بنية المجتمع وأزدياد الفساد ، سنتحدث مع قوى الأسلام السياسي الشيعي على قاعدة أن ترامب قادم للعراق بمشروع جديد يهدد وجودكم وبالتالي الأفضل ان نتعاون سوية .هل معقول أن تتحدث مع حزب الدعوة والمجلس الأسلامي والنصر وغيرهم وتفكر بأنهم سيأتون معك لمشروعك الوطني ؟هل هنالك عاقل يقتنع أن احزاب سبب خراب هذا البلد ستسمع للشيوعيين وتأذخذ بما يريدون ؟ هل هي سذاجة سياسية ام يأس وتخدير للعقول ؟لماذا يسمعون للشيوعيين وهم لا يمتلكون في المجالس النيابية ولا الشارع السياسي أي تأثير ؟
هل هنالك عاقل يثق بهذه القوى التي بنت كل أسس الخراب بالمجتمع وكونت المليشيات وأزدهر الفساد بفضلها وتعاملت مع مقدرات الشعب كغنائم مباحة لها ولأجندتها الخارجية ؟
هل هنالك من سياسي بسيط يمكن أن يقتنع بأن هكذا خط سياسي سينجح وهو لا يملك اية مقومات لنجاحه مثل الدعم الجماهيري ، القناعة بمكونات هذا المشروع .
الناس التي بدأت تتذمر من الشيوعيين منذ الأن بعد أن رأت علاوي بمهرجان دعائي يوم أمس يعلن مقدمة للتحالف الجديد الذي يريده وبحضورمن سكرتير الحزب وبعض الشخصيات السياسية والكل يرى كيف أن علاوي بدأ حديثه حول البعث وتأريخه الذي يعتز به في مقاومة الشيوعيين وغيرهم ؟
سؤالي الأخير لقواعد الشيوعيين هل تدركون ماذا تخطط قيادتكم للأيام القادمة وكيف تعد العدة لهذه السياسية ؟
هل جرت أستشارتكم واخذ رأيكم في المشروع الخائب الجديد ؟
لا انوي الحديث واوجهه للقيادة لأني على ثقة تامة بأنها لا تقيم وزناّ لكل تاريخ وتضحيات الرفاق السابقين وتسير بالحزب وفق رؤيتها الخاصة بعيداّ عن ما تراه مناسباّ للحزب أم لا . تجارب التحالفات الفاشلة السابقة (مع العراقية ، وسائرون والتحالفات المدنية ) كلها دللت على أنها تعمل وفق قناعتها الخاصة فقط وليس لقناعات قواعدها وجمهورها ولاتكترث حتى لردود الأفعال بعد فشل تلك التحالفات .
اقول للشيوعيين أن سرتم على هذا الطريق ودخلتم الأنتخابات القادمة بهكذا صورة حتى المقعدين الذين أخذتموها سابقاّ لن تجدوها هذه المرة لأن تجربة الأنتخابات المحلية خير دليل وستبدأ عملية المقاطعة للأنتخابات ولكم منذ اللحظة التي ستعلنون عن مشروعكم البائس مع القوى المسؤولة عن خراب البلد .الأيام القادمة بيننا وسنرى من هو محق في قناعاته أذا لم تغير قواعد الحزب هذه المعادلة .
مازن الحسوني 2025_2_16
Read our Privacy Policy by clicking here