عن زيارة الشيباني للعراق

نـــــزار حيدر لمنصَّةِ [جريدة] عن زيارة الشيباني للعراق

١/ التَّغييرُ الدِّراماتيكي الذي حصلَ في سوريا تحوَّلَ الآن إِلى أَمرٍ واقعٍ بغضِّ النَّظرِ عن تفاصيلهِ، ولذلكَ لاحَظنا أَنَّ العالَم كُلَّهُ تقريباً تفاعَل معهُ بشكلٍ إِيجابيٍّ بنسبةٍ أَو بأُخرى.

٢/ وليسَ من المنطقِ والسِّياسةِ في شيءٍ أَن يتخلَّفَ العراق، أَكثرَ من هذا، عن مدِّ جسورِ العلاقةِ مع الإِدارةِ الجديدةِ فبينَ البلدَينِ، كما نعرِف، قواسِم مُشتركة ووشائِج لا تُعدُّ ولا تُحصى وعلى مُختلفِ المُستوياتِ الإِجتماعيَّةِ والتاريخيَّةِ والدينيَّةِ فضلاً عن السِّياسيَّةِ والأَمنيَّةِ وغيرِها، فضلاً عن الحدودِ الجغرافيَّةِ المُشتركةِ التي تمتَد أَكثر من [٦٠٠] كم.

ولذلكَ لاحظنا حرصَ العراق على حضورِ إِجتماعِ دُول الجِوار السُّوري الذي انعقدَ في العاصِمة الأُردنيَّة عمَّان وبفاعليَّةٍ مشهُودةٍ، كما حرصَ من قبلُ على المُشاركةِ في قمَّةِ باريس حولَ سوريا.

وإِنَّما تأَخَّر قرار بغداد لأَسبابٍ معروفةٍ تقف على رأسِها كَون عددٍ من زُعماء الإِدارة الجديدة كانُوا قد قاتلُوا في العراق في صفوفِ الجماعاتِ الإِرهابيَّة ومنهُم مَن صدرت بحقِّهم أَوامِرَ قبضٍ من قبلِ القضاءِ العراقي، وهو الأَمرُ الذي دفعَ بغداد للتريُّثِ مُراعاةً لمشاعِرِ أُسر ضحايا الإِرهاب.

ولقد حاولَ السُّوداني التَّخفيف من صدمةِ الزِّيارةِ بإِستباقِها بخبرِ مقتلِ الإِرهابي [أَبو خديجة] الذي تمَّت تصفيتهِ قبلَ أَكثر من [١٠] أَيَّام! إِلَّا أَنَّ القائد العام تستَّرَ على الخبرِ ليتُمَّ نشرهُ بالتَّزامُنِ معَ الزِّيارة لهذا الغرضِ!.

٣/ كانَ من المُفترض أَن تحصل الزِّيارة في [٢٠] الشَّهر الماضي [شباط] إِلَّا أَنَّ تهديد بعض الفصائل المُسلَّحة والخِلافاتِ السِّياسيَّةِ بينَ الفُرقاءِ والضَّغط الذي مارستهُ طهران وقتَها حالَ دون تحقيقِها في الوقتِ المُحدَّد لتُرجأَ إِلى اليَوم بعدَ أَن أَعدَّت بغداد كُلَّ الظُّروف المُلائمة لتحقيقِها خاصَّةً على المُستوى الأَمني والسِّياسي [الدَّاخلي].

٤/ وبذلكَ يكون العراق قد تجاوزَ العُقدة إِن صحَّ التَّعبير ليبدأَ مرحلةً جديدةً من العلاقاتِ مع سوريا [الجَديدة] التي هي أَمرٌ واقعٌ كما أَسلفتُ.

٥/ وبرأيي فإِنَّ أَهم ملف يشغَل بال بغداد دعاها للإِسراع في مدِّ الجسورِ مع دمشق هو ملَف تنظيم [داعش] الإِرهابي، والذي مازالَ يمثِّلُ تهديداً جديّاً شاخصاً لكِلا البلدَين والمنطقةِ بشكلٍ عامٍّ، خاصَّةً بعدَ أَن تنتقِل مسؤُوليَّة إِدارة المُخيَّمات المُكتظَّة بعناصرِ التَّنظيم الإِرهابي في الشِّمال والشِّمال الشَّرقي السُّوري من الفصائلِ المُسلَّحة المدعُومة من قِبلِ الولاياتِ المتَّحدةِ [التي أَوقفَت إِدارة الرَّئيس ترامب دعمها المالي لها] إِلى الإِدارة السوريَّة الجديدة طِبقاً للإِتِّفاق الثُّنائي الذي تمَّ توقيعهُ مُؤَخَّراً في دمشق، ما يعني أَنَّ العراق بحاجةٍ مُلحَّةٍ وضروريَّةٍ للعملِ معها للتَّنسيقِ في هذا الملفِّ، خاصَّةً وأَنَّ من بينِ هذهِ العناصر الإِرهابيَّة [مُواطنون] عراقيُّون مطلوبُونَ للعدالةِ في العراق لارتكابهِم جرائمَ إِرهابيَّة ضدَّ العراقيِّينَ!.

٢٠٢٥/٣/١٤

لِلتَّواصُل؛

Instagram; @nazarhaidariq

www.tiktok.com/@nhiraq

‏Telegram CH; https://t.me/+5zUAr3vayv44M2Vh

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here