مستقبل مظلم في إنتظار النظام الايراني

محمد حسين المياحي

تزداد الاوضاع صعوبة وتعقيدا بوجه النظام الايراني الذي يحاول بکل الطرق الحيلولة دون تفاقمها أکثر وتدارك ذلك قبل أن يفلت زمام الامور، ولاسيما وإن الاوضاع التي نتحدث عنها هنا، متعلقة بداخل وخارج إيران، أو بتعبير آخر، الموقف الدولي المتحامل على النظام والمطالب بقبوله مطالب حاسمة بشأن برنامجه النووي وبرامج صواريخه الى جانب وضع حد لتدخلاته في بلدان المنطقة، والاوضاع الداخلية المتفاقمة المتجهة للإنفجار في أي لحظة.
مع بدء عهد دونالد ترامب المعروف بتشدده البالغ حيال البرنامج النووي الايراني وعزمه على تحقيق إتفاق ينهي الحلم النووي للنظام، فإن الضغوطات والعقوبات الدوليـة المفروضة على النظام في تزايد مستمر، والذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاهمية والاعتبار، هو إن هناك جدية واضحة في التشدد الدولي ازاء النظام، وحتى إنه وقبل إجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني، فقد حذرت بريطانيا من أنها ستعيد فرض جميع العقوبات الدولية على إيران إذا لزم الأمر، لمنعها من الحصول على سلاح نووي.
کما إنه وفي ختام الاجتماع، أصدرت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة بيانا دعت فيه مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف واضح وموحد في إدانة ومواجهة “السلوك الجريء” للنظام الإيراني، الذي يعد “الدولة الوحيدة في العالم التي تنتج اليورانيوم عالي التخصيب دون امتلاكها سلاحا نوويا”، هذا الى جانب الرسالة التي أرسلها ترامب الى المرشد الاعلى للنظام والذي خيره فيها بين الجلوس على طاولة التفاوض والقبول بالمطالب الامريکية أم المواجهة العسکرية، ومن الواضح جدا إن النظام في وضع يتخوف فيه من الجلوس على طاولة التفاوض والقبول بالمطالب الامريکية وکذلك خوفه من المواجهة العسکرية التي ليست لصالحه بموجب کل التقديرات.
وتزامنا مع الموقف الدولي بالغ التوتر والصعب على النظام، فإن الاوضاع الداخلية المتفاقمة أساسا والتي تزداد التوقعات بإشتعالها في أي لحظة حيث إن الازمات تتفاقم سوءا في معظم المجالات ولاسيما المعيشية منها، فإنها تزداد سخونة في ظل تزايد العقوبات والعزلة الدولية على النظام وإنعکاس ذلك سلبيا على الشعب الايراني خصوصا وإن موازنة العام الايراني الجديد(21 مارس2025 ـ 21 مارس2026)، يبدو واضحا بأن النظام يسعى من أجل إلقاء العبأ على کاهل الشعب الايراني من خلال زيادة الضرائب تراجع الخدمات العامة والترکيز على الام والدفاع والحرس الثوري، والذي يجعل النظام يشعر بقلق کبير هو إن إنه الى جانب الشعب الساخط والغاضب على النظام، فإن هناك معارضة منظمة تتجسد في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، أثبتت دورها داخليا وخارجيا ويمکنها أن تأخذ بزمام الامور في أي إنتفاضة أو ثورة قد تندلع بوجه النظام، وفي کل الاحوال وفي ضوء ما قد أسلفنا، فإن المستقبل الذي ينتظر النظام يبدو مظلما ومجهولا ولا يبشر بأي خير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here