كيفَ سيُفكِّكُ السُّوداني الفصائِل ويحصِر السِّلاح بيدِ الدَّولة؟!

نــــــزار حيدر لـ [إِرم نيوز]؛

كيفَ سيُفكِّكُ السُّوداني الفصائِل ويحصِر السِّلاح بيدِ الدَّولة؟!

١/ ليسَ أَمام العراق إِلَّا أَن ينجحَ في مشروعِ حصرِ السِّلاحِ بيدِ الدَّولةِ بعدَ اكتمالِ بناءِ المُؤَسَّسةِ الأَمنيَّةِ والعسكريَّةِ والنَّجاحاتِ الباهِرةِ التي حقَّقتها الدَّولة في مُحاربة الإِرهابِ ومُلاحقةِ خلاياهُ النَّائمة، فيما ثبُتَ بالتَّجربة أَنَّهُ [السِّلاحُ خارج سُلطة الدَّولة] يضرُّ الدَّولة ولا ينفعَها في شيءٍ، وهو لم يُساعد في حمايةِ العراق من أَيِّ عدوانٍ عسكريٍّ ومن أَيِّ طرفٍ أَجنبيٍّ كانَ، كما أَنَّهُ فشلَ في حمايةِ سيادةِ الدَّولة وهيبتَها، بل على العكسِ فهوَ سببٌ لكُلِّ ذلكَ كَونهُ ذريعةً، وأَمامنا [٤] تجارب في المنطقةِ كان السِّلاحُ خارج سُلطة الدَّولة سببٌ لتدميرِها!.

٢/ هذا السِّلاحُ الذي يحمي الدَّولة العميقة تمكَّن من الإِستحواذِ على الكثيرِ من الفُرصِ الماليَّةِ والإِقتصاديَّة والتجاريَّةِ غَير الشَّرعيَّةِ لتمويلِ نشاطاتهِ المشبُوهةِ لصالحِ أَجنداتٍ أَجنبيَّةٍ لا تخدِمُ المصالح الوطنيَّةِ العُليا للبلادِ فباتَ يُزاحمُ الدَّولة ومُؤَسَّساتها الدستوريَّة، وكُلُّ ذلكَ بمُساعدةِ القُوى والزَّعامات السياسيَّة المُتخاذِمة مع هذا السِّلاح والمُستفيدة من وجودهِ خارج سُلطة الدَّولة للتَّلويحِ بهِ بوجهِ الحكومةِ، بل وحتَّى القضاء والنَّزاهة، كُلَّما حاولُوا مُزاحمتها في ملفٍّ من الملفَّاتِ.

٣/ من جانبِها فإِنَّ إِدارة الرَّئيس ترامب مُصمِّمة على وضعِ حدِّ لفوضى السِّلاح خارج سُلطة الدَّولة في المنطقةِ، على حدِّ وصفِهِ، والعراق غَير مُستثنى من ذلكَ.

ولذلكَ أَعتقدُ أَنَّ العراق سيُساعدُ نفسهُ إِذا نجحَ في الإِلتزامِ بواحدٍ من أَهمِّ نصوصِ البرنامجِ الحكومي الذي توافقَت عليهِ القُوى السياسيَّة وتمَّ بموجبهِ تشكيل حكومة السيِّد السُّوداني.

٣/ ومن بينِ تفاصيل خُطَّة البيت الأَبيض هو فكُّ إِرتباط العراق عن جارتهِ الشرقيَّة بكُلِّ ما يتعلَّق بما تُسمِّيه واشنطن بالنُّفوذ الإِيراني في العراق وكذلكَ فيما يخصُّ سياسة [أَقصى الضَّغط] التي يُمارسها الرَّئيس ترامب ضدَّ طهران، ومنها فكُّ إِرتباط الدُّولار والبترُول والغاز والسِّلاح في العراق عن جارتهِ الجمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران.

٤/ واشنطن تعتقد أَنَّ العقُود الضَّخمة التي تحصل عليها الفصائِل المُسلَّحة بمثابةِ مصدرٍ مُهمٍّ من مصادرِ التَّمويل لها إِلى جانب أَنَّهُ مصدر مُهم لتهريبِ العُملة وغسيلِ الأَموال لصالحِ طهران، ولذلكَ فإِنَّ قرارَها منع هذهِ الفصائل من الحصُولِ على أَيَّةِ عقُودٍ جديدةٍ، بمثابةِ السَّعي لمُحاصرتِها إِقتصاديّاً وبالتَّالي مُساعدة حكومة السُّوداني على الإِسراعِ في حصرِ السِّلاحِ بيدِ الدَّولة وتفكيكِ الميليشياتِ لصالحِ قرارِ الدَّولة ومُؤَسَّساتها الدستوريَّة والقانونيَّة.

٥/ وهي خُطَّةٌ تعمل عليها الإِدارة لتحويلِ كُلِّ العقودِ إِلى الشَّركاتِ الأَميركيَّة وحليفاتِها من الشَّركاتِ العالميَّةِ كثمنٍ يلزم أَن تدفعهُ بغداد لحمايتِها من الهجماتِ [الإِسرائيليَّة] المُحتملةِ وكذلكَ كثمنٍ للعملِ المُشتركِ بين بغداد وواشنطن على تنفيذِ التزاماتِ إِتفاقيَّة الإِطار التَّنسيقي بينَ الطَّرفَينِ، وهوَ الأَمرُ الذي ذكرهُ وزير الخارجيَّة الأَميركيَّة ومُستشار الأَمن القَومي الأَميركي خلال إِتِّصالهِما الهاتفي مع السُّوداني.

٢٠٢٥/٣/١٣

لِلتَّواصُل؛

Instagram; @nazarhaidariq

www.tiktok.com/@nhiraq

‏Telegram CH; https://t.me/+5zUAr3vayv44M2Vh

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here