رسالة كوردي شاهد فضائع الساحل السوري، نعيم الخفاجي
في البداية نتقدم بتهانينا إلى شركائنا بالوطن من الأكراد، وجيراننا من الفرس والأفغان والترك بمناسبة حلول عيد النوروز، ذكرت قصص كثيرة عن سبب احتفال الكورد بعيد النوروز، لكن كل القصص أجمعت، انه كان حاكم ظالم مستبد يقتل بالناس، الناس أصابها الذل واليأس، قادة الجيش أصبح حالهم حال قادة صدام جرذ العوجة، عبيد يقتلون الشعب، أحد الأكراد الشرفاء كان حلاق الملك المستبد، فكر انه هو من يقوم بمهمة الخلاص من هذا الطاغية المستبد، فعلا عندما طلب منه الملك المجيء للقصر لحلاقة الملك، دخل عليه الحلاق كاكه كاوه، ووجه له ضربة في المقص وهلك ومات، تذكرني قصة المقص، في احد سجون السعودية، ضابط سني عراقي في يوم عيد الله قال انتم الشيعة كفرة، يمعود هدي بالرحمن، لا انتم كفرة، كان موجود مكص، ثار عصيبة احد الاخوة، أيضا فقد توازنه، ضربه بالمكص وبنفس الدقيقة سكته بمكانه.
شركائنا بالوطن رفاق الدرب من الأخوة الأكراد تربطنا معهم روابط النضال والجهاد والمظلومية من نظام العفالقة الأراذل، ولولا الأكراد وشرفاء الشيعة لما تم إسقاط نظام صدام الجرذ، من المحزن بدل ان يتعاون الشيعة والاكراد في تأديب فلول البعث، وصل بعض المتطفلين السذج لصدارة المكون الشيعي وفتحوا جبهة خلافات وصراعات مع الأكراد أعادت الحياة إلى فلول البعث وهابي، المشكلة منذ سقوط نظام صدام الجرذ وليومنا هذا، علينا نحن كمواطنين شيعة ضحايا لظلم صدام وقومه الأراذل، علينا ندفع ثمن باهظ نتيجة أخطاء بعض الأشخاص الأغبياء، الذين فرضتهم الظروف علينا، لتبؤ الزعامة وقيادة المكون الشيعي في العملية السياسية، التي مسخت وشوهت من قبل أدوات محلية وبدعم ٢٢ دولة عربية سنية ومعهم محيطهم الإسلامي السني بقيادة قوردوغان ومن لف لفهم.
نظام البعثي السوري الفار بشار الجحش، عندما سقط، وصل للحكم زعيم تنظيم القاعدة ورسول ابو بكر البغدادي زعيم داعش المجرم ابو محمد الجولاني، الجولاني داعشي اكيد يبيد الشيعة السوريين وهذا الذي حدث، لولا وجود الصراعات القومية والمذهبية بالعراق وسوريا لما سالت كل هذه الدماء البريئة، بعد سيطرت الجولاني السفياني على الحكم تم قتل زعيم الشيعة العلويين شيخ كبير عمره ٩٢ سنة مع أولاده الاثنين، طلبوا منه شتم الإمام علي ع ورفض قتلوا ولده الاول، وطلبوا منه تنفيذ ذلك فرض قتلوا ولده الثاني، وبعدها قتلوه، كان بإمكان الحيوان بشار الجحش والذي كان مقدس هذا الجحش لدى الكثير من رفاق دربي، أن يعمل قوة عسكرية لحماية الساحل السوري للدفاع عن المكون الشيعي العلوي، هذا مصير أبناء المكونات عندما يتبؤ الزعامة والقيادة أشخاص حمير( مطايا) تكون النتائج كارثية، مشكلتنا بالعراق مشابهة لمشاكل السوريين، يوجد خلافات مذهبية قومية دينية، تحتاج حلول واقعية، اتواصل مع العشرات من العلويين ينقلون لي كيف يتم معاملتهم بالقتل والضرب والإهانة والاحتقار، ياسادة ياكرام لو يتدخل نتنياهو لحماية العلويين لاتتفاجئون تجدون الغالبية من أبناء العلويين مؤيدين إلى نتنياهو بعد ما تعرضوا للقتل والذبح والذل والإهانة على أيدي عصابات الجولاني السفياني الاجرامية، لايعقل ذباح مسك ثلاثة أطفال علويين أشقاء وبيده السكين ويقول لهم حبايبي منوا منكم اول واحد اذبحه، والاطفال يصرخون، نعم هذا هو اسلام السفيانيين الاراذل، بالعراق يوجد شيعة أكراد سنة، الشيعي اذا يريد أن يكون العراق مستقر وبدون مشاكل عليه يتعاون مع الأكراد بكل شيء، أو يتعاون مع المفخخين من فلول البعث وهابي وهؤلاء يتحينون الفرص للانقضاض عليك أيها الشيعي،
بكل الاحوال استوقفتني رسالة من كاتب سوري كوردي احد ممثلي حركة سوريا الديمقراطية نشرها بحسابه بمنصة x ، هذا نصها، ممثل حزب سوريا الديمقراطية
رسالة من مغيث كردي رافق قافلة الهلال الأحمر الكردي … بعد ان وطأت قدماه حواري جبلة العلوية، في حضرة الفاجعة، تصمت الكلمات وتتحدث الدموع…
حين وطأت أقدامنا جبلة، لم ندخل مدينة كما عهدنا المدن، بل دخلنا ندبة غائرة في جسد الإنسانية، جرحاً مفتوحاً تفوح منه رائحة الحزن والفقد. كل ما رأيناه كان رماداً ، كأن الحياة انسحبت من المكان، تاركة وراءها صدى صرخات اختنقت قبل أن تصل، و وجوهاً خلت من ملامح البشر، إلا من آثار الدموع المحفورة على الخدود كأنها شواهد قبور.
لم يكن في جبلة شيء يشبه الحياة سوى العيون.. عيون لم تعد تبصر إلا الماضي، وقد تحجرت فيها الدموع حتى أصبحت مرآة للألم. وعندما تقدمنا إليهم، محملين بما استطعنا حمله من غذاء ودواء، وقفوا أمامنا، ليس كضحايا، بل كأطلال بشرية سلبت منها القدرة حتى على الاعتراض. قلنا لهم: سامحونا إن تأخرنا، فجاء الرد كوقع السيف على القلوب: أنتم الوحيدون الذين شعرتم بنا… شكرًا لإنسانيتكم، فالإنسانية لا هوية لها.”
تلك الكلمات اخترقت أرواحنا كما يخترق الضوء العتمة، وأشعلت فينا نارًا من الخجل والوجع. كيف وصلنا إلى زمن يحتاج فيه الإنسان إلى من يذكره بأنه إنسان؟ كيف صار الإحساس بالآخرين استثناءً، والخذلان قاعدةً؟
ثم، بابتسامة كسيرة، قالوا: “جلبتم لنا الإغاثة، ولكن متى تجلبون لنا الأمان؟”
كانت الجملة أثقل من أن تُحمل، أشد وقعًا من أي مأساة، كأنها وصية من قلب يحتضر، يطلب الحياة لكنه لا يجد إليها سبيلًا.
استقبلونا كأم تستقبل ابنها المغترب، لكننا شعرنا بالخزي، لأننا لم نحمل بين أيدينا سوى الأدوية ومواد غذائية ، بينما كانوا ينتظرون معجزة تعيد لهم الحياة والكرامة.
ذاك المشهد، لا توفيه الكلمات حقه، ولا تسعفه البلاغة… ذاك مشهد يُحفر في القلب، ويظل ينزف إلى الأبد.
سوريا الساحل الساحل السوري.
انتهت رسالة هذا الأخ الكوردي السوري.
في الختام نتمنى من الاخوة ساسة المكون العراقي الشيعي الاستفادة من ماحدث في سوريا واعادة النظر بالمواقف والعمل على إقامة إقليم وسط وجنوب، قبل أيام نقلوا اخبار حول طرح السيد نوري المالكي وبعض النواب الشيعة حول إقامة إقليم وسط وجنوب، قرأت تغريدات وشاهدت ساسة لفلول البعث وهابي أصابهم الخوف، افهموا ذلك اقيموا إقليم الوسط والجنوب وحصنوا اوضاعكم واحفظوا أبناء مكونكم الشيعي واتركوا هرولتكم وراء مشاريع فاشلة حالها حال شخص ظمآن بصحراء يركض وراء السراب ظنا منه انه ماء، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
20/3/2025
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط