محمد حسين المياحي
الادلة والمستمسکات الدامغة بخصوص الدور السلبي والمشبوه للنظام الايراني تجاه المنطقة والعالم کثيرة ومختلفة وکلها تٶکد على حقيقة مهمة جدا لابد من أخذها بنظر الاعتبار والاهمية وهي إن هذا النظام يبذل کل مابوسعه من أجل التغطية والتضليل على دوره المذکور من جانب وعلى برامجه ومخططاته المشبوهة التي يقوم بها ومن ضمنها برنامجه النووي وبرامج صواريخه، من جانب آخر.
فيما يخص دوره المشبوه في المنطقة وما تسبب وتداعى عنه على أرض الواقع، ماثلة للعيان وإن ما يزعمه ويدعيه النظام الايراني ببرائته من کل ذلك محض کذب مفضوح وضحك على الذقون، إذ أن الکلام لا يمکن أن يلغي الفعل، وإن الذي تم ويتم لمسه هو ما فعله ويفعله هذا النظام في الواقع ولعل ما يجري في العراق واليمن ولبنان، وسوريا حتى سقوط نظام بشار الاسد کان دليلا واضحا على ذلك.
أما فيما يخص برنامجه النووي المشبوه من أساسه، ولاسيما وإنه قد حرص على ممارسة الکذب واللف والدوران في محادثاته بشأنه، فقد کان ولازال هدفه الاساسي هو حيازة السلاح النووي من أجل فرض نفسه کأمر واقع وبالتالي فرض تدخلاته في المنطقة من جانب وکذلك فرض نظامه على الشعب الايراني کأمر واقع.
لم يسبق وإن أثبت النظام الايراني صدقه في الوفاء بإلتزاماته في يتعلق ببرنامجه النووي، وهناك أدلة کثيرة ولعل من أهمها دليلين قويين، الاول هو عدم إلتزامه بالاتفاق الذي أبرمه مع وفد الترويکا الاوربية عام 2004، وکذلك عدم وفائه بالبنود الواردة في الاتفاق النووي للعام 2015، حتى قبل إنسحاب الولايات المتحدة منه، وقد کشفت کل من الاستخبارات الالمانية والسويدية في حينها وقبل الانسحاب الامريکي من ذلك الاتفاق، أدلة على عدم إلتزام النظام ببنود الاتفاق ومواصلته لنشاطاته السرية من أجل صنع الاسلحة النووية.
وقد ظلت الشکوك الدولية والاقليمية تخيم على نوايا النظام الايراني فيما يرتبط ببرنامجه النووي، ومن المهم هنا الإشارة الى أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، اليابان، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، كندا) إلى جانب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، أشاروا الى هذا الامر في بيانهم الذي أصدروه قبل فترة قصيرة نسبيا، جاء فيه”«أكدت دول مجموعة السبع أن النظام الإيراني هو المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في المنطقة، ويجب عدم السماح له أبدا بتطوير أو حيازة أسلحة نووية”، کما إنه وفي وقت سابق، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا مغلقا بمشاركة أعضائه الـ 15، لمناقشة الوضع النووي للنظام الإيراني. وخلاله، شدد ممثل المملكة المتحدة على أن تفعيل آلية الزناد ضد هذا النظام قيد الدراسة الجادة.
والملفت للنظر، إنه ليست دول المنطقة والعالم تحذر من النوايا المشبوهة للنظام الايراني من وراء سعيه للحصول على الاسلحة النووية، بل وحتى المعارضة الوطنية الايرانية ذاتها، وبهذا السياق، وفي کلمة لرئيسة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، بمناسبة بدء العام الايراني الجديد، فقد أکدت على ضرورة التسريع في تفعيل آلية الزناد ضد برنامج خامنئي لتصنيع القنبلة النووية، عندما قالت “في مواجهة شرور النظام، يجب على المجتمع الدولي ألا يماطل أكثر في تفعيل آلية الزناد. فهذا النظام يعد تهديدا للسلم والأمن العالمي، وينبغي وضعه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ولكن الحل الحاسم لإرهاب الملالي وإشعالهم الحروب وبرنامجهم النووي هو إسقاط النظام على يد الشعب الإيراني من خلال المقاومة والانتفاضة وجيش التحرير”.