العلاقة بين الأكراد وإسرائيل: تحالف استراتيجي أم مغامرة سياسية؟

بقلم /الكاتب والصحفي يحيى هركي. المانيا

لطالما كانت العلاقة بين الأكراد وإسرائيل موضع جدل سياسي وإقليمي، حيث يتراوح الموقف الكردي بين الحذر السياسي والرغبة في بناء علاقات متينة مع إسرائيل على غرار العديد من الدول العربية والإسلامية. ومع تصاعد التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يطرح السؤال: هل يمكن أن تصبح هذه العلاقة تحالفًا استراتيجيًا، أم أنها مجرد مناورة محفوفة بالمخاطر؟
العلاقة بين الأكراد وإسرائيل: الواقع والتاريخ
يرجع تاريخ العلاقة بين الأكراد وإسرائيل إلى ستينيات القرن الماضي، عندما قدمت إسرائيل دعمًا للحركات الكردية في العراق، خاصة في عهد الملا مصطفى بارزاني. كما لعب الأكراد اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل دورًا في تعزيز التقارب بين الطرفين.
اليوم، وعلى الرغم من غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية، هناك إشارات متزايدة إلى وجود تعاون في مجالات مختلفة، خاصة في المجال الاقتصادي والاستخباراتي.
اما الإيجابيات المحتملة للعلاقة الكردية-الإسرائيلية
الاعتراف الدولي وتقوية الموقف الكردي: قد يساعد دعم إسرائيل في تعزيز حضور الأكراد على الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بقضية استقلال إقليم كردستان.
والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي:بما ان إسرائيل تمتلك خبرات متقدمة في مجالات التكنولوجيا والزراعة والأمن، مما قد يكون مفيدًا لكردستان.
ثم التواصل مع الغرب: ويرى البعض أن إسرائيل بوابة للولايات المتحدة والدول الغربية، مما قد يفتح أمام الأكراد فرصًا جديدة للدعم السياسي والعسكري.
وفي راي الشخصي يؤدي الى كسر العزلة الإقليمية في ظل علاقات متوترة مع بعض دول الجوار، قد تكون العلاقة مع إسرائيل وسيلة لتعزيز تحالفات جديدة.
واما المخاطر والتحديات:
ردود فعل بغداد ودول الجوار: قد تؤدي أي خطوة علنية تجاه إسرائيل إلى تصعيد التوتر بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية، بالإضافة إلى رفض تركيا وإيران لأي تقارب كردي-إسرائيلي.
ثم ياتي الغضب الشعبي في العالم الإسلامي: رغم تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، لا يزال هناك رفض شعبي قوي لهذه العلاقة، مما قد يسبب ردود فعل سلبية تجاه الأكراد.
ام من ناحية الملف الفلسطيني: أي علاقة كردية-إسرائيلية قد تُفسَّر على أنها تجاهل للقضية الفلسطينية، مما قد يؤثر على صورة الأكراد في العالم العربي.
وماذا عن الدول التي اعترفت بإسرائيل؟
حتى اليوم، هناك العديد من الدول العربية والإسلامية التي اعترفت بإسرائيل وأقامت معها علاقات دبلوماسية، منها:
مصر (1979) – أول دولة عربية تعترف بإسرائيل من خلال اتفاقية كامب ديفيد.
الأردن (1994) – وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل.
الإمارات، البحرين، المغرب، والسودان – طبّعت علاقاتها مع إسرائيل بموجب اتفاقيات أبراهام (2020).
تركيا – لديها علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل، رغم بعض التوترات السياسية.
وكيف يمكن أن تبدأ العلاقات الكردية-الإسرائيلية؟
فتح مكتب تمثيلي: يمكن لإقليم كردستان أن يفتح مكتبًا تمثيليًا في إسرائيل، على غرار بعض الدول العربية والإسلامية.
وتوسيع التعاون الاقتصادي: يمكن البدء بتعزيز التجارة والاستثمار في مجالات مثل الزراعة والتكنولوجيا.
الدعم الدبلوماسي المتبادل: يمكن للأكراد دعم حل الدولتين والوساطة في بعض القضايا الإقليمية لكسب المزيد من الشرعية الدولية.
تعزيز الحوار الإعلامي والثقافي: من خلال المؤتمرات واللقاءات الأكاديمية لتعزيز الفهم المتبادل بين الطرفين.
الخلاصة:
في ظل التحولات السياسية في الشرق الأوسط، قد تكون العلاقة بين الأكراد وإسرائيل فرصة لتعزيز المصالح الكردية، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات الإقليمية. الأكراد بحاجة إلى سياسة متوازنة تحقق لهم المكاسب دون أن تؤدي إلى صدامات مع الدول المجاورة. ومع تزايد الاعتراف بإسرائيل في المنطقة، ربما يصبح الحديث عن علاقة كردية-إسرائيلية أكثر تقبلًا في المستقبل.
وفي ظل التغيرات السريعة في المنطقة، هل ستبقى العلاقة بين الأكراد وإسرائيل في الظل، أم ستتحول إلى تحالف علني؟ الأيام وحدها ستكشف ذلك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here