صرخة الحسين موضع فخر واعتزاز

نعم صرخة الحسين في كربلاء في يوم الطف موضع فخر واعتزاز لكل عراقي ولكل عربي ولكل مسلم ولكل انسان حر
فاذا اردنا نحن العراقيين ان نفتخر ونعتز ففخرنا واعتزازنا هو الحسين فالحسين ليس مجرد شخص بل انه قيم مبادئ انسانية انه الانسان الحر الابي الذي يرى الموت في سبيل الحرية والقيم الانسانية السامية سعادة فالتمسك به قوة كبيرة لا تضاهيها قوة في خلق انسان حر ومستقيم وبناء الحياة الحرة الكريمة ووسيلة انقاذ من ظلام وظلم الظالمين لم تقتصر على العراقي على المسلم بل تجاوزت هذه الاطر حتى شملت كل انسان حر يملك نزعة انسانية صادقة
فالحسين ليس مجرد رمز ديني شيعي وليس مجرد طقس ديني خاص بطائفة دينية لا شك هناك من يحاول ان يصوره بهذه الصورة ويعطيه هذا الشكل وهذا ناتج اما عن حقد دفين او جاهل غبي
لهذا فاني لا اخشى على الحسين القيم والمبادئ من اعدائه الحاقدين بل ان هؤلاء هم الذين منحوه هذا السمو وهذا التألق الذي يتسع ويزداد بمرور الزمن حاربوا الحسين وقطعوا جسده وذبحوا كل من ايده او ذكره بخير كما شنوا حملة اعلامية ظلامية وكذبوا لتشويه صورة الحسين وافتروا وخلقوا القصص والروايات ونشروها في كل مكان من اجل الاساءة اليه والتقليل من شأنه حتى اتهموه بالكفر والخروج على الشريعة وانه خارجي وكان يلعن في مساجد المسلمين بعد الصلاة وقبلها والويل لمن لا يلعنه بل كانوا يلعنوه ويلعنوا من احبه وهذا لعن صريح للرسول الكريم لان الرسول كان يحبه
واستمرت هذه الحالة حتى عصرنا فال سعود وكلاب دينهم الوهابية الذين هم امتداد لال سفيان والفئة الباغية فلا زالوا يرون في عدو الله والحياة والانسان يزيد ووالده الطاغية المنافق معاوية امراء للمؤمنين وخلفاء رب العالمين وان الحسين وأبوه الامام علي من الخوارج وانهما خرجا على الاسلام لانهم خرجوا على الفسقة الفجرة المنافقين يزيد وابوه معاوية
لا شك ان صرخة الحسين التي هي امتداد لصرخة الامام علي والتي هي امتداد لصرخة الرسول الكريم والتي كانت تدعوا الى ما يلي
اولا اقامة العدل وازالة الظلم
ثانيا الايمان بالعقل وقدرته على بناء الحياة وخلق الانسان المستقيم
لهذا كان يرى في العدل والعقل من اهم اصول واركان الاسلام
ثالثا الاهتمام بعقل الانسان من حيث تحريره من كل قيد ومن كل شائبة وحريته في الاطلاع وطرح قناعته بحرية الشعار الاول الذي رفعه الحسين كونوا احرارا في دنياكم
رابعا خلق انسان ذو نزعة انسانية كاملة بعيد كل البعد عن النزعة الشخصية والعشائرية والمناطقية والقومية ويكون كما اراده الله رحمة للعالمين
خامسا القضاء على الفقر والحرمان واذلال وقهر الانسان بأي وسيلة من الوسائل وكان يرى كفر المجتمع من خلال وجود الفقر واذلال الانسان وليس من خلال كثرة المساجد
سادسا الحاكم المسئول مجرد خادم للشعب عليه ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس والا لا يجوز ان يصبح مسئولا حاكما
فاذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص
سابعا الكفر في مفهوم الامام الحسين ليس الذي لا يؤمن بالله الكفر هو الفقر الجهل لهذا كانت صرخة الحسين من اجل القضاء على الفقر والجهل قال الامام علي لو كان الفقر رجلا لقتلته
ثامنا قال الحسين اني سمعت جدي رسول الله من رأى حاكما فاسدا سارقا ظالما ولم يتصدى له
بقول او فعل كان مشاركا معه في فساده وظلمه
تاسعا كان يرى الجهاد في سبيل الله هو التصدي للحكام الفجرة الفسقة اللصوص الظلمة ومن يقتل دون ذلك فهو افضل الشهداء لهذا لم يشارك في الهجمات الظلامية على الشعوب لنهب اموال الناس الابرياء وذبح شبابهم وسبي نسائهم بحجة نشر الاسلام واعتبر ذلك كفر ومن يقوم بها كافر عدو للاسلام عدو للانسان للحياة
لهذا لا بد من نظرة جديدة لصرخة الحسين في فهم جديد لهذه الصرخة فصرخة الحسين تمثل الانسان الحر لهذا على كل انسان حر في الارض لهذا على كل الاحرار ان تحتفل بهذه الصرخة وتسير وفق نهجها
لبناء الحياة الحرة الكريمة والانسان الحر الكريم
وهذا يتطلب من الاحرار مواجهة بعض الذين ينسبون انفسهم الى الحسين وينطلقون من منطلقات متخلفة ضيقة خرافية تسئ للامام الحسن وصرخته وكشف حقيقتهم ومن ورائهم
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here