المرصد السوري: تنظيم داعش يعيد فرض وجوده في محافظة حلب

ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، الاربعاء، ان تنظيم داعش استطاع ان يعيد مؤخرا فرض وجوده في محافظة حلب بعد شهور من هزيمته فيها.

وقال المرصد في بيان له اليوم (24 كانون الثاني 2018)، ان “العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية فرضت حصاراً منذ نحو 4 أيام على مساحة كبيرة من القرى في أرياف متحاذية ضمن حلب وإدلب وحماة، لتشكل جيباً محاصراً بشكل كامل، بعد أن سد الجيش السوري، الثغرة التي توصل الجيب هذا بريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي”.

واوضح انه “رصد تمكن تنظيم داعش من فرض سيطرته على القرى المتبقية والتي بلغ تعدادها نحو 17 قرية على الأقل، بعد أن كانت القوات الحكومية تقدمت في قرى أخرى ضمن هذا الجيب، لتنتهي بذلك وجود هيئة تحرير الشام في هذه القرى، وهذا الجزء من ريفي حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي”.

واشار المرصد، ان “هذا التقدم السريع لتنظيم داعش وسع سيطرته إلى 80 قرية على الأقل في ارياف متحاذية لثلاث محافظات هي إدلب وحماة وحلب”، مضيفا ان هذا التقدم حقق للتنظيم وجوداً جديداً له ضمن محافظة كان طرد منها وخسر فيها سيطرته الكاملة في الـ 30 من حزيران الفائت من العام الجاري 2017”.

وتابع، ان “التنظيم تمكن من السيطرة على عدد من القرى التي تتواجد في محافظة حلب، ليعيد فرض وجوده في 3 محافظات انتهى وجوده فيها، وهي محافظة إدلب التي طرد منها قبل نحو 4 سنوات، ومحافظة حماة التي انتهى وجوده فيها في الثلث الأخير من العام 2017، ومحافظة حلب التي طرد منها في منتصف العام الفائت 2017، وذلك خلال نحو 4 أشهر متتالية، منذ مطلع تشرين الاول الفائت من العام ذاته”.

واوضح البيان، ان “المرصد رصد التطورات الميدانية، التي كانت في صالح تنظيم داعش، منذ توقف عمليات التقدم على حسابه في نهاية كانون الأول، من العام الماضي، إذ أنه ومنذ تمكن قوات سوريا الديمقراطية من تقليص سيطرة تنظيم داعش في الضفاف الشرقية لنهر الفرات إلى 5 قرى وبلدات هي البحرة وهجين وأبو الحسن والشعفة والباغوز، لم تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم أكبر، رغم محاولتها تنفيذ عمليات سيطرت من أكثر من محور في المناطق المتبقية في الضفاف الشرقية لنهر الفرات”.

واضافـ ان “التنظيم يتواجد اكذلك في الجزء الواقع بريف دير الزور الشمالي الشرقي، والمتصل مع ريف الحسكة الجنوبي الذي لا يزال يضم 22 قرية ومنطقة من ضمنها تل الجاير وتل المناخ، أم حفور، الريمات، فكة الطراف، فكة الشويخ، الحسو، البواردي، الدشيشة، وبادية البجاري المتاخمة لبادية الصور والتي تشمل الحدود الإدارية بين دير الزور والحسكة، وعلى جبهات التماس مع الجيش السوري وحلفائه”.

واشار الى ان “داعش، وسَّع سيطرته، إذ أنه وبعد انتهاء وجوده في ريف حماة الشرقي ومنطقة عقيربات، عاد للولادة من جديد في الريف الحموي الشمالي الشرقي، وتمكن منذ انتقاله عبر مناطق النظام في الثلث الأول من تشرين الأول من العام 2017 وحتى اليوم الـ 18 من كانون الثاني من العام الجاري 2018 من السيطرة على 63 قرية في ريفي إدلب وحماة، ليصل إلى مسافة تبعد نحو 15 كلم عن مطار أبو الضهور العسكري، وجرى هذا التقدم في محورين أحدهما على حساب قوات الجيش والآخر على حساب هيئة تحرير الشام”.

وتمكن التنظيم من إيجاد مكان له في هاتين المحافظتين، كما استقدم تعزيزات من مئات المقاتلين وصلت عبر مناطق سيطرة القوات الحكومية في البادية السورية، ولم تشهد محاور التماس بين الجيش السوري والتنظيم أي قتال سوى منذ بضعة أيام حين بدأت القوات الحكومية هجوم محدود سيطرت خلالها على قرية وتلة قبل أن ينفذ التنظيم هجوماً نحو الشمال ويصل لبلدة سنجار، في حين أن هذا التواجد على محاور التماس مع قوات النظام لم يكن الوحيد، إذ لا يزال تنظيم داعش يفرض سيطرته على مناطق واسعة في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، في أجزاء واسعة من مخيم اليرموك ومن حي التضامن ومناطق واسعة من حي الحجر الأسود، بحسب البيان.

واكد المرصد ان “تنظيم داعش يتواجد كذلك في 14 تجمع في البادية الشرقية لمدينة السخنة بالريف الشرقي لحمص وفي منطقة الطيبة بشمال السخنة، ورغم الادعاءات والتحضيرات من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها والقوات الروسية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة من التحالف الدولي من جهة ثانية، إلا أنها لم تتمكن من إنهاء وجود التنظيم في مناطق سيطرتها، كما أن التنظيم لم ينتظر عمليات قوات النظام أو قوات سوريا الديمقراطية للقضاء على تواجده، بل عمل على تنفيذ هجمات عنيفة استخدم فيها العربات المفخخة والأحزمة الناسفة مكنته من قتل العشرات من خصومه في المناطق التي يتواجد فيها أو التي خسرها مؤخراً”.

وقال المرصد ان جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش، يسيطر على مساحة نحو 250 كيلومتر مربع بنسبة بلغت 0.13% من مساحة الأرض السورية، ويتواجد في حوض اليرموك بريف درعا الغربي المحاذي للجولان السوري المحتل.

يذكر ان المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد نشر الخميس الماضي، أن تنظيم داعش يستمر في الحفاظ على مناطق نفوذه منذ أسابيع، على الأراضي السورية، وهذه المناطق التي كان من المفترض أن يكون خصومه المتبقين في المواجهة العسكرية المباشرة معه، أنهوا تواجده كتنظيم مسيطر فيها، واستكملوا سيطرتهم على الجيوب المتبقية لهذا التنظيم، الذي فقد عشرات آلاف الكيلومترات المربعة من مناطق سيطرته، فتحول خلال العام 2017، من قوة ذات النفوذ الأول بسيطرة على مساحة 95325 كلم مربع، وبنسبة بلغت 51.48% من الجغرافيا السورية، إلى قوة تحكم سيطرتها فقط على نحو 3% من الجغرافيا السورية بمساحة حوالي 5750 كلم مربع.
ك.ف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here