الحل في الكتلة العابرة للمكونات

جعفر جخيور

منذ سقوط الصنم في عام 2003 والعراق يمر في مراحل متعددة من المتغيرات، افرزت لنا الكثير من المسميات والمصطلحات، وظهر للسطح مسمى الطوائف والمذاهب والقوميات؛

بدأت هذه المسميات تنحى مسارات ومنعطفات خرجت عن اطار المسمى فقط، حيث اخذت بالانزواء، وتشكيل احزاب وكيانات وتجمعات، ترمز لهذه الطائفة او ذاك المذهب.

خارجةً بذلك عن كل الاطار الوطني والرسمي العام، حتى وان اشارت بأسمها الجديد لكلمة العراقي او الوطني، شكلا ً لا معنى، من خلال نمطها في التعامل وطرحها في الشارع السياسي، فأفضينا بدلا ً من عراقيين، الى طوائف ومذاهب وقوميات لا تعد ولا تحصى وتتشضى في نفس المكون الواحد الى مسميات اخرى فرعية لا يمكن حصرها.

اصبح الوضع في تأزم ويحتاج الى صحوة شاملة بل الى تجديد وجودي ينطلق من عمق المشكلة متغلغلا ً في صلبها لا في سطحها، لتدارك ما يمكن تداركه؛ حفاظا على وحدة العراق من التقسيم والتشرذم تحت مسميات دخيله، يجب ان يكتب لها الانقراض.

انطلاقا ً من مفاهيم الحرية والديموقراطية الحقيقية في صنع نظام سياسي صحي قائم على بناء حكومة ومعارضة يجتمعان في هدف واحد وهو خدمة البلد من خلال سلطة تنفيذية حاكمة، تراقبها سلطة تشريعة معارضة داخل قبة البرلمان.

هدفها تقويم المسار وتصحيحه والعمل على زيادة كفائته من خلال المراقبة المستمرة والحث على العمل الدؤوب .

اصبح لا يمكن تحقيق هذا الا من خلال تشكيل كيان سياسي عابر للمكونات، قادر على مواجهة المسميات الطائفية، يستطيع ممارسة عمله وتحقيق اهدافه، من خلال الحكومة “يشكل الحكومة ويترأسها” او من خلال البرلمان “تشكيل جبهة معارضة” وفي كلتا الحالتين تصحيح للمسار السياسي، وترسيخ لمفهوم الدول العصرية، لا حسب المغالطات والفهم الخاطئ التي اسستها الاحزاب الحاكمة في تولي قيادة البلد او مفهوم السلطة، فـصار اثبات الوجود يكون على رأس السلطة التنفيذية او مشارك فيها، وهذا ما اوصل العراق لهذا الحال .

نسمع اليوم الكثير من الاصوات المنادية بالتغيير، والتي تطرح مشروع حكومة الاغلبية، او قائمة عابرة للطائفية والمكونات، والتي تؤمن بمبدأ الحكومة والمعارضة، “نميل للطرح الثاني” على ان يكون بضد منه تيار معارضة قوي قي البرلمان؛ حتى يتكامل العمل بالمشروع السياسي الحقيقي القادر على بناء دولة المواطنة ومجتمع حضاري، قادر على اجتياز الازمات والعبور لـشاطئ الامان .

خرج الينا السيد عمار الحكيم بتشكيل جديدة تحت مسمى تيار الحكمة الوطني يُراد له ان يكون عابرا ً للطائفية مؤمنا ً بأن العراق لجميع العراقيين، يضم بين افراده كل اطياف الشعب العراقي وينطلق من منطلق وطني خالص، همه الاول والاخير خدمة البلد.

قد تتعالى الكثير من الاصوات المشابهة خصوصا ً في الاوانة الاخيرة، الا اننا ننتظر من تنطبق نواياه مع افعاله واقواله، ومساحة العمل هي الكفيلة بأفراز الصالح من الطالح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here