القائد القدوة المُنتَظَر!!

الشعوب تحقق ذاتها ودورها وتعبّر عن وجودها وهويتها , عندما تصنع القائد القدوة , الذي يأخذها إلى فضاءات تأكيد القدرات والإستثمار بالطاقات الحضارية الكامنة فيها.

والشعوب عندما تمر بمخاضات عسيرة , تلد قادتها الأكفاء وتصل إلى أهدافها بهم , وتتفاعل بتعاون وإنتماء أصيل لذاتها وموضوعها.

وبعد أن مرّت البلاد بالمسيرة العسيرة القاسية , يبدو أن الظروف قد أصبحت مؤاتية ومؤهلة لولادة القائد القدوة , الذي سيضع سفينة الوطن على مسارات إتجاهات بوصلة الوصول إلى تحقيق الإرادة الحضارية الإنسانية .

وعلى الجميع أن يتأهبوا , بنكران ذات وإيمان مطلق بالوطن والعروبة والدين , ويدفعوا بهذا القائد إلى المكان الذي عليه أن يحقق فيه دوره وصيرورته القيادية , الضرورية لإنقاذ البلاد والعباد من أوجاع الضياع والتلاحي والخسران.

فلابد من إعلان القائد بقوة وصراحة وشجاعة , لكي نكون جميعا في وطن يستحق أن يتزاهى بين الأوطان.

هذا القائد أراه ذكيا حاذقا ومفكرا وأصيلا , نقيا ناضجا مطهرا من رجس الطائفية والتبعية والأمية , ومكتسبا لمهارات وآليات إدارة البلاد , والأخذ بأبنائها جميعا إلى آفاق التطور والتقدم والعمل والبناء , وإنه العارف الخبير بمسيرةٍ ذات تطلعات إقتصادية نافعة ومجدية , فالحياة الحرة الكريمة لا يمكنها أن تكون إلا بالإقتصاد القوي والعقلية الإقتصادية النابهة.

فالبلاد بحاجة لعقل إقتصادي خبير , يستثمر في توفير فرص العمل لجميع المواطنين , لكي يؤكدوا طاقاتهم بالإبداع والبناء , ويتحرروا من أصفاد المشاحنات , ويتخلصوا من الأفكار الظلماء البعيدة عن صدق الحياة وإرادة التقدم والبناء , فيعيشوا بسعادة وأمان.

ذلك أن الوجود الإنساني اليوم مرهون بالإقتصاد , والأنظمة السياسية في جوهرها نظم إقتصادية , فلا حرية ولا ديمقراطية في دول ذات إقتصاد ضعيف وبطالة متنامية.

فالديمقراطية بحاجة لإقتصاد قوي وعقل إقتصادي مدبّر ولمشاريع إقتصادية , أما أن يتم تعطيل الإقتصاد والبناء , والتغني بالديمقراطية , فهذا نوع من التدمير الذاتي والموضوعي.

وعليه , فبرغم عواصف التيئيس وإعلام التبئيس والعجز والتدمير , فأن الأمل يبقى ساطعا , والشعب لولود وواعد بالطاقات الوطنية الخلاقة .

ويبدو أن القائد القدوة أخذت ملامحه تلوح في فضاءات المصاعب والتحديات المصيرية , وأتمنى له التوفيق والنجاح , لأنه سيتكلم بلسان الناس أجمعين , وسيحمل رايات المحبة والألفة والتسامح والسلام , وينادي أن هيا للعمل والبناء.
ترى هل سينطلق هذا القائد , كما إنطلق ديغول في فرنسا , ومصطفى أتاتورك في تركيا , وغيرهم من أبناء الشعوب التي واجهت تحديات مصيرية في لحظات تأريخية حاسمة , علينا أن نؤمن بأنه سيأتي من بودقة العراق الحضارية المعطاء , وبه ومعه سنكون ونرتقي!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here