في العدل يزول العنف والفساد ويعم الحب والصلاح

هذه حقيقة ملموسة كشفها الامام علي قبل اكثر من 14 قرنا من الزمان عندما اخذت بعض الشخصيات الظالمة الفاسدة تساومه على الخلافة فرد عليهم بقوة وهو رافعا فردة حذائه الممزقة ( خلافتكم امامتكم لا تساوي عندي فردة هذا الحذاء اذا لم اقم عدلا وازيل ظلما)
من هذا يمكننا القول ان مهمة الحكومة المسئول الدين السياسة الخلافة هي اقامة العدل وازالة الظلم والا لا قيمة لها ولا اهمية بل يجب الغاء كل ذلك ورميها في الزبالة لانها تخلت عن مهمتها وبدأت بمهمة اخرى معاكسة ومضادة لمهمتها الواجب القيام بها
فالعدل اساس الملك والانسان منذ ان بدأ يعي ويدرك تمنى ورغب بالعدل ودعا اليه واحترم العدل والانسان العادل وقدسهما في كل مكان وفي كل زمان بغض النظر عن معتقده ووجهة نظره نعم ان العدل نسبي ووفق ظروف الانسان وواقعه حتى لو رفع شي من الظلم واقام شي من العدل فالعدل يبنى تدريجيا وليس دفعة واحدة
فالناس احبت واحترمت وقدست بعض الاشخاص لانهم امروا بالعدل وسعوا اليه وضحوا من اجل تحقيقه فاطلق عليهم انبياء واولياء امثال عيسى وموسى ومحمد وعلي والحسين وغاندي ومارتن لوثر وماركس وغيرهم الكثير ممن جعلوا من انفسهم شمعة تحترق كي تنير الطريق للناس للوصول الى العدل والحق ولا تزال مسيرة النضال مستمرة حتى يسود العدل في الارض ويزول الظلم
وعند التدقيق في عدم وجود العدل وسيادة الظلم لاتضح لنا بشكل واضح انه الحاكم المسئول الظالم وعدم وعي الناس ومن هذا يمكننا القول ان سبب الظلم والحروب والعنف هو الحاكم الظالم الجائر هو السبب الاول في خلق اللصوص والفاسدين والمتجاوزين على حقوق الانسان والمنتهكين للقيم الانسانية
هل هناك امل في سيادة العدل والحق في الارض الحقيقة ان ذلك امرحتمي والانسان يسعى اليه لو نظرنا الى التاريخ نظرة موضوعية لاتضح لنا بان الانسان منذ ان بدأ يعي بدا يسعى لازالة الظلم واقامة العدل ولكن بشكل تدريجي حتى وصل الى المرحلة التي نعيشها ولا زال مستمرا وهذا يعني سينتصر العدل وينهزم الظلم امر مؤكد وعلينا ان نكون متفائلين كل التفائل
النوايا الصادقة الاخلاص في العمل الصدق في التعامل من اهم الاسباب التي تؤدي الى انتصار العدل وازالة الظلم
هناك اسطورة افريقية تقول
كانت السماء قريبة من البشر فكان كل انسان يمد يده ويأخذ حاجته منها وكان الناس يعيشون في سعادة ومحبة وفي احد الايام اخذت امرأة قطعة من السماء اكثر من حاجتها مما ادى الى غضب السماء فارتفعت عاليا جدا وهكذا اصبحت بعيدة عن متناول الانسان
وهذا يعني ان العدل يسود عندما يأخذ الانسان حاجته اي حقه لا يتجاوز على حق الآخر فاذا اخذ اكثر من حاجته اي اخذ حق غيره انتفى العدل وساد الظلم
كما ان هناك رواية تؤكد على صلاح الحاكم المسئول سببا في القضاء الى النزعة العدوانية والشر لدى الناس وزرع المحبة ونكران الذات بدلها بحيث ادى الى اصطلاح الذئب مع الشاة
كان هناك عالم تقي وكان يرعى غنما ذات يوما دخل ذئبا بين اغنامه لكن الذئب سالم الاغنام ولم يقم باي عمل عدواني ضدها
فاستغرب بعض الذين شاهدوا الحالة السلمية للذئب فسألوا العالم التقي راعي الغنم متى اصطلح الذئب مع الشاة
قال العالم التقي حين اصطلح الراعي مع الله
وهذا يعني اصطلاح الحاكم المسئول مع الحق مع العدل مع الله يصطلح ابناء الشعب وتزول الاحقاد والشرور من نفوسهم وقلوبهم
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here