بقلم مهدي قاسم
أمي الحبيبة أغفري لي خطاياي بحقكِ يا أمي
كم من حزن طويل سببته لكِ في غربتي الطويلة ..
هذا ما يطلبه منكِ أبنك خطفته المسافات ، الذي ضاعت خطواته
في المتاهات .
وهو الذي أعطيته كل شيء ولم تأخذي منه
غير ألم و حسرة و عذابات انتظارات طويلة .
في أثناء ذلك كانت دموعكِ تضيء كشموع متوهجة
خطواتي المتعثرة في عتمة طرقات بعيدة .
ولم يأت مني لكِ غير القلق و الاضطراب و أرق الليالي .
عندما كنت أمضي في دروب غريبة وحيدا منهكا
كان قلبكِ يرتعش خوفا ، حتى تستغرقين في صلاة لأجلي :
ـــ ربي احمي ابني البعيد في بلاد الغربة !.
وحينما كانت تداهمني وحشة ضارية
تتناهى إلى سمعي نبضات قلبكِ المضطربة لأجلي
كضربات طبل في وديان عميقة .
قلبكِ الحنون الذي كان يرافقني دوما كملاك رحيم .
أمي الحبيبة يا ملكتي الأبدية !
الأكثر حنانا و نبلا من بين جميع النساء
الوحيدة التي بقي حبها راسخا في قلبي
الذي عبرته نساء عديدات بدون أثر يُذكر.
أنتِ التي يزدهر الربيع بلمسة من أصابعِك المرجانية
و يستعير البحر رقته من عينيك الحنونتين
وكل خطو منك كان يهب السماء نجمة جديدة .
بينما على كتفكِ يستريح قمر منهكا
بعدما رافقني عبر بقاع كثيرة من أطراف العالم .
و عندما يأتيني الموت ذات يوم
ستتقدمين نحوه قائلة ومتوسلة
ــ خذني أنا بديلا عنه !
هذه هي أنتِ يا أطيب و أحنّ النساء
أمي الحبيبة …..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط