ثورة 14 تموز كانت نقطة تحول في العراق والمنطقة

ثورة 14 تموز كانت نقطة تحول في العراق والمنطقة
نعم كانت ثورة 14 تموز عام 1958 بداية مرحلة جديدة في تاريخ العراق والمنطقة العربية
حقا كانت ثورة تغيير وتجديد في الواقع الذي يعيشه المواطن العراقي في وعيه في توجهه في نظرته الى الحياة شعر انه مساهم مشارك في بناء الحياة
حاولت الثورة ان تخرج العراقي من شرنقة العبودية الى فضاء الحرية ومن الاعتماد على الغير الى الاعتماد على نفسه حيث فتحت أمامه كل السبل ودعته الى التحرك الى العمل في صنع الحياة من موقعك بشرط عدم شعورك بالدونية وفعلا أنطلق العراقيون الى الأمام الى الرقي فسادت المحبة والوحدة بين أغلبية العراقيين بكل أطيافهم وألوانهم وأعراقهم وسادت الثقة والتفاؤل في نفوسهم وان العراق لهم والمستقبل لهم وانه إنسان حر لا شك ان هذه الحالة الجديدة التي وصل اليها الإنسان العراقي أخافت وأرعبت أعداء العراق أعداء الحياة والإنسان لأنها تجربة جديدة في العراق والمنطقة تشكل خطرا على وجودهم الوحشي الغير إنساني من دعاة وأنصار العنصرية الفاشية والطائفية الوحشية لهذا قرروا الوقوف أمام مسيرة الثورة وخلق العراقيل والعثرات أمامها وإشعال نيران الفتن السابقة وإعادة قيم وعادات وأعراف بدا الزمن في قبرها ومع ذلك تمكنت الثورة من بناء إنسان عراقي جديد ومن بناء عراق جديد كان موضع فخر وعز لكل إنسان حر في المنطقة
المعروف جيدا ان قادة الثورة ليسوا بمستوى واحد من الجدية والإخلاص ونكران الذات للأسف حوت جراثيم قاتلة في وسطها فكانت من أهم الأسباب التي أدت الى فشلها ومن ثم تدمير العراق وذبح العراقيين وما وصل اليه العراق والعراقيين من حال سيئ الا نتيجة لوجود تلك الزمرة الفاسدة أمثال الجرثومة القاتلة الطائفية العنصرية التي أسمها عبد السلام محمد عارف وزمرته والبعث العشائري التي تغطت برداء القومجية لتغطي حقيقتهم الوحشية المعادية للحياة والإنسان والبدوية المعادية للحضارة للعلم
لهذا نرى هذه المجموعة العنصرية الفاشية نالت المساندة والمساعدة والدعم من كل أعداء العراق بمختلف صنوفهم وألوانهم العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة وفي المقدمة ال سعود وال صباح النظام الاردني القذر تركيا شاه إيران فرعون مصر جمال عبد الناصر إسرائيل إضافة الى بريطانيا وأمريكا ومع ذلك لم نر في الامر شي غريب بل الأمر طبيعي لكن الغريب الذي يثير الدهشة والغرابة هو تعاون وتحالف بدو الجبل مع بدو الصحراء القومجية البرزانية مع القومجية العفلقية وكان هذا التحالف المشين السبب الأول والوحيد في ذبح الثورة وأنصارها وفتح باب جهنم على العراق والعراقيين
فعداء ال سعود وال صباح وأسيادهم تركيا إسرائيل وأمريكا لا يؤثر على مسيرة الشعب العراقي في ظل الثورة بل كان أمر متوقع وكان بأمكان الثورة تجنبه بل يمكننا اعتبار ذلك دليل على صحة مسيرة الثورة بل الذي عرقل مسيرة الثورة وبالتالي سهل ذبحها وذبح أبنائها وفتح باب جهنم على العراق والعراقيين في يوم أسود من أشد أيام التاريخ وحشية وسوادا يوم 8-شباط 1958 هو تحالف العنصرية ا لفاشية بدو الصحراء مع العنصرية الفاشية بدو الجبل
والغريب ان نفس القوى التي تحالفت وتعاونت على ذبح ثورة 14 تموز تتحالف وتتعاون على منع العراقيين من السير في طريق الحرية والديمقراطية والتعددية اي حكم الشعب بعد تحرره من بيعة العبودية التي فرضها الطاغية صدام بتحريض من ال سعود في 9-4-2003 بعد ان أغلق العراقيون باب جهنم الذي فتحه أعداء العراق والعراقيين في 8-شباط 1963 ال سعود ال نهيان إسرائيل أردوغان تركيا بدو الجبل وبدو الصحراء
لا شك ان الصراع بدأ على أشده بين العراقيين الأحرار الذين يريدون إغلاق باب جهنم الى الأبد ويفتحون باب الجنة وبين أعداء العراق الذين يرفضون إغلاق باب جهنم بل يسعون الى إدخال العراق والعراقيين في جهنم
ومع ذلك تبقى شعلة الحرية التي أشعلتها ثورة 14 تموز التي حركت العقل وأنارته وزرعت الثقة والتفاؤل قوة تدفعه الى التحدي وعدم اليأس في بناء عراق حر واحد موحد ديمقراطي تعددي
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here