سيان لغالبية العراقيين من فاز أو خسر في الانتخابات الأمريكية

سيان لغالبية العراقيين من فاز أو خسر في الانتخابات الأمريكية

بقلم مهدي قاسم

أنا ــ شخصيا ــ لم أفرح لفوز بادين ــ ذلك الثعلب العجوز ــ ولا حزنتُ لخسارة ترمب ذلك الأخرق ..

إذ وجدتُ منذ من البداية أنه سيان عندي تماما من يفوز أو بالأحرى من يخسر ، و ذلك من ناحية انعدام التأثير الإيجابي ـــ في كلا الحالتين ــ على المصالح العراقية سواء هذا فاز أو ذاك ..

لأننا قد جربنا بعد سقوط النظام السابق كلا الإدارتين : الإدارة الجمهورية بقيادة بوش الابن الذئب الطائش ، و فيما بعد الإدارة الديموقراطية برئاسة أوباما البومة النعسانة دوما ..

فالأول الجمهوري ، أي بوش الابن قد سَّلم مصير العراق لعصابات اللصوصية والنهب المنظم عبروسيطه اللص بول بريمر، و كذلك لأزلام النظام الإيراني في العراق بالدرجة الأولى ،الأمرالذي مكنّ النظام الإيراني من بسط سيطرته و هيمنته السياسية والأمنية والاقتصادية على العراق بوسائل استعمارية غير مباشرة ،أما في عهد الرئيس الديمقراطي أوباما فقد جرت عملية ترسيخ سلطة عصابات اللصوص و الساسة الفاسدين فضلا عن ترسيخ الهيمنة الإيرانيةعلى العراق والتعامل معه كأمر واقع مسلّم به ، فلابد من الاعتراف به إلى أجل غير مسمى ..

إضافة إلى تعامل إدارة أوباما مع التنظيمات الإرهابية والقوى السلفية و الإخوانجية ، حسب تلميحات هيلاري كلينتون في رسائلها الإلكترونية ز التي سمحت إدارة ترمب بتسريبها و نشرها على الملأ ، بغية توظيفها لغايات وأهداف انتخابية..

( بالمناسبة بعثت حركة ” الإخوان المسلمين ” و حركة حماس و كذلك نوري المالكي باعتبار حزب الدعوة نسخة شيعية من حركة ” الإخوان المسلمين ” برقية تهنئة لبايدن تعبيرا عن ارتياحهم بهذا الفوز ) !!..

بطبيعة الحال ، كل هذا لا يعني أنه لا يحق لأتباع النظام الإيراني أن يفرحوا و يبتهجوا بخسارة ترمب وبفوز جو بايدن الذي من المحتمل إنه سوف ينتهج ساسة أقل صرامة نحو إيران ، بالمقارنة مع سياسة ترمب المتشددة ، وربما سوف يخفف من العقوبات الاقتصادية أو ـــ الأقل ــ لا يصعدها ويزيدها بين وقت وآخر ، وقد يصل الأمر إلى عقد صفقة ” نووية ” جديدة ..

مع العلم أن العقوبات الاقتصادية قد أثبتت فشلها في إسقاط أنظمة حكم بدليل بقاء النظام الشيوعي في كوبا وكذلك الحصار الاقتصادي الطويل الذي فُرض على العراق و فشل في الوقت نفسه في تقويض أركان النظام العراقي السابق ، بقدر ما عانت وتعاني هذه الشعوب من تبعات ونتائج هذه العقوبات الاقتصادية غير فعالة البتة في إسقاط أنظمة حكم ، بدون تدخل عسكري مباشر ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here