تعطل الفيس واخواته ..فتوقف قلب العالم

تعطل الفيس واخواته ..فتوقف قلب العالم
بقلم مهدي قاسم

يُقال أن المرء لا يقيم شيئا مهما بالنسبة له إلا بعد فقدانه ..
خاصة شيئا قد أصبح جزء من تفاصيل حياته اليومية و الحميمة ، بحيث بات متعلقا به لحد الإدمان اليومي : أي كتابة ، وإجراء مهاتفة أو محادثة طويلة مع الحبايب و الأقرباء و الأصدقاء ..
هذا بالنسبة للفيس و اخواته من تطبيقات أخرى ،فكيف الأمر لو توقفت الشبكة الزرقاء العالمية برمتها ، و التي جعلت من العالم عبارة عن علبة صغيرة فحسب ، تضج بأحداث العالم الساخنة وتنقلها دقيقة بدقيقة و بتفاصيل كاملة ، مدعومة بصور ومشاهد فيديو أيضا !..

وهنا بالضبط نلتقي مع الحقيقة العنيدة التي يحاول بعض المتعصبين والمتخلفين الظلاميين إنكارها والاستخفاف بها إلا وهي حقيقة العلم الذي هو وحده قد أثبت و بالدليل القاطع ،على أنه هووحده النافع الملموس والمفيد المحسوس للبشرية جمعاء ، مقابل خرافات وغيبيات وأباطيل ووعود وهمية التي عجزت طيلة آلاف سنين أن تقدم أي شيء مفيد ملموس للبشرية ماعدا الأوهام ، و ظلال السراب ..
أقول كل هذا لأنه بمجرد أن تعطل الفيس وأخواته لبضع ساعات فقط ، حتى بدا وكأن قلب العالم قد توقف هو الآخر أيضا ، مع هذا العطل سوية ، و أصبح حائرا ينتظر بنفاد الصبر عودة أمور الفيس وأخواته إلى مجراها الطبيعي و المعتاد ! بل ربما ارتبك العالم أيضا بسبب فقدان وسائل التواصل و انعدام إمكانية التعبير ، التي توفرها صفحات التواصل الاجتماعي و التي أضحت شيئا مهما وحيويا ، لا غنى عنه ، من حياة الإنسان المعاصر ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here