يُفترض تجميل ملامح الحياة بديلا من تبشيعها

بقلم مهدي قاسم
,
أن الطابع الإجباري و القسري الذي يشكل أساسا وعمودا لنواة حياتنا منذ إطلاق صرختنا الأولى و حتى لحظة لفظ أنفاسنا الأخيرة ( إذ ما من أحد يريد أن يأخذ رأينا فيما إذا كنا نريد العيش برغتنا أو الموت بإرادتنا ) من حيث نصبح مسلوبي الإرادة تماما إزاء هذا القدر المتسلط والجبار وليس من فرار قطعا من قبضته القوية، أقول أن هذا الطابع القسري والإجباري للعيش والموت معا ، هو بحد ذاته أمر قاس وبشع رهيب وظلم فظيع فعلا ..
نعم قاس وبشع ، حيث جرت عملية تجسيده الرائعة في “صخرة سيزييف ” كضرب من عبث ولا جدوى ، فإزاء كل ذلك فهل نحن بحاجة إلى أن نبشّع هذه البشاعة و القبح والقسوة أكثر فأكثر ، من خلال نصوص شعرية أو نثرية وفنية أخرى ؟ أم نحاول تجميلها و رونقتها عبر هذه النصوص ذاتها كمحتوى مغاير تماما ، لتكون الحياة قابلة للتحمل والعيش قدر الإمكان..
نقول كل هذا لأن بعضا ممن يعتبرون أنفسهم من أصحاب ” المخيلة الجامحة والرؤية السوريالية الثاقبة ” !! لا يعتبرون النص الذي لا يحتوى على عملية التبشيع و إثارة الرعب الوجودي نصا جيدا !! إنما بعضا منهم يعتبر النص الذي يتغنى بجمال الطبيعة أو بجمال حبيبة أو مرأة جميلة ضربا من سذاجة وسطحية !..
مع إن هؤلاء” البعض ” مهما أمعنوا في عملية تبشيع ملامح الحياة في نصوصهم ” التجديدية ” على هذا الصعيد !!فأنهم سوف لن يبلغوا شأوا ، ما بلغه رامبو أو لوتريامون أو أو ادغار الن بو ـ ـمثلا وليس حصرا ــ في هذا المضمار ..
علما أن رامبو ذاته بعدما هاجر الشعر مبكرا ،سافر إلى عدن ومدن أفريقية أخرى ليتاجر بالأسلحة والعبيد بهدف كسب مال وفير بغية العيش ــ فيما بعد ــ حياة أفضل على نحو الذي يُريد ويرغب ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here