العبادي الخائف من التوريط الامريكي .. أموال قطر حلال زلال على العراقيين ..

علي الموسوي / هولندا

كثر الحديث حول أزمة الصيادين القطريين ! فيما تعددت الأطراف الراعية لانجاز هذه الصفقة ، وتوزعت الأدوار الرئيسية بين تركيا وايران وسوريا والعراق وقطر في مقابل اخلاء آلاف من الشيعة المحاصرين من قبل جبهة النصرة  في مدينتي كفريا والفوعا ، وتمثل الاتفاق ايضا باطلاق سراح عدد من أسرى المقاومة المخطوفين لدى الارهابي السعودي عبد الله المحيسني أحد أبرز زعماء تنظيم داعش ومن ثم النصرة وأحرار الشام المدعومة من قطر وتركيا ، وكان من بين المطلق سراحهم عدد من مقاتلي حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية ، كما شمل الاتفاق خروج آلاف من الارهابيين وعوائلهم من المدن المحيطة بالعاصمة السورية دمشق ..

لحساسية الموضوع وعلاقته بالاسرة الحاكمة في قطر تأخر اطلاق هؤلاء الصيادين لاسباب تتعلق بالمواقف الثابتة للجهة التي أسرت هؤلاء والتي حاولت ابعاد هذا الملف عن الموقف الحكومي الرسمي الذي خضع  للتجاذبات الاقليمية والضغوط الأمريكية لعام كامل

لقد حققت هذه الصفقة نتائج كبيرة استطاعت انتزاع بعض الحقوق وحماية المدنيين العزل من دون اراقة للدماء ، وابتعدت عن فوضى التصريحات حتى آخر لحظة !! ولكن الذي  نغص هذه الصفقة هو الخطاب الرسمي العراقي المتشنج المتمثل بتصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي هاجم فيها الجهة الخاطفة المتمثلة بحركة النجباء العراقية !! والتي أشار اليها ووصفها في تصريحات سابقة بانها فصائل خارجة عن القانون ؟!! كما أشار العبادي المتشنج جدا الى المبالغ القطرية التي ذكر انها ضخمة جدا وأعرب عن استغرابه وابدى استعداده لتسليم هذه الاموال واعادتها الى قطر ولكن عبر القنوات الرسمية المصرفية !! وتسائل كيف لو وقعت كل هذه الاموال بيد هذه الحركة ؟؟؟

أولا : كيف لا يعلم العبادي بوصول هذه الأموال وهو أعلى سلطة في البلد ؟!!

ثانيا : لماذا كان حديث العبادي متشنج ومرتبك ولا يرتقي الى خطاب مسؤول ؟

ثالثا : كيف يسمح العبادي لنفسه التهجم على فصيل عراقي مقاوم وهو جزء من حلف المقاومة الذي اقترح أن تكون بغداد غرفة لعملياته ؟!!

لا يوجد لدينا أي شك بان العبادي يعلم بتفاصيل الصفقة من طئ طئ لسلام عليكم ! ولكن الرجل متذبب في قراراته وأصبح من الصعب تصديق كلامه و تصريحاته لانها ستخضع في النهاية الى غربلة القرار الأمريكي الذي بات هو المسؤول عن جميع القرارات السيادية والاستراتيجية في العراق !

ان تفسيرنا لخطاب العبادي المتشج وتصريحه بعودة الاموال القطرية ‘ جاء بعد احساسه انه ابتلع الطعم القطري المتمثل بهذه الأموال  والقطريون يعلمون جيدا ان القوانيين الدولية لا تسمح بادخال الاموال الطائلة وارسالها الى اي بلد الا عبر القنوات الرسمية ؟ والا ستعتبر غير قانونية وهي غسيل أموال وتترتب عليها عقوبات دولية ؟ حينها أدرك العبادي اللعبة ، وسارع في الاعلان عن هذه الأموال خوفا من ملاحقة الامريكي له واتهامه بالتواطئ والعمل مع ( الارهابيين ) لصالح سوريا وايران !! …

هنا يبرز تساؤل آخر أين الموقف الشعبي من هذه الصفقة وما هو رأيه في الاموال التي كشفت عن حجمها صحيفة الانتدبندنت البريطانية ب 500 مليون دولار !! اذن مبلغ كبير بهذا الحجم ادخله الوفد القطري بواسطة أكياس يتم تغليفها بشكل لا يمكن اكتشافه بالاشعة المخصصة لتفتيش الحقائب في المطار !! والسؤال الأهم ؟ لماذا لم يعلن الجانب القطري عن هذه االأكياس ؟ ولماذا لم يتم تبليغ الجانب العراقي على أنها حقيبة دبلوماسية لتفادى التفتيش والرقابة حسب الأعراف الدبلوماسيه ؟!!

مرة أخرى يحاولون استغفالنا ويخوطون ويخربطون ولا يريدون أن يحاسبهم أحد !!

ياسيادة الرئيس العبادي … ان هذه الأموال أصبحت من نصيب العراق وان الميزانية العراقية أحوج اليها في الظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها البلاد .. علما قطر أبدت استغرابها من تصريحات العبادي وأعلنت وعلى لسان وزير خارجيتها انها ارسلت هذه الأموال بعلم العراقيين ؟ ونحن نقول للسيد العبادي ليس من حقك ارجاع هذه المبالغ الى قطر ولا التبخشش بها ، بل اننا نطالب الحكومة العراقية بتفعيل قانون جاستا عراقي أسوة بقانون جاستا الأمريكي الذي يسمح لجميع المتضررين من التآمر القطري والسعودي على العراق ومنذ سقوط النظام البائد الى يومنا هذا بمحاسبتهم وتقديمهم الى المحاكم الدولية ودفع التعويضات اللازمة والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات ،  علما ان قانون جاستا الأمريكي والذي يعني العدالة في مواجهة النشاط الارهابي قد سمح للامريكيين المتضررين من الارهاب السعودي برفع دعاوي قضائية منذ عام 1973 وبالفعل فقد وصل أعداد هذه الشكاوى الى أكثر من 15000 الف قصية !! علما ان القانون الامريكي يلزم السعودية بدفع تعويضات لا تقل عن 2 مليون دولار الى 10 مليون دولارلكل شخص متضرر ، ويقدر حجم الغرامات المالية والدعوى القضائية على السعودية التي يجب دفعها للمتضررين بأكثر من 200 مليار دولار حسب الادعاء والصحافة الأمريكية  !!

ربما سيقول لي أحدهم ان العراق ليس أمريكا  ولا تسمح له الظروف السياسية بهذه المطاليب .. عندها سأذكره بان القانون الدولي يسري على الجميع طالما توجد ارادة وطنية حقيقية وكما ان العراق أصبح ملزما بدفع تعويضات حرب الخليج المجنونة ومازال يدفع المليارات كتعويضات للكويت نتيجة حماقات الطاغية صدام فانه ملزم اليوم بالنزول الى رغبات شعبه بتفعيل القوانيين القضائية وتشكيل فريق من المحاميين الدوليين للمطالبة بتعويضات ما آلت اليه الأوضاع الانسانية والاقتصادية والدمار الذي اصاب العراق كنتيجة مباشرة للتدخلات التركية والسعودية والقطرية !!  تذكروا جيدا ان الولايات المتحدة الامريكية جمدت عشرات المليارات من الاموال الايرانية بعد انتصار الثورة الاسلامية ولمدة تجاوزت ال35 عام من دون اي مسوغ قانوني !! ورئيس وزاء العراق المخلص والوطني جدا جدا يريد ان يعيد 500 مليون دولار وهي من حق العراق .. حلال زلال ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here