العمال العراقيون المحرومون والثريديون الجدد !!

احمد الحاج
كم أعجبني الاعلامي المصري ” مجدي الجلاد” حين اجرى لقاء موسعا مع عدد من اصحاب المصانع المتوقفة عن العمل في عموم الجمهورية المصرية لمناقشة أسباب توقفها والمشاكل الناجمة عنها وأبرز المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق تأهيلها وإعادتها الى سابق عهدها ، كما أجرى الجلاد لقاء مع عدد من العمال الذين أغلقت مصانعهم بمناسبة اليوم العالمي لعيد العمال للوقوف على مأساتهم وسبل علاجها ، هكذا يجب ان يحتفل بعيد العمال ، ﻻ بالشعارات الجوفاء المجترة اذ ان عودة العامل المفصول الى مصنعه مجددا هو يوم عيده الحق !
 
بدورهم عقد الثريديون الجدد كعادتهم مؤتمرات جماهيريية بالمناسبة وشعارهم ” مؤتمر بلا ثريد ﻻيفيد ” ، اذ ان الثريد بات البوابة الكبرى الى أمعاء الصحفيين والمثقفين والوجهاء والمفكرين والساسة العراقيين وعقولهم إﻻ من رحم ربك واعرف من الثريديين الجدد من ان سألته ” ماهي اهداف الندوة التي حضرتها قبل ان يشرع عمال الخدمة بتنظيف القاعة الرئيسة ؟؟ ﻷجابك وهو ينظف اسنانه من بقايا الطعام ” يكولون عن حقوق الانسان والعمال !!” .
وأعرف منهم من يلتقط عشرات الصور مع عشرات المشاركين في الندوة او المؤتمر معظمها بالقرب من مطعم – الاوبن بوفيه – او في محيطه ولو سألته ” عفوا ممكن خلاصة لمحور نقاشك مع الاخ الذي التقطت معه الصورة ” ﻷجابك بعد – تريوعة – خفيفة خاتما اياها بـ” العفووو” ” الحقيقة اتفقنا على مناقشة واقع العمال والفقراء المتردي في العراق ووضع الحلول المناسبة له وتشغيل العاطلين واقامة دورة عن العلاج الطبيعي – لإصلاح واقع العمال المعوج – وأخرى عن التنمية البشرية والشفافية – ﻷن ماحافظين غيرهن ولتنمية قدرات الفقراء – ستقام قريبا مع – اوبن بوفيه – في فندق خمس نجوم غير مسموح للفقراء وﻻ العمال بدخوله مطلقا ؟
وقفز – لوكي متصابي آخر – ليكمل الحديث بعد ان صفف شعره المصبوغ بالاسود امام الكاميرا ” اهم شيء الفقراء ، نحن نعيش بجال الفقراء ، بخيرات الفقراء، بألتقاط صور للفقراء لنشحذ بها التبرعات اللازمة للولائم والعزائم وندوات الفنادق التي ستقام مستقبلا لنصرة الفقراء وبغيابهم والتي سيتم دعوة الناشطين اليها عبر الواتس آب والكروبات الالكترونية لتناول الثريد الذي اعده الاغنياء في مطابخ الفقراء وفوق جثثهم ” .
انا افكر جديا في الوقت الحاضر بتأليف كتاب بعنوان ” الثريديون الجدد ..طفيلون دمروا العراق واهل “.
وبدوري أسأل ياعمال العراق بأي عيد تحتفلون ؟!
عمال عراقيون – عاطلون عن العمل – احتفلوا بعيدهم بمناسبة الاول من آيار 2017 ولكن بعيدا عن مصانعم المغلقة منذ 14 عاما حيث تشير التقارير الى ان اكثر من 25 الف مصنع أهلي وحكومي وقطاع مختلط أغلقت منذ عام 2003 .
حامض حلو ، شربت ، بيسبي كولا ، قهقهات ، كاسكيتات ، ﻻفتات ، تي شيرتات حمراء اللون ، خطابات ، هتافات ، زغاريد ، اغاني ، نساء مجتمع مدني – ذهب زينة احداهن يبدأ من أصبع اليد اليمنى وﻻينتهي بأقراط الاذن اليمنى واليسرى ينظرن في اليسار فيما حياتهن وحياة ازواجهن وابنائهن وبناتهن رأسمالية وبرجوازية بالمطلق ومازالوا يرددون ياعمال العراق اتحدوا !!
معقوووولة ، كيف سيتحدون واين سيتحدون ، وهل أبقيتم يامثيري النعرات الطائفية والدينية والسياسية والقومية والطبقية طيلة عقد ونصف من الزمان ، منفذا واحدا للوحدة الوطنية او العمالية ليتسلل من خلالها عشاق الوحدة او بقاياها من العمال وغيرهم ؟
الاحتفال يجري وفي ذي قار لوحدها كما اعلنت نقابة العمال هناك 25 الف عامل خارج جدران مصانعهم التي اغلقت او عطلت او استبدلت عمالها بالاجانب – بنغلاديش وسيرﻻنكيين كما في كل العراق ، بل وحتى اوغنديين كما يحدث اﻻن في فندق بابل ، وشيل ايدك – فما بالك بعمال الموصل ، صلاح الدين ، الانبار ، بغداد ، ديالى ، بابل ووووو!!
مسكين يامن تحتفل بعيد ليس لك فيه إﻻ الهتافات الجوفاء ، مسكين يامن يستغل فقرك وبؤسك وفاقتك اليسار واليمين على حد سواء ليصعدوا على اكتافك الى سدة السلطة ويغلقوا كل مصنع في وجهك ووجه ابيك ببرامج مخطط لها سلفا تسمح بمرور البضائع الاجنبية مقابل كساد نظرياتها  الوطنية في الاسواق المحلية ، ومازلت أيها العاطل – تشكرهم – على قتلك وعيالك مقابل – قطعة كيك وشربت توزع كل سنة مرة- على ايقاع اغاني – الدبج والردح والبزخ – ووحرام تنسوني وتقتلوني بالمرة حرام ! ماااااااااع
ﻻ عيد اﻻ يوم تعاد مصانع بلادي كما كانت وافضل، انا آكل وألبس من منتجات بلدي اذن انا موجود ..انا اكل والبس من منتجات بلاد اخرى انا مفقود …ويااااااااآكلي الفلافل اتحدوا . اودعناكم اغاتي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here