قراءات سياسية خاطئة اودت بالعراق

قراءات سياسية خاطئة اودت بالعراق
محمد واني
مغامرة صدام حسين الحربية غير المحسوبة ضد دولة الكويت وعدم قرائته للتحولات السياسية الكبيرة التي طرأت على العالم انذاك باتجاه القطبية الواحدة بزعامة امريكا وبزوال المعسكر الاشتراكي ، اودت به وبنظامه ومهدت لمرحلة جديدة ونظام جديد ..
ولم يكن القادة والزعماء الجدد باحسن حال منه بل ساروا على نفس نهجه الخاطيء في قرائتهم للواقع المتغير وعدم تقديرهم لعامل الوقت في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن البلد ، منهم زعماء السنةالذين ارتكبوا خطأ تاريخيا عندما نـأوا بأنفسهم عن المشاركة في تشكيلة الحكومتين الانتقالية عام 2003 والمؤقتة عام 2005 وفضلوا الانسحاب من الساحة السياسية تاركين ادارة البلد لعدويهم التقليديين”الشيعة والاكراد”اللذين شكلا لوحدهما حكومة شراكة وطنية ، واخطأوا ايضا عندما قاطعوا الانتخابات التشريعية عام 2005 وخرجوا عن الاجماع العراقي والعالمي المؤيد للنظام الجديد ، وبذلك فوتوا على انفسهم وعلى العراقيين فرصة تاريخية لبناء الدولة على اساس الشراكة الحقيقية ، وتحمل اعباء المسؤولية ، وقد احسوا فيما بعد بخطأهم الفادح هذا ولكن بعد ان خسروا الكثير وابعدوا عن الاضواء، وعرفوا انهم يعومون ضد التيار ، وكذلك فعل القادة الكرد ، فقد كرروا نفس الاخطاء التي ارتكبها السنة ولكن بطريقة اخرى ، فقد سنحت لهم فرص عديدة في العراق الجديد للانهاض بالبلاد وتغيير وجهها السياسي وترسيخ الديمقراطية الحقيقية في مؤسساتها وتحقيق مكاسب قومية من خلال اصرارهم”الفعلي”لا”النظري”على تطبيق مواد الدستور الوثيقة القانونية الاسمى التي صوت عليها 80% من الشعب العراقي وعدم انجرارهم وراء الوعود الزائفة التي كان يقدمها لهم الشريك الشيعي الذي توسموا فيه خيرا وظنوا انهم يستطيعون ان يؤثروا عليه في ارجاع المناطق المقتطعة من كردستان من خلال المادة 140 الدستورية ولكنهم كانوا مخطئين جدا وخائبين في معرفة ما يجول في خاطره من مخطط توسعي ولم تظهر لهم الحقيقة الا عندما كشر هذا الشريك عن انيابه للانقضاض على المكاسب التي حققها الشعب الكردي منذ انسحاب الجيش العراقي عام 1991 ، لم يكن قادة الكرد على مستوى المسؤولية عندما مكنوا هؤلاء الطائفيين من احكام قبضتهم على السلطة وسمحوا لهم بالتغلغل في مفاصل الدولة الاساسية كالاخطبوط ، وسلموهم مقاليد البلاد على طبق من ذهب ، ولم يكونوا على مستوى المسؤولية ايضا عندما وثقوا بهم ثقة عمياء ، وانجروا وراءهم كتابع على الرغم من معرفة حقيقتهم فيما بعد واتضاح انهم ليسوا باهل للثقة ، ولا يؤتمن جانبهم ، فهم يستخدمون اي شيء للوصول الى غاياتهم واهدافهم السياسية ، ويسلكون كل الطرق لتوسيع نفوذهم وقد استطاعوا ان يحققوا جزءا كبيرا من تلك الاهداف ويتغلبوا على كافة العوائق التي تقف في طريقهم ، ولكن بقي امامهم عائق اخير هو الاصعب مازال يقف حائلا بينهم وبين وصولهم الى هدفهم النهائي وهو العائق الكردي ، وقد حاولوا بكل الطرق ؛ الاقتصادية والسياسية من ازاحته عن طريقهم ، ولكن عجزوا ، ولم يبق امامهم الا استعمال القوة ، وهذا ما يلوح به زعماء ميليشيات داخل الحشد الشعبي بين فترة واخرى ضد اقليم كردستان وآخر هذه التهديدات اطلقها رئيس ميليشيا عصائب اهل الحق”قيس الخزعلي”المدعوم من ايران عندما قال ؛ “إن الكرد سيمثلون المشكلة الأكبر في العراق في مرحلة ما بعد داعش”.. وبرأي معظم المحللين ان المنطقة ستشهد مواجهة دامية بين تلك الميليشيات وبين القوات الكردية”البيشمركة”وخاصة حول الاراضي المتنازع عليها والتي لم يحسم امرها لحد الان وفق الدستور وستشهد المنطقة مجددا صراعا داميا قد يكون الاصعب واشد ضراوة وفتكا من ذي قبل!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here