وداعا يا حبيب الفقراء والكادحين

ودعنا نوشيروان مصطفى ورحل عنا بهدوئه المعهود.رحل عنا والفقراء يبكوه وهم احوج اليه والى صبره الصابر وعقله النير مواقفه التاريخية..غاب عنا ثائر نظيف وعفيف ونقي.كريم الطبع وصادق الاقوال والافعال.
رحل عنا القائد الشجاع والمعلم الصامد والمناضل الصلب الذي قاتل وناضل من اجل التحرر من العبودية وواصل النضال الى اخر يوم في حياته من اجل حرية الانسان ومن اجل انشاء دعائم العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية واستعادة الحقوق المغتصبة.
رحل القائد نوشيروان نصير المظلومين وعدو الفساد والفاسدين وناهبي قوت الشع وثرواته..رحل النسر الشجاع والصقر العجوز الحر  قولا وفعلا.
رحل وهو يحمل جروحا مؤلمة دون ان يشكو او يتاوه.دزن ان يفقد الصبر والتفاؤل كما كان دائما في احلك الظروف واشد الاوقات..رحل من كان صادق شعبه فصدق وناضل من اجلهم فاخلص.
رحل عناغاندي الكورد ومارتن لوثر الفقراء..رحل ولم تنتهي قصة عشقه السرمدي لفقراء شعبه ولارضه ووطنه.رحل فارس دون ان يكتمل حكايته..رحل الفارس ولازال صهيل الجواد مستمر..
رحل مهندس الانتفاضة ومصممها ومؤسس الثورة الجديدة في تاريخ شعبنا.الثورة الطويلة الامد.ومبدع نظرية البارتيزان وارسال مفارز من البيشمركة الابطال بعد عمليات الانفال وارسالهم الى المناطق والقرى المدمرة في عمق الوطن المحتل.
رحل ملهم الثائرين والقائد والقيادي والبيشمركة الذي لم يخن قضية شعبة ليوم واحد طيلة اربعة وخمسين عاما من النضال..عاش فقط من اجل شعبه  ومات لاجلهم.
ودعنا نوشيروان المتواضع الذي كان يتقاسم الخبز الجاف مع البيشمركة.ويحمل الحجر ودلو الطين مع البيشمركة لبناء الغرف البسيطة لدرء قساوة الطبيعة في المناطق المحررة.كان يقود البيشمركة في محاور القتال تارة في كرميان وتارة في كركوك وده شتي هولير وباليسان وتارة اخرى في سهل برزنجة وشاره زور وبرادوست ودولى جافايه تي.
رحل من كان يعيش في قلب الاحداث والمعارك والماسي. حيث يكاد لايمر يوم الا هو ورفاقه يستقبلون هدايا البعث قصف المدافع والراجمات والطائرات الحربية ومن ثم الاسلحة الكيمياوية. نوشيروان مصطفى ترك الرفاهية في اوروبا ولبى نداء الوطن ونداء الواجب وقرر ان يرجع الى كوردستان ويعيش مع الام وماسي شعبه بعد ان وجه له  العم جلال الطالباني رسالة يدعوه الى العودة الى كوردستان والبدء بالثورة الجديدة.
نوشيروان مصطفى ولد من عائلة فقيرة..لم يصل الى ماوصل اليه بدعم هذا العشيرة اوذاك..لم ياخذ القيادة بالوراثة.شجاعته بساطته نضاله وذكائه كانوا سببا في ان يكون نوشيروان مصطفى القائد والثائر والملهم.
لقد خصص نوشيروان اربعة وخمسون عاما من عمره لاجل خدمة شعبه ووطنه وقضيته العادلة وقد تمخض عن نضاله ونضاله رفقاء دربه الانتفاضة المباركة ثم ولادة حكومة كوردستان..هذه الحكومة التي بخل عليه لتجعل يوما واحدا فقط حداد وطني تكريما له ولنضاله للاسف.
الدموع تذرف من عيناي لرحيلك ايها القائد المتواضع والبسيط..رحلت عنا جسدا ولكن فكرك ونهجك ونضالك اصبحوا بوصلة لرماح تعرف طريقها الوحيد الى صدزر الفاسدين ومصاصي دماء الفقراء…نعم ستبقى كلماتك تحيا معنا ونستمد منها الاصرار على ديمومة الثورة البيضاء.ثورة الفقراء والكادحين.
في النهاية لااملك ما اقول امام فاجعة رحيلك سوى هذا البيت الشعري:
تبكيك اعين من انرت دروبهم…بنضالك رحلت عنا ماجدا
اسد هصورماثنته جحافل…افلا ينير الارض نجما واقدا
ڕه‌وه‌ندگه‌رميانى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here