ابتـهـال المنبـوذ – للشاعر الألماني الكبير غـوته (1749-1832) –

يا بـراهمـا العظيـم ، يا ذا الجَّـبَروتِ والقِـوى !
كـلّ ُ شيء هـو من صـلبـكَ ،
ولذا فأنت العـادلُ المُـنصـفُ !
فهـلْ خـلـقـتَ رجـالَ الكـهـنـوت الأعلى وحدهم ،
والرّاجـاتِ والتّـُجّـارَ الأثـرياءَ ؟
أو أنتَ الذي أوجـدتَ القـردةَ
وكـلَّ مَـنْ يُـشْـبِهـنا ؟

لا يُمـكـنُ أنْ نُسمَّـى بالنّـبـلاء :
لأنَّ كـُلَّ مـا يَـشِـينُ، يَـخـُصّـُنـا ،
وكـلَّ مـا يعتـبـره الآخـرون مُمـيتـاً ،
هـوَ وحـده الذي يـزيد مـن عـددنـا.
دع النّـاسَ يعـتقـدون مـا يُـريدون ،
دعـهـم يحتـقرونـنـا ؛
ولكـنْ أنت ،َ أنتَ الذي ينـبغي عليك أنْ تحتـرمَنا ،
لأنّـكَ الذي قدر أنْ يُـؤنِّـبَـنـا كُـلَّـنا.

لذلك أيّـُها المـولى ، بعـد هـذا الابتـهـال ،
بـارك فـيَّ كـأيٍّ مـن أبنـائـك ؛
أو دعْ أيَّ آخـرَ يـكـونُ ،
يـربطـنـي بـكَ أيـضـاً !
لأنّـكَ رفعـتَ راقصـةَ المعـبد عـلـيّـاً
وصيّـرتَـها إلـهـةً ؛
ونـحـن آخـرون ، أيضـاً ،
نـريد أنْ نسمـعَ مثلَ هذه المُـعـجزةِ.
كَيْ نُـبجِّـلـكَ.
————————————————–

هذه المقطوعة مبنية على الميثولوجيا الهندية حيث براهما، الرب الخلاق، أوجد الطبقة العليا من الناس، حسب التقاليد الهندوسية حينذاك التي تستند على الطقوس الدينية ونقاوتها، التي تتكون من رجال الكهنوت (القساوسة)، والرّاجات ( قوّاد الجيش) والتجار الأغنياء، والطبقة السفلى، التي تشمل العمال والأجراء وغيرهم، الذين لا يسمح لهم بتناول الطعام الذي تتناوله الطبقة العليا.

بهجت عباس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here