صادق الحسناوي
عالم بين جُهّال ،الوصف الادق لعلي عليه السلام بين الاعراب سواء في مكة او المدينة او الكوفة ، في مكة كان صبياً يوم ناصر النبي صلى الله عليه وآله وآزره وآمن بنبوته وفي المدينة كان حسامه البتار بوجه الشرك والكفر والنفاق مدافعاً عن الاسلام ومحافظاً على التنزيل وفي الكوفة كان الامام المُبتلى برعية لاتدرك علو مكانه ورفعة درجته وحكمة تصرفه وعدالة حكمه ، امام عادل في مجتمع اعتاد الطبقية والتمايز والاستثناء ورجل مبدأ في مجتمع تعود ان يتلون ويتشكل وفقاً لمايرضي الولاة كوفياً كان ام مدنياً(نسبةً الى المدينة).
وقفوا يسبون معاوية وجيشه ويشتمونهم فقال لهم عليه السلام : اكره ان تكونوا سبابين ، ومازلنا اُمّة تخترع السباب وتبتدعه وتبرر لاسبابه ودواعيه ولاتترفع عنه ابداً كأن الله عزوجل امرنا ان نكون سبابين !!
علّمنا علي عليه السلام ان نحاور الخصم باحترام وضرب لنا امثلة عديدة ابرزها حواره مع المشرك عمرو بن عبد ود العامري وياليتنا ادركنا ان علياً سلام الله عليه في حواره هذا يعلمنا كيف نصيب الخصم في مقتل عندما نحاوره في مبادئه بدلاً من سبه وشتمه والانتقاص منه ، كان وهو الانسان الكامل يدرك ان احترام الخصم ضرب من البطولة والرجولة وسبيل حكيم للدعوة الى الله عزوجل سيّما اذا كان للخصم عقل راجح ولهذا قال عليه السلام : عدو عاقل خير من صديق جاهل .
كان يدرك تهافتنا على الدنيا وانعدام معايير الدين في انفسنا عندما تصطدم مع منافعنا ومصلحتنا ونكون بين خيارين اما الدين واما الدنيا وضرب المثل الاروع عندما اقترحوا او اقترحنا عليه السكنى في دار الامارة فاجاب القوم واجابنا : انها دار الخَبال ، اليس معيار الصلاح وعدمه اليوم سكنى القصور عند الاعم الاغلب وكأنه كاشف عن رضا الله عزوجل وكرامته لساكنيها؟؟؟ وللقارئ ان يتصور كيف ان حاكما على كل بلاد المسلمين يتخذ له بيتاً من الطين مسقوفاً بجريد النخيل وسعفها!!وبالله اقسم لو عاد علي عليه السلام اليوم لركل قبته الذهبية بقدميه ،انه ليس رجل المال والذهب ولايشرفه ذلك او يزيد في عظمته ومايزيد الذهب لرجل ينفق تبره قبل تبنه لوكان له جبلان من تبر وتبن!!!؟؟ ربما لاننا لم نفهم كيف نقدس عليا صلوات الله وسلامه عليه خاطبناه بالقول بل خاطبنا الذهب على قبته :
لألئ بباب علي ايها الذهب واخطف بابصارمن سُروا ومن غضبوا
وهل للذهب قيمة عند علي ؟ الم تسمعوه وتشاهدوه وهو يسائل عبد الله بن عباس عن قيمة نعله ويصر عليه ان يُقيّمها فيجيبه ان قيمتها كِسرُدِرهم ! فيرد عليه : ان هذه افضل عندي من خلافتكم !! نعاله عليه السلام افضل عنده من موقع اصر الادميون ان يشغله وليس افضل من الامامة الالهية التي نصبه الباري جل في علاه لها
من حكام المسلمين سار بسيرة علي عليه السلام ؟؟ من تحرى حال الفقراء والمعوزين ؟ من يطعم اليتامى العسل ؟؟ من لم ينحاز للطبقية ولامتيازاتها ؟؟ من لم يقتل علي عليه السلام بمبادئه ؟؟
بعد قرون من شهادته نستذكره في ايام شهر رمضان ، نستذكره فجيعةً ادمت قلوبنا ونحاربه في سلوكه وفي تشريعه وفي مبدئه ، نقتله كل يوم لاننا نظن ان مبدأ علي نحن دعاته حينما نكتفي بلطم الصدور وشج الرؤوس دون ان تنفطر قلوبنا ليتيم او يتيمة (الله يرزقك) جوابنا البديهي لمن يبيع ماء وجهه لنا سائلاً ايانا قيمة نعل علي لحفظ كرامته !! اوليس هذا ابتلاء لكل مدعي في انتمائه لعلي عليه السلام ؟؟؟ لم لانستذكر سلوك علي عليه السلام مع المعوزين حينما يقول لكل منهم : اكتب حاجتك على الارض وانصرف، حتى لايرى في وجهه ذل السائل وفي نفسه عز المسؤول !! ونحن قوم علي نبحث عمن نذله بذل المسألة وعز الرفض !!!
حياة علي عليه السلام العملية تلعننا كل يوم وتضعنا امام المحك هل نحن علويون حقاً؟؟؟
هل فعلاً نحيي مبدأ علي ببكاء وعويل في ذكرى شهادته وتهليل وزغاريد في ذكرى ولادته ؟؟!!
هل نكتفي باحياء مبدأ ابي تراب بالصلاة على التراب فقط ؟؟ ماقيمة صلاة عبد الرحمن بن عوف ؟؟ وماقيمة صلاة شمر بن ذي الجوشن ؟؟ الم تك صلاة لاتنهى عن فحشاء ولامنكر ولاتقود الى بر ومعروف ؟؟؟!!!
علي عليه السلام هو الميزان العملي فلنحيي مبدأه عمليا ولنترك خداع انفسنا
اللهم اعنّا على انفسنا واهدنا سبل الرشاد
Read our Privacy Policy by clicking here