سيطرة الصقور تفاقم سخط الأنباريين بعد مقتل مدني حاول العبور

بغداد / وائل نعمة

من المتوقع ان تعيد القيادة العسكرية فتح سيطرة الصقور، التي تربط بغداد والانبار، المغلقة منذ عدة ايام، إثر تصاعد سخط الاهالي بعد مقتل مدني برصاص الجيش.
وكان الضحية، الذي ينتمي الى عشيرة “البو عيسى” أكبر عشائر شرق الانبار، قتل في داخل سيارته، بعدما حاول عبور السيطرة أو الاقتراب منها، بحسب روايات متناقضة نقلا عن مسؤولين هناك.
ويضطر سكان الانبار، الذين يرومون الدخول الى العاصمة بغداد، الى السير راجلين لعدة كيلومترات، وسط اجواء حارة تصل الى نصف درجة الغليان.
وتغلق السلطات الامنية، منذ نحو اسبوعين، المنفذ الوحيد الرابط بين المدينتين، لأسباب تعزوها الى عطل اجهزة كشف المتفجرات.
لكن المسؤولين في الانبار وصفوا ما يجري في السيطرة بانه “سياسة إذلال” لسكان المحافظة.
وتعتقد تلك الاطراف انه بعد حادثة مقتل المدني، ستدفع “عمليات بغداد” الى فتح السيطرة مؤقتا بهدف امتصاص غضب الاهالي، لكنها ستعيد اغلاقها لاحقا.
ويقسم السكان، الساعين للخروج من المحافظة رحلتهم الى قسمين، من داخل الانبار الى السيطرة، ومن ثم ينتقلون بسيارات اخرى الى العاصمة.
وبدأت ازمة “الصقور” قبل يوم من عيد الفطر حيث تفاجأ السكان بغلق السيطرة. وامتد في ذلك اليوم طابور السيارات الى عدة كيلومترات.
وكرر السكان، في يوم الاغلاق وايام العيد الذي تلته، رحلة الوصول الى السيطرة لاكثر من مرة في اليوم الواحد، لكن دون فائدة.
وينفي محمد الكربولي، النائب عن الانبار، ان يكون عطل “السونارات” وراء إغلاق المعبر بين المحافظة والعاصمة لمدة 13 يوماً.
ويقول الكربولي، في تصريح لـ(المدى) امس، “انها سياسية إذلال لسكان الانبار، ولايوجد مبرر منطقي لإغلاقها بوجه المدنيين”. وأعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي، يوم الإثنين الماضي، أن سيطرة الصقور ستفتح بعد إكمال صيانة عجلات كشف المتفجرات فيها. وأمر الربيعي بعدما تفقد السيطرة بتسهيل مهمة دخول العجلات التي تحمل مواد غذائية أو محاصيل زراعية. وفق بيان للقيادة.
وشدد الربيعي، بحسب البيان، على “ضرورة التعامل الإنساني، وتسهيل إجراءات الحالات الإنسانية والمرضية”، مشيرا الى أن “السيطرة سيتم فتحها قريبا خلال الأيام القليلة القادمة بعد اكمال صيانة عجلات كشف المتفجرات (السونار)”.
مزاجية الصقور
لكن الكربولي يؤكد ان عدد الذين تمكنوا من اجتياز السيطرة قليل جدا، مشيرا الى ان “هناك مزاجية عالية في اختيار السيارات التي يسمح لها بالعبور”.
وتعتبر “الصقور” المنفذ الوحيد مع بغداد، بسبب تحويل المنفذ الآخر، المعروف بسيطرة الطريق القديم، الى طريق عسكري يحظر فيها مرور العجلات المدنية.
ويقول نواب الانبار ان مايحدث في “الصقور” يذكر بإغلاق جسر بزيبز امام نازحي المحافظة في 2014.
وتفاقمت الازمة، اول من امس، حين قتل مدني داخل سيارة عند المنفذ. فيما يقول الكربولي، المتواجد منذ يومين في السيطرة، ان الضحية ضياء العيساوي “كان قد حاول المرور من السيطرة، لانه كان يحمل معه والده المريض داخل السيارة”، متهماً احد الجنود بالاستهتار عندما استخدم الرصاص الحي لثني المواطن عن
المرور.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فيه الضحية غارقاً بدمه داخل سيارته، فيما يظهر الفيديو، تكدس السيارات امام وخلف عجلة
الضحية.
ويتهم جندي تابع لقيادة شرق الانبار، بقتل ضياء العيساوي، حيث تقع عليها مسؤولية حماية المناطق القريبة من الفلوجة.
واعتبر قائد عمليات شرق الانبار اللواء الركن سعد حربية، امس، ان الحادث “لم يكن متعمدا”.
وقال حربية، في حديث لوسيلة اعلام محلية، ان “ما حدث هو نتيجة خلل في تأمين سلاح المنتسب الذي كان يحاول تنظيم السير في السيطرة، حيث اطلق النار بشكل غير مقصود”.
ونفى حربية “حصول مشاجرة بمكان الحادث كما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات”، مشيرا الى ان “القانون سيأخذ مجراه وسيتم حل الموضوع عشائريا ايضا”.
وكان حربية، قد نفى في يوم حصول الحادث في حديث لوسائل إعلام، مقتل اي مدني في السيطرة، وقال ان “الحادث عرضي ويبعد 1 كم عن سيطرة الصقور”.
وتؤكد جهات امنية محلية، كانت قريبة من الحادث لـ(المدى)، ان “الجندي كان يرمي اطلاقات في الهواء لتفريق السيارات التي تكدست، واصابت احداها المجني عليه”.

الرحلة إلى بغداد
بدوره يقول راجع العيساوي، نائب رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة الانبار، ان “الجيش سلم الجندي الذي قتل ضياء العيساوي فور اطلاق النار”.
ويؤكد العيساوي، في اتصال مع (المدى)، ان “المجني عليه كان يسير بالطريق المعاكس والقريب من السيطرة، وكانت معه عائلته، حين فتح احد الجنود النار
عليه”.
وتنقسم رحلة الساعين للخروج من المحافظة بعد اغلاق السيطرة، الى مرحلتين، بحسب المصادر المحلية القريبة من السيطرة.
وتبدأ المرحلة الاولى من داخل الانبار الى السيطرة التي تبعد نحو 45 كم غرب بغداد، ثم المرحلة الاخرى الانتقال سيرا على الاقدام لمسافة 3 كم للوصول الى سيارات تقف بعد نقطة التفتيش والتي تتجه الى العاصمة.
وينفي النائب محمد الكربولي وجود مخاطر تهدد العاصمة من في تلك السيطرة، معتبرا ان الامر “مفتعل لإهانة السكان”.
ويضيف النائب عن الانبار “هناك قاعدة معلومات عند عناصر السيطرة، يمكن إلقاء القبض على المتهمين، ونحن ندعم ذلك الاجراء”.
من جهته يعتقد راجع العيساوي، نائب رئيس لجنة الامن في الانبار، ان السيطرة ستفتح لاستيعاب غضب السكان.
ويضيف “ربما سيستمر فتح السيطرة ليومين او ثلاثة ثم ستعود عمليات بغداد لإغلاقها. هناك عمل متعمد لإهانة سكان الانبار”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here