20 ألف كوردي يهتفون من ألمانيا بصوت واحد: “نعم لاستقلال كوردستان”

شهدت مدينة كولن الألمانية، أمس السبت، 26-8-2017، أكبر مهرجان لدعم استقلال كوردستان، برعاية شبكة رووداو الإعلامية، وحضور الآلاف من الجالية الكوردية من أجزاء كوردستان الأربعة فضلاً عن الوفود الأجنبية.

وقُدر عدد المشاركين بـ20 ألف شخص، فيما أكد المنسق العام لمهرجان دعم استقلال كوردستان في مدينة كولن الألمانية، أن المهرجان نجح في تحقيق أهدافه، كما عبرت الشرطة الألمانية عن دهشتها بحضور هذا العدد الهائل من الكورد فيه.

المشاركة في المهرجان لم تقتصر على الكورد المقيمين في ألمانيا، بل توجهت أعداد كبيرة من الجالية الكوردية في هولندا وبلجيكا وسويسرا وفرنسا والدول الأوروبية الأخرى إلى كولن بهدف المشاركة فيه، إلى جانب كتاب ومفكرين أجانب وعدد من البرلمانيين الألمان.

الفنانون حوّلوا بمواهبهم ساحة المهرجان إلى مسرح كبير لدعم الاستقلال عبر أداء الأغاني والأناشيد الوطنية وحناجرهم تصدح عالياً: “نعم للاستقلال”، بمشاركة فنانين من دول أوروبية أيضاً.

رسالة البارزاني للمشاركين في الاستفتاء

وجه رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، رسالة للمشاركين في المهرجان ألقيت من قبل ممثله بالنيابة عنه، أكد فيها أن “شعب كوردستان بحاجة إلى الاستقلال لكي يتمكن من حماية نفسه والعيش بسلام والتقدم إلى الأمام، الاستفتاء بحد ذاته ليس هدفاً، بل وسيلة للوصول إلى هدف أكبر هو الاستقلال، وهذا ليس من أجل الكورد فقط بل لجميع القوميات والأديان التي تعيش في كوردستان”.

وأكد رئيس إقليم كوردستان أنه: “كي يستطيع شعب كوردستان تجنب الحروب مع العراق، يجب أن يكون صاحب سيادة خاصة به، لذا من الأفضل أن تكون كوردستان والعراق جارين جيدين حتى لا تندلع خلافات أكبر بينهما، وأن لا يعيش كلا الطرفين في توتر وقلق”.

وتابع البارزاني في كلمته: “أدعوكم إلى استفتاء يوم 25 أيلول، لأداء الواجب الوطني والقومي والديمقراطي ودعم الاستقلال بكل إمكانياتكم، من أجل إنهاء التبعية، وإشراق شمس الحرية، ووفاءً لدماء شهدائنا، من أجل السلام والإزدهار ومستقبل الأجيال المقبلة”.

المهرجان حقق أهدافه

أكد المنسق العام لمهرجان دعم استقلال كوردستان في مدينة كولن الألمانية، عاكف حسن، لشبكة رووداو الإعلامية، إن “نتائج وفعاليات هذا المهرجان كانت مرضية للجميع”، لافتاً إلى أن “اللجنة التحضيرية كانت تعمل من أجل إنجاح المهرجان منذ 5 شهور في جميع مدن ألمانيا”.

وأضاف حسن، أن “المهرجان انتهى وفق ما خُطط له بنجاح”، لافتاً إلى أن “عدد المشاركين سيحدده الشعب والذين تابعوا فعاليات المهرجان يعلمون حجم المشاركة”.

الشرطة الألمانية: حضور هذا العدد الكبير من الكورد أدهشنا

وقال مسؤول مهرجان كولن في الشرطة الألمانية، لرووداو: “تقييمنا للمهرجان إنه جيد جداً، وكان لدينا تنسيق جيد مع منظمي المهرجان”.

وأضاف: “لقد أصبنا بالدهشة بحضور هذا العدد الكبير من الكورد، كنا نتوقع مشاركة 5 إلى 6 آلاف شخص، لكن العدد فاق التوقعات بكثير”.

وحول حدوث أي خروقات، قال الضابط في الشرطة الألمانية: “كانت هنالك بعض الألعاب النارية، لكننا منعنا ذلك بسبب ازدحام المكان، كما صادرنا بعض صور عبدالله أوجلان التي رفعها عدد من المشاركين”.

ممثل إقليم كوردستان في الاتحاد الأوروبي: أغلب الدول الأوروبية تؤيد رغبة أهالي كوردستان

وقال ممثل حكومة إقليم كوردستان في الاتحاد الأوروبي، دلاور آجكيي، لشبكة رووداو الإعلامية إنه “لمن الفخر أن توجه رسالة الاستقلال إلى أوروبا والعالم وإلى الذين يقولون إن موعد الاستقلال لم يحن بعد أو أن الوقت ليس مناسباً للاستقلال، من قبل الكورد المقيمين خارج كوردستان ومن قلب مدينة كولن”.

وعبر آجكيي عن أمله في أن يشكل حماس الجالية الكوردية للاستقلال دافعاً للتوافق ووحدة الصف بين مختلف الأطراف داخل إقليم كوردستان، مبيناً أنه: “إذا ما تم التصويت لصالح الاستقلال فأنا واثق بأن أغلب دول أوروبا والعالم ستدعم إرادة شعب كوردستان، وستفتح الآفاق أمام شعب كوردستان للخلاص من كل معاناته، وهذه حقيقة يجب أن يدركها جميع أهالي كوردستان”.

وتابع أن “ما نراه في كولن نموذج مصغر لموقف أغلب الكوردستانيين المقيمين خارج البلاد، وإذا ما نظمت مهرجانات من هذا القبيل في الدول الأخرى، فإن الجميع سيهتفون دعماً لاستقلال كوردستان”.

برلماني ألمانيا: يمكن للكورد أن يصبحوا حليفاً جيداً جداً للغرب

أكد البرلماني الألماني، فولكه بيكي، خلال مشاركته في مهرجان دعم استقلال كوردستان في مدينة كولن الألمانية، لشبكة رووداو الإعلامية، “إننا نؤكد على أنه من حق الكورد تقرير مصيرهم، وهم إحدى القوميات التي حرمت من حقوقها بعد الاستعمار، أي أنه يجب توحيد الجهود من قبل جميع الأطراف للاعتراف بالحقوق القانونية للكورد، ويجب أن يسعى الكورد لتحقيق ذلك”.

وأشار إلى أن “هناك مرحلة مختلفة الآن، لذلك على الكورد في جميع أنحاء العالم ومنهم الكورد في أوروبا أن يسعوا لدعم تلك الأجندة”، لافتاً إلى أنه “ليس من المستبعد أن يحصل الكورد الذين يعيشون تحت الحكم الاستبدادي على حقوقهم، وهذه خطوة مهمة جداً”.

وبشأن موقف الحكومة الألمانية من خطوات الكورد نحو الاستقلال، قال البرلماني الألماني: “لا شك أن هذا يتحمل الكثير من الأوجه، خاصة بما يتعلق بالمستقبل، نحن نعلم أن الكورد يشكلون قوى كبيرة هنا وهم عامل للأمن والاستقرار في الدول الأوروبية التي يقيمون فيها”، مشيراً إلى أنهم “قادرون أن يكونوا حليفاً جيداً جداً مع الغرب، لذا يجب دعمهم وأن يقوم المجتمع الدولي باحترامهم”.

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here