القوّات تتوقّف عند عكاشات وتستعدّ لعمليّة صعبة في القائم

بغداد / وائل نعمة

انسحب أغلب مقاتلي داعش من ناحية عكاشات، غرب الانبار، باتجاه القائم الحدودية، حيث يتوقع أن تشهد الاخيرة المعركة الحاسمة والأصعب ضد التنظيم في المحافظة.
وكانت القوات المشتركة قد أعلنت تحرير كامل البلدة، بعد ساعات قليلة من إعلان انطلاق العمليات.

وستبقى القوات المشتركة التي حررت عكاشات لعدة أيام ريثما تتم إزالة العبوات وتؤمن الطريق، قبل انطلاق المرحلة الثانية من العمليات. وواجهت القوات مقاومة ضعيفة اثناء دخول البلدة الصحراوية، فيما كان التنظيم قد زرع العديد من الالغام.
ومن المفترض، بحسب الخطة العسكرية، ان تستمر المرحلة الاولى للسيطرة على عشرات الكليومترات شمال عكاشات لتأمين القوات من الهجمات القادمة من عبر الحدود السورية.
واشترك في الهجوم، الذي تقوده عمليات الانبار، الفوج التكتيكي لشرطة المحافظة، ولوائين من الفرقة 1 و10 من الجيش العراقي، بالاضافة الى الحشد الشعبي وأفواج من شرطة الحدود، وأبناء العشائر.

انسحاب داعش
وعن تفاصيل استعادة البلدة، يقول عيد الكربولي، عضو مجلس محافظة الانبار، إن “القوات المشتركة لم تواجه مقاومة تذكر، إذ انسحب المسلحون إلى القائم، شمال عكاشات”.
ويضيف الكربولي، الذي تقطن عشيرته المناطق الغربية القريبة من الحدود السورية، في اتصال هاتفي مع (المدى) امس، ان “عكاشات منطقة صحراوية، ولايوجد فيها سوى مجمع سكني واحد لموظفي شركة الفوسفات، وداعش لايتسطيع القتال في مناطق مفتوحة”.
وواجه مقاتلو التنظيم صعوبة في المقاومة، خاصة مع وجود غطاء جوي كثيف من الطيران العراقي والغربي المشاركين في العملية.
ويتابع الكربولي قائلا “كان عدم وجود المدنيين عنصرا إيجابيا لصالح القوات العراقية، حيث لايسكن في عكاشات التابعة لقضاء الرطبة سوى 5000 شخص، أغلبهم نزحوا قبل أشهر عديدة”.
وتقع ناحية عكاشات عند مفترق الطريق بين شمال غرب الرطبة وجنوب شرق القائم، وهي المناطق التي سيطر عليها داعش في مطلع عام 2014.
وتضم المنطقة مخازن سلاح ومعسكرات للتدريب وورش لصنع العبوات الناسفة ومركز للقيادة والتحكم تابعة للتنظيم.
لكنّ قائممقام الرطبة عماد الدليمي يقول إن “داعش حوّل ثقله الى القائم، ومؤخراً صارت عكاشات منطقة استراحة للمسلحين، لم تعد بلدة ستراتيجية”.
ولهذه الاسباب يعتقد المسؤول المحلي بان “داعش لم يدافع عن المنطقة، وقرر الانسحاب الى القائم”.
ويضيف الدليمي، في تصريح لـ(المدى) امس، “ترك المسلحون مجموعة كبيرة من العبوات والالغام، وهي بحاجة الى وقت لإزالتها”.
ورغم ذلك كان “داعش” قد فجر اثناء المعركة 5 منازل كانت مفخخة، بالاضافة الى انه استهدف القوات بقذائف الهاون، بحسب الدليمي.
واعتمد التنظيم على مجاميع صغيرة متنقلة من المقاتلين، التي سهلت له الهروب باتجاه شمال عكاشات.
بالمقابل يقول المسؤول المحلي ان “القوات المشتركة لم تسلك الطريق الرئيسي (المعبّد) ، وانما دخلت عبر ممرات صحراوية، لتجنب الالغام”.
تأمين الحدود
ويشير الدليمي الى ان “المرحلة الاولى من العمليات ستستمر بمسافة 40 كم شمال عكاشات، لتأمين القوات من الهجمات القادمة عبر الحدود السورية”.
وكانت القوات العراقية قد قطعت مسافة 80 كم، شمال منفذ الوليد الحدودي مع سوريا. ويقول الدليمي “في ذلك الشريط تتعرض القوات الى هجمات بشكل دائم”.
وفي حزيران الماضي، وصلت قوات من حرس الحدود والجيش، الى منفذ الوليد الحدودي مع سوريا. ويقع المنفذ في ناحية الوليد، غرب الانبار، التي يسكنها 75 نسمة فقط.
وكانت القوات قد وصلت لاول مرة الى المعبر، منذ سيطرة داعش على الحدود قبل 3 سنوات. وكانت قبل ذلك التاريخ بـ9 أشهر، قوة من العشائر تقوم بحماية المنفذ.
وازدادت في الآونة الاخيرة، أهمية الحدود مع سوريا، لاسيما مع سيطرة قوات الحشد على جزء من الشريط الحدودي في غرب نينوى.
كذلك قالت بعض الجهات المحلية في الانبار إن فصائل من الحشد الشعبي، تسيطر على بضعة كليومترات من الحدود، وبأنها قد التقت مع فصائل مسلحة تقاتل في الجانب السوري.
وكانت مصادر قد كشفت لـ(المدى)، أثناء انطلاق العملية العسكرية الاخيرة، أن “الحملة ستستمر لتحرير عانة وراوة والقائم الحدودية”.
وتوقعت تلك المصادر ان تبدأ العملية في منتصف الاسبوع الحالي.
ويرجح عماد الدليمي ان “تنطلق القوات قريبا الى القائم، بعد ان تنتهي من تأمين المنطقة بالكامل”.
وتبعد ناحية عكاشات عن قضاء القائم بمسافة 150 كم، اغلبها مناطق صحراوية فارغة.
ويقول عيد الكربولي “في شمال عكشات، هناك قرى متناثرة ومنطقة للمشاريع الزراعية”.
ويؤكد عضو مجلس محافظة الانبار ان “اغلب سكان تلك القرى اجبرهم داعش على الانسحاب داخل القائم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here