محافظ كركوك: البرلمان والحكومة لا يستطيعان إقالتي من منصبي

شالاو محمد

أعلن نجم الدين كريم محافظ كركوك عدم التزامهم بقرار البرلمان العراقي حول إقالته، مستبعدا حدوث توترات في المدينة.

قرر البرلمان العراقي قرر في الرابع عشر من ايلول (سبتمبر) الحالي إقالة نجم الدين كريم من منصب محافظ كركوك، وفي اليوم نفسه أعربت رئاسة الإقليم والأحزاب الكردية دعمها للمحافظ فيما أعلن هو عدم التزامه بالقرار.

نجم الدين كريم قال في لقاء خاص مع “نقاش” إن القرار الذي اتخذ بحقه سياسي تماماً، وأضاف ان البرلمان العراقي وحكومته لا يستطيعان إقالته وفيما يلي نص المقابلة:

نقاش: السؤال البسيط هو ما كل هذا الجدل الذي يحدث الآن في كركوك؟ ولماذا يذكر اسم كركوك كثيراً؟

نجم الدين كريم: حاولت الحركة التحررية الكردية دوما وفي مختلف المراحل أن تجمع الكرد باتجاه كيان مستقل ضمن دولة تضم كركوك أيضاً، ولكن تطورت الدعوة بعد تأسيس برلمان كردستان على الرغم من عدم إصابتها هدفها بسبب حرب الأخوة الداخلية إلا ان انفتاح الأمة الكردية بوجه الدول الأخرى دعم مسألة قيام الدولة الكردية على الرغم من عدم رغبة بعض الأحزاب والقيادات الكردية في القول انها مع موضوع استقلال كردستان الآن خوفا من مواقع التواصل الاجتماعي، والمؤسف ان الصراع الحزبي اخذ موقع المسألة القومية لدى بعض القيادات الحزبية.

نقاش: بعد إثارة موضوع الاستفتاء في كردستان طرحت على القيادة السياسية الكردية خيارات مختلفة، لماذا لم يكن أيّ من تلك الخيارات مقبولا لديكم؟

نجم الدين كريم: لم تكن المقترحات البديلة التي طرحت مكتوبة، حتى انه عندما كان رئيس الوزراء العراقي يتحدث عن معالجة المشكلات كان يشير الى تعديل الدستور وهو أمر مستحيل، وقد وافقنا فقط على تأجيل الاستفتاء بشرط تحديد موعد استقلال كردستان ومما لاشك فيه أن لكركوك هوية كردستانية ومصيرها مرتبط بكردستان.

نقاش: ألا ينذر الوضع الذي نشأ في كركوك بخطر تصاعد التوتر ولاسيما أن هناك حديثاً عن توترات بين الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة؟

نجم الدين كريم: لن يتم الخلط بين موضوع الاستفتاء والمسائل العسكرية، فاكبر قرية تركمانية في كركوك وهي قرية بشير حررتها البيشمركة ثم سلمتها الى الحشد الشعبي، هذا بالإضافة إلى أن بعض القادة الكبار للحشد الشعبي قد قاتلوا في جبال كردستان جنبا الى جنب البيشمركة ضد الجيش العراقي ومنهم هادي العامري، هذه العلاقات القديمة والتفاهم الموجود بيننا سيؤثر في عدم حدوث اشتباكات في المنطقة.

نقاش: ولكن جميع دول المنطقة وخصوصا إيران وتركيا كانت تقول انه لابد ان لا يشمل الاستفتاء مدينة كركوك، إذاً ماذا ستفعلون؟

نجم الدين كريم: تقف ايران وتركيا ضد الاستفتاء أي لم يتم فصل محافظة كركوك، ثم اننا ابلغنا مسؤولي الحكومة الايرانية الذين زاروا كردستان ان خارطة الطريق للاتحاد الوطني الكردستاني نصت على دعمنا لاستقلال كردستان ولن نساوم على هذا الموقف، ونتوقع ان تتعامل معنا دول الجوار بشكل مناسب كما فعلوا مع جمهورية أذربيجان على الرغم من تواجد القومية الآذرية في تلك الدول.

نقاش: لقد بدأت عملية استعادة قضاء الحويجة، هل نسقت الحكومة العراقية معكم؟

نجم الدين كريم: كلا لم تستشرنا إطلاقاً، وقد بدأت العملية بشكل كامل من شرق تكريت، إلا أن القوة التي دعمناها وهي حشد الحويجة قد شاركت في العملية.

نقاش: هل ستشارك البيشمركة في المراحل الأخرى من استعادة الحويجة؟

نجم الدين كريم: لقد تم التحدث مع وزارة البيشمركة في حكومة الإقليم، ولكن لم يتفقوا حتى الآن على بدء معركة استعادة الحويجة من المناطق الخاضعة لسيطرة البيشمركة في كركوك.

نقاش: قرر البرلمان العراقي استبعادكم عن منصب المحافظ، وقد أعلنتم عدم التزامكم به، وماذا الآن؟

نجم الدين كريم: رفض مجلس محافظة كركوك ورئاسة الإقليم وحكومة الإقليم والأحزاب الكردستانية والقانونيون القرار لذلك لن نلتزم به، وفضلا عن ذلك نص الدستور العراقي على أن البرلمان له سلطة على المناطق الاتحادية ونحن حكومة محلية، كما جاء في قانون مجالس المحافظات الذي تم التصويت عليه عام 2008 ان جميع فقرات القانون تسري على المحافظات عدا محافظة كركوك لأنها تطبق قانون بريمر، لذلك ليس للبرلمان ولا رئيس الوزراء العراقي سلطة لإقالتنا.

نقاش: انتم لستم أول محافظ يقال في العراق، كيف يطبق القرار على الآخرين ولا يطبق عليكم؟

نجم الدين كريم: إن المحافظين الذين استبعدوا من مناصبهم سحبت مجالس محافظاتهم منهم الثقة بالإجماع على عكس مجلس محافظة كركوك الذي رفض بالإجماع إقالتي من منصب المحافظ.

نقاش: تقول بغداد الآن إن توقيعكم لا يُعمل به، كيف يتم تسيير شؤون المواطنين إذاً؟

نجم الدين كريم: الأمر ليس كذلك، فممثل حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الذي زار مجلس الاستفتاء للاجتماع مع رئاسة الإقليم والأطراف السياسية، أعرب عن ندمهم من إرسال رسالة إقالتنا الى البرلمان العراقي.

نقاش: إذا طبقت بغداد الخطوة نفسها التي اتخذتها ضد إقليم كردستان على كركوك أيضاً وقطعت الميزانية ورواتب الموظفين، ماذا ستفعلون؟

نجم الدين كريم: اذا حدث ذلك فسنتمكن من إدارة المدينة وتأمين رواتب جميع الموظفين والأجهزة الأمنية.

نقاش: ولكن تتهمكم بغداد بملفات فساد، ما هو قولكم؟

نجم الدين كريم: انني اشغل منصب المحافظ منذ ستة اعوام ونصف العام ولم يتم التطرق الى هذا الموضوع لذلك من الواضح انه موضوع سياسي وليس إدارياً، ثم ان الشخص الذي يوجه الي تلك التهمة تم سجنه على خلفية السرقة والتزوير في كركوك، كان لابد ان يتم سجنه بشكل مؤبد لا ان يجعل نائبا.

نقاش: إذا فإلى متى ستبقون محافظا لكركوك؟

نجم الدين كريم: طالما قبل بي الكركوكيون فأنني لن ارضخ لأية ضغوط وسأبقى في منصب المحافظ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here