ماذا ينفع الانسان لوربح العالم كله .. وخسرَ نفسهُ…؟

د.عبد الجبار العبيدي
مبروك للعراقيين تحرير الوطن من الدواعش الأنذال …وغدا سيتحرر الوطن من كل الخونة والمجرمين الذين تعاونوا مع الغريب لتدمير وطن العراقيين… يحيا الوطن ..ويحيا الشعب ..ويحيا كل المقاتلين الابطال ..الموت لمن سلم العراق للاعداء المجرمين…من محتلين وفرس طامعين…؟
كُثُر… هم الرجال في التاريخ الذين أنتفعوا في حياتهم مالاَ وجاهاَ..لكنهم خسروا أنفسهم تاريخا وذكراً…لذا على كل مُدرك لحياة البشر ان يكون له معرفة في الأنسان والتاريخ وأحوال البشر…وما تجمعَ له على مر السنين
2
من أراء وأنظار، وما استخرجه بنفسه من ملاحظات الزمن… وهو يقلب صفحات تاريخ الأرض ومن عليها.
الأنسان رغم خبرته في الحياة ودراساته المعمقة ..يبقى فيه أمر لا يدركه ولا يحسُه الا حينما يواجهه بغتة ..يؤدي به الى التهلكة وهو لا يعلم المصير..يقول احد العلماء هو القَدر..والقدر كما هو معلوم :” انه الوجود الموضوعي خارج الوعي الأنساني الذي لا يدرك الا بعد حدوثه “.
أنا في هذه المقالة المتواضعة لم أقصد ان أقدم أجابات شافية ووافية لكل الأسئلة التي يطرحها على الذهن في موضوع النزاهة الأنسانية..فنحن لا نكتب لتقرير حقائق ثابتة..بل لنطرح على القارىء أراء ضرورية لفتح باب التفكير والمناقشة في اتجاه صحيح وسليم ، وتوجيه الذهن الى قضايا جديرة بأن توضع موضع التأمل والبحث.
اذا وفقنا في بعث الأذهان على التفكير الصحيح في القضايا التي تعرض علينا..وآثرنا التمعن بنتائجها المستقبلية فقد اوفينا على الغاية من معرفتها وتطبيقها..
مثل هذا الكلام كتبه عمربن الخطاب في “رسالة القضاء “وأقامة العدل بين الناس..وكتبه الامام علي في رسائله الى القضاة وولاة الأقاليم..”في نهج البلاغة” ،وكتبه مونتسكيو الفرنسي في سياق كتابه المبدع عن “روح القوانين..” وكتبه العالم كوندرسيه في اطروحته الشاملة عن ” روح التقدم ومعناه ومغزاه…”وكتبه الفيلسوف البريطاني آرنولد توينبي في” كتابه الموسوم البشر وأمهم الأرض.”
لكن كتاباتهم ظلت تقرأ من الغالبية دون تطبيق..؟
3
كثير من المؤرخين كتبوا لنا عن فلسفة التاريخ وحياة الشعوب واسلوب تفكيرها..لكن الحقيقة .. ليس هناك علم أسمه فلسفة التاريخ كما أظن..بل هناك دوائر التاريخ..المنغلقة والمنفتحة التي تهدي البشر الى الخير والشر ويتطلب معرفتهما بدقة متناهية..وخاصة ممن يحكمون البشر ومصائر الناس بأيديهم..
فكيف اذا كان الحاكم جاهلأ..؟
بعد ان حيرني رجال التغيير في العراق بعد 2003 ولربما أصل الى مرحلة فقدان الوعي او اشبه بالجنون..كيف كانوا يدعون حين كانوا يحاضرون في الوطنية وحقوق الناس..وكيف اصبحوا يطبقون..اذن اين فلسفة التاريخ والرسل والدين..هل كانوا كلهم يكذبون…؟
لقد حاول بعض الفلاسفة كما في توكيديد اليوناني وافلاطون والمؤرخ الثبت المسعودي ، وبعض علماء البشروالاجتماعيين لفهم القوى المسيرة للتاريخ..بغية العثور على قواعد تُحكم سير الحوادث ام ومعرفة ما يقوم به الانسان بدوافع غريزية ..لكن كل هؤلاء العلماء والباحثين لم يصلوا الى الى وضع تلك القواعد الثابتة…ولا حتى على خطوط عريضة تعين على أدراك ما وراء الحوادث لتعلمهم بالطريق الصحيح الذي يسير به البشر دون اضرار بالأخرين..
كتب الفيلسوف هيكل في فلسفة التاريخ كما ادعى..ومن يقرأ كتابه الضخم يلمس ما هو الا تأملات عاشت حية في أذهان الناس في ايامه ، وشغلت الاذهان والمناقشات الفكرية التي ولدت الكثير من الأراء التي لازالت الى

4
اليوم بحاجة الى بحث وتنقيب.. وكتب السيد المجلسي كتابه “بحار الأنوار 125
جزً قرأت منها ثلاثة اجزاء فكدت ان ادخل مرحلة الجنون…؟ فقلت في نفسي يا آلهي اصحيح ان الانسان توصل الى هذه المرحلة من العلم وهو لا زال في مرحلة القصور واللامعقول..
وختم كارل ماركس صاحب النظرية الشيوعية في كتابه مع فريدريك انجلز عام 1847 …والذي سخر به من الفيلسوف هيكَل وتوكيديد وحتى أفلاطون وغالبية المؤرخين المسلمين حين قال :” ان التاريخ الحقيقي للبشر لم يبدأ بعد على ايدي كل هؤلاء..ان بدايته ستكون حين أنتقال القوةالموجهة للتاريخ من أيدي مغتصبيها من الحكام والسياسيين والرأسماليين الى أيدي العمال – وهم الأكثرية- ساعتها ستختفي التطلعات الشخصية للاستيلاء على حقوق الاخرين..لأن الطبقة الكادحة هي التي تصنع التاريخ وليس الفاسدين من الحكام الذين يأكلون ولا يشبعون.. لا ادري وليشاركنا القارى اللبيب الرأي .هل في هذالرأي الماركسي مغالطة ام صحيح..؟
لذا من وجهة نظري ان كل الفلاسفة والمؤرخين والاجتماعيين فشلوا في ان يصنعوا انسانا بعيدا وخاليا من اطماع الاخرين.. لذا ضلت كل المؤلفات التي تتحدث عن جوانب الانسان ، مسخرة في النفع والربح دون حدود يعتريها الضعف والوهم..سوى الندامة التي تعتري المعتدي على حقوق الوطن والناس بالندم..وهو يواجه المصير…
فما فائدة كتب السماء ونصائح الانبياء والمرسلين والفلاسفة والمؤرخين والدساتير والقوانين ..سوى الارشاد الى الصحيح ولا غير..فهل سيضع
5
المنهج المدرسي الاسس التي بها يعي الانسان نفسه من مزالق الجشع والاستحواذ على حقوق الأخرين،.. لا أعتقد …لأن التجارب الحياتية لم تنتقل الى تطبيق..بعد اذن
متى سيكون الانسان يؤمن بأخلاق ودين…؟
سيعود الوطن وليسقط الاستفتاء والدواعش المجرمين وكل خونة التاريخ..
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here