لماذا العراق غير مرتاح من اعلان استقلال كتالونيا؟

كاروان مارديني
نُقل عن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية الدكتور محمد المحجوب، اسف العراق على قرار اقليم كتالونيا اعلان الاستقلال (الانفصال) من طرف واحد، والذي (بحسب محجوب) يعرض السلم العالمي الى الخطر:(قرار انفصال كتالونيا عن إسبانيا من شأنه أن يعرّض الأمن والتعايش السلمي إلى الخطر وزعزعة الديمقراطية)، معرباً عن اسفه لـ(لقيام سلطات اقليم كتالونيا إعلان الانفصال الاحادي الجانب الذي يتعارض ومبادئ الدستور الاسباني لعام 1978) واعلن محجوب وقوف العراق الى جانب اسبانيا في اجراءاتها لمنع الانفصال والحفاظ على وحدة الأراضي الاسبانية.
مازال العرب يتأففون على فقدان الاندلس وزوال حكمهم في القارة الاوربية على يد اسبانيا.. بعد كل هذه السنوات يدعو العراق الى وحدة الاراضي الاسبانية!
امر مضحك ومبك في آن واحد، ان تنبري دولة تدعي العروبة ( انا اشك في ذلك) لتدافع عن وحدة وسلامة دولة انهت حكم العرب في الاندلس!! ثم ما الرابط بين العراق واسبانيا اللهم الا استفتاء كردستان الذي اقلق مضاجع المحتلين ؟
انا ازعم ان العراق سيكون ضد اي استفتاء يجري في اي بقعة من العالم حتى وان لم يكن من طرف واحد وبرضا الطرفين..وذلك ليبرر تآمره على شعب كردستان والدخول في محور اقليمي آخر دولي بهدف الاجهاز على المكتسبات التي تحققت لشعب كردستان والحد من تطلعاته بالحديد والنار، تماما كما كان يفعل صدام حسين وقبله الحكام البائدون.
ويخطىء من يعتقد ان سبب هذا التجييش والتحشيد والقمع الذى يمارس على الاقليم الآن ،كان بسبب الاستفتاء. فالمؤامرة اعدت ونسجت خيوطها في دوائر المخابرات الاقليمية منذ تولي نوري المالكي لرئاسة الوزراء. وهناك دلائل ووقائع كثيرة يعرفها اهل كردستان ولا حاجة للتذكيربها.
اخيرا:
يخشى العبادي من المفاجآت.. واحداها ان يصحويوما من النوم ليسمع خبر اعلان استقلال كردستان استنادا على نتائج استفتاء ٢٥ ايلول ٢٠١٧ الذي لم ولن يلغى..
عليه ان يعرف ان الضغط الهائل على شعب كردستان ، سيدفعه الى الاستقلال عاجلا او آجلا، لانه ( شعب كردستان)سوف لن يواجه اكثر ما يواجهه الان. وهو مصيب في ذلك.. فاذا اعلن كردستان الاستقلال، فماالذي سوف يصيبه اكثر من ما يصيبه حاليا.
لهذا تاسف وزارة الخارجية على اعلان كتالونيا الانفصال..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here