نـدىً مـن حـجـر

نـدىً مـن حـجـر

يـحـيـى الـسـمـاوي

جَـزِعَــتْ مـن جَـزعـي نــفــسـي

وأضـنـانـي

عِــتـابـي لـلــعــتـابْ

فـأنـا بـتُّ ســؤالاً مُــبـهَــمـاً

يـنـبـشُ فـي مـقــبـرةِ الأيـامِ بـحـثـاً

عـن جـوابْ

نَـضُـبَـتْ قـارورةُ الـعـمـرِ

سـوى

بـعـضِ حُـبـابْ

ونـدىً مـن حَـجَـرٍ

شـجَّ زهـورَ الـلـوزِ فـي وادي الـمـرايـا

فـالـيـنـابـيـعُ لـهـيـبٌ

والـفـراشـاتُ صـخـورٌ

والــشــذا ظُـفـرٌ ونـابْ

فـلـمـاذا أتـشـظّـى

حـاسِــراً عـن قـلـقِ الـرحـلـةِ

مـا بـيـن ذهـابٍ وإيـابْ ؟

مـا الـذي تـخـسـرُهُ الـصـحـراءُ

لـو جَـفَّ الـسـرابْ ؟

إنـنـي الأعـمـى

فـمـا الــضــرُّ إذا أظـلــمَ صُــبـحٌ

وإذا الـبـدرُ عـن الـمـقـلـةِ غـابْ ؟

أشــروقٌ مُـشـمِـسٌ دون غِــيـابْ

شَــيَّـعَـتْ أشـذاءَهـا الـوردةُ

واشــتـاقَ تـرابـي

لـلـتـرابْ

خَـدَعَـتـنـي صـهـوةُ الـلـذةِ فـي مـضـمـارِ

أحـلامِ الـشـبـابْ

وصـهـيـلـي بـيـن كـهـفٍ وبـسـاتـيـنَ

وصـحـراءٍ وغــابْ

سـيـدي .. مـولايَ

هـبْـنـي شِــربـةً مـن خـمـرةِ الـعـشـقِ

تَـقـيـنـي عـطـشَ الـروحِ لـكـأسٍ مـن شــرابْ

وأغِـثْـنـي مـن شـيـاطـيـنـي ..

أعِـدنـي لـلـتـرابْ

نـقـطـةً بـيـضـاءَ فـي آخـرِ سـطـرٍ مـن كـتـابـي

فـيَـمِـيـنـي الان تـخـشـى مـن يـسـاري

حـيـن تـأتـي بـالـكـتـابْ

آنَ لـيْ أنْ أغـلـقَ الـكـأسَ عـن الـراحِ

وأنْ أفـتـحَ بـابْ

لـحـبـيـبٍ

كـنـتُ عـن فـردوسِــهِ الـنـابـضِ نـوراً

فـي غـيـابْ

***

أديلايد 30/10/2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here