العمليّات تحرِّر ثلث وادي حوران: ضبط معسكرات وأسلحة ولا مقاومة لداعش

بغداد / وائل نعمة

أكدت مصادر محلية هروب مقاتلي داعش من وادي حوران قبل أسبوع من عملية عسكرية تهدف الى تطهير الشريط الصحراوي الممتد من الحدود السورية الى السعودية.وأكد أهالي تلك المنطقة، الذين يمتهن أغلبهم الرعي، للقوات المشتركة أن داعش اختفى قبل الهجوم بعدة أيام. ويعتقد مسؤولون في الانبار أن التنظيم لديه “جواسيس” داخل المؤسسات الامنية تحذره قبل انطلاق أي عملية عسكرية.

ويؤكد المسؤولون أن مسلحي داعش سيعاودون الظهور بعد اختفاء مؤقت مع انطلاق أي عملية تستهدفهم، مشددين على ضرورة السيطرة على الصحراء بشكل محكم.
وتمثل الصحراء 90% من مساحة الانبار، التي تتوزع فيها أغلب المدن على ضفتي نهر الفرات وتختفي كلما ابتعدت عن النهر.
وتطالب بعض الجهات في الانبار بتشكيل قوة خاصة لحماية الصحراء، تتابع بشكل دقيق حركة “البدو الرحّل” الذين يعتقد بأنهم يقدمون دعماً لوجستياً أسياسياً للتنظيم في مناطق البادية.
وتنفذ القوات المشتركة، منذ الخميس الماضي، عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة وأعالي الفرات، بمشاركة القطعات العسكرية لثلاث محافظات.

عمليّة حوران
ولحقت بالحملة الاخيرة، عملية عسكرية ثانية تنفذ في الصحراء الغربية للأنبار، وأبرزها وادي حوران حيث يعتقد انه يضم معسكرات ومخازن أسلحة تابعة للتنظيم.
ويتحدث قطري العبيدي، القيادي في حشد غرب الانبار، الذي يشارك في العملية العسكرية لـ(المدى)، عن تطهير “27 قرية في جنوب البغدادي بعمق 86 كم”.
وكانت العملية، التي بدأت صباح الاحد الماضي، قد انطلقت بقيادة قوات الجزيرة والبادية بهدف تطهير مسافة 120 كم من الوادي الذي يمتد لأكثر من 450 كم.
ويؤكد العبيدي العثور، خلال عمليات التمشيط، على “أكداس كبيرة من العتاد والاسلحة في مخازن، وأنفاق تحت الارض، لكننا لم نعثر على مسلحين”.
ويضيف القيادي في حشد العشائر أن سكان قرى تلك المناطق أكدوا أن “مقاتلي داعش فروا من الوادي قبل 10 أيام”.
ويرجح العبيدي هروب المسلحين الى عمق الوادي، الذي يضم “طيات” و”تعرجات” وعرة تمكنهم من الاختفاء داخلها.
ولأول مرة يسمع العراقيون بـ(وادي حوران) على لسان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي أعلن، نهاية 2013، انطلاق عملية عسكرية تحمل اسم (الثأر للقائد محمد الكروي) وهو قائد عسكري قتل في تلك المنطقة خلال مطاردته لتنظيم القاعدة. وخلال الايام الاولى لتلك العملية قتل نحو 600 مسلح وتم تدمير 5 معسكرات، بحسب بيانات عسكرية آنذاك. لكنّ المفاجأة جاءت بعد أيام، عندما سيطر مسلحون على الفلوجة وبعض أطراف الرمادي، التي سقطت بأيدهم بعد ثلاث سنوات.

استخبارات داعش
ويرجح عيد عماش الكربولي، عضو مجلس محافظة الانبار في تصريح لـ(المدى) أمس، أن امتلاك تنظيم داعش “جواسيس داخل المؤسسات الامنية يبلغونهم بوقت تنفيذ الحملات العسكرية ليختفوا إلى وقت معين”.
ويجزم الكربولي، الذي تقطن عشيرته في غرب الانبار، بأن “داعش سيعود مرة أخرى الى الصحراء، ويهدد المدن من جديد ما لم يكن هناك حل نهائي”.
وبعد نحو عامين ونصف من مقتل القائد الكروي، وبعد تحرير الفلوجة، حاول داعش العودة من حيث جاء، للتمركز في أحد أبرز معسكراته الصحراوية التي تحمل اسم (معسكر الشيخين)، قبل أن تكشفهم الطائرات وتصفي أكثر من نصف الرتل، الذي هرب من باتجاه الصحراء.
ويتفق عماد الدليمي، قائممقام قضاء الرطبة، مع ما هذب اليه المسؤول الاخير من خطورة ترك الصحراء، والاكتفاء بعمليات عسكرية.
ويؤكد الدليمي، في اتصال مع (المدى) امس، ان “القوات نفذت قبل أيام حملة تفتيش في صحراء جنوب الرطبة، لكنها لم تعثر على شيء”. ويضيف ان “اتساع الرطبة ومحيطها من الصحراء لايمكن السيطرة عليه بعمليات محدودة”. ويتابع “يجب وضع قوة مجوقلة (جوية برية) تتحرك بالصحراء بشكل دائم”.
وتبلغ مساحة الرطبة 93 كم2، وهي تمثل نسبة 67% من مساحة الانبار. وتمتد صحراء جنوب القضاء بمسافة 250كم غرباً الى الحدود الاردنية، و300 كم جنوبا الى الحدود السعودية.

قوّات خاصّة
ويوضح قائممقام الرطبة أن “هذه المناطق من ضمن وادي حوران، الذي يبدأ من الحدود السعودية مروراً بالرطبة وحديثة ثم الى صلاح الدين”. ويؤكد أن “هذه المساحات الكبيرة، تحتاج الطائرة المقاتلة فيها الى ساعة للوصول من حديثة الى الرطبة”.
بدوره يقول عبدالحكيم الجغيفي، قائممقام قضاء حديثة، إن “وادي حوران يمتد من حديثة الى الرطبة بمسافة 450 كم، وداعش يستفيد من وعورة المنطقة”.
وأضاف الجغيفي، في حديث مع (المدى)، ان “القوات التي تطهر الوادي وصلت حتى الآن الى ثلث المسافة، لكن الطائرات متقدمة وتضرب أهدافا في الصحراء”.
ويؤكد قائممقام حديثة أهمية “إنشاء قواعد عسكرية” في الصحراء لمسك تلك المناطق، مشيرا الى أن “قاعدة واحدة كانت في الصحراء بعد 2003 لكنها تدار من مقر يبعد عنها مئات الكيلومترات من قرب القائم”.
وضمن المقترحات المطروحة لتأمين الصحراء، يقول عيد الكربولي “يجب تشكل قوة خاصة تسمى قوة حماية الصحراء لمراقبة كل ما يحدث هناك”. ويشدد على “أهمية مراقبة رعاة الغنم أو من يرتدي ملابسهم، حيث يعتبرون مصدراً رئيساً لنقل الوقود والماء والاموال إلى المسلحين بالصحراء”.
لكنّ قطري العبيدي يشدد على أنّ “عمليات التطهير لن تنتهي، وستكون هناك عمليات أسبوعية لتمشيط المناطق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here