فجأة و بين ليلة و ضحاها : و إذا بجميع الأحزاب والساسة المتنفذين الفاسدين يقفون ضد الفساد !!

فجأة و بين ليلة و ضحاها : و إذا بجميع الأحزاب والساسة المتنفذين الفاسدين يقفون ضد الفساد !!

بدءا نقول : كأنما مَن ساهم في نشر مظاهر الفساد من خلال سرقة ونهب المال العام في العراق ، ما هم سوى عبارة عن أفراد و أشباح و جماعات سرية قدموا من الفضاء الخارجي ، أو خرجوا من غابات أمازن و مجاهل أفريقيا ، و ليسوا في أغلبهم مواطنين عراقيين و أعضاء قياديين في أحزاب معروفة ومتنفذة ..
بل و كأنما مظاهر الفساد ذاتها بدأت البارحة مساء ، و ليست عبر السنوات العشرة الماضية ، و التي جرى الحديث عنها ليلا و نهارا عبر فضائيات و أطنان من مقالات ، فضلا عن مظاهرات كثيرة ندددت بهذا ىالفساد في شوارع بغداد و غيرها ..
بينما تلك الأحزاب كانت صامتة و خرساء كقبور مغلقة ، متظاهرة بالبراءة حينا و باللامبالاة حينا آخر ..
إذ لقد وصل الأمر بحزب الدعوة الإسلامي ( وهو أكبر حزب سياسي ساهم في نشر الفساد المالي و الإداري في العراق في وقتنا الحالي ( إلى فصل أحد قياديه وهو محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق من بين صفوفه بعدما انكشف بشكل لا شك في فساده بل و غير القابل لطمطمة أو لفلفة ممكنتين ) ، ليندفع ــ فيما بعد ـــ تيار الحكمة لصاحبه عمار الحكيم لمسايرة ركب الدعوة ضد الفساد ؟!! ..
هذا ناهيك عن التيار الصدري و جماعة ” الفضيلة ” المعروفين بشبهة فسادهم القوية و الحامية حول رؤسهم لكل قاص و دان سيما ، عندما كان حزب الفضيلة ــ أنظروا إلى اسمه الطنان والرنان ! ــ يشرف على وزارة النفط سابقا كخبراء نفط فطاحل !!..
غير إن المفاجأة الكبرى و المثيرة للضحك و الاستهجان حقا للشارع العراقي هو دعوة صالح المطلك بمحاربة الفساد !! ، في الوقت الذي ترنّح كاهله و ذمته شبهة ثقيلة ـــ كصخرة هائلة ــ من جهة شبهة سرقته و نهبه للأموال الضخمة التي كانت مخصصة لمساعدة النازحين ، بالرغم من نفيه للتهمة ، طبعا ليس أمام مجلس النواب ، مثلما كان ينبغي و يجب ، و عبر استجواب برلماني نظامي و متبع وحيث تهرّب هو من عملية الاستجواب خوفا من الإدانة و الأدلة ، بدلا من المواجهة الصريحة والمدعومة بالأدلة لتبرئة الذمة ــ إذا كان نزيها حقا ــ ، إنما من خلال تصريحات و أحاديث جوفاء وتبريرات هزيلة و التي قوّت الشبهة بدلا من أن تنفيها و تدحضها أمام الشارع العراقي ..
أما الحديث عن فساد الحزبين المهيمنين على مقدرات الكورد العراقيين ــ بزعامة الأسرتين البارزانية و الطالبانية المتحكمتين هناك تحكما مطلقا ، فحدّث ولا حرج !..
هذا دون أن نتحدث عن سليم الجبوري و حزبه ” الأخوانجي السلفي ــ الحزب الإسلامي العراقي ” الذي نهب المال العام هو الآخر في المناطق الغربية و غيرها ، و بشكل منظم ومتواصل ، وهي الحقائق و المعطيات و التي كشفها وفضحها بعض من ساسة و شيوخ تلك المناطق أنفسهم و قبل غيرهم .
إذن فتكف هذه الأحزاب الفاسدة و الساسة الفاسدون عن نفاقهم و تضليلهم للرأي العام العراقي من ناحية دعوتهم الزائفة إلى محاربة الفساد و الفاسدين ، في الوقت الذي تحتوي صفوف أحزابهم على عشرات من ساسة و مسئولين فاسدين :
ـــ إذ لو إنهم جديون بالفعل في محاربة الفساد والفاسدين فكان الأولى بهم أولا إرجاع ممتلكات و عقارات الدولة التي : أما صادورها بتلاعبات و محسوبيات وانحيازات سياسية ، أو أشتروها بأسعار بخسة جدا وبسعر الخردوات تقريبا !!، و كذلك في إن يتعانوا مع السلطات الجنائية والقضائية في جمع و كشف أدلة و براهين ضد أولئك الساسة والمسئولين الفاسدين القابعين بين صفوف أحزابهم وتحديدا من ضمن قياديي تلك الأحزاب البارزين ..
لو .. نقول لو إنهم كانوا جديين حقا وفعلا ..
فكما هو معروف :
ـــ إن العبرة والنتيجة تكمنان في الأفعال و الأعمال المفيدة والملموسة و ليست في أقوال و أكاذيب مضللة و خادعة مثلما ، تفعل هذه الأحزاب الفاسدة و المتنفذة والمهيمنة على مقدرات الشعب العراقي حاليا ….
مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here