واشنطن وبغداد تتفاوضان حول تواجد أميركي طويل الأمد في العراق

ترجمة /حامد أحمد

كثفت الولايات المتحدة والعراق مؤخراً من مباحثاتهما للإبقاء على قسم من القوات الاميركية لتتواجد بشكل مستمر في البلاد عقب طرد مسلحي داعش.

كلا البلدين يريدان تفادي تكرار ماحصل عام 2011، عندما انسحبت القوات الاميركية من العراق بعد ان تمكنت من تحجيم تهديد القاعدة بنجاح وتراجع معدلات العنف في البلاد. ولكن بعد مرور ثلاث سنوات من ذلك الانسحاب انهار الجيش العراقي بوجه زحف مسلحي تنظيم داعش.
واستناداً الى مسؤولينِ أميركيينِ، رفضا الكشف عن اسميهما لأنهما غير مخولين بالحديث عن المباحثات بشكل علني، فإن الولايات المتحدة والعراق لم يقررا بعد حجم وتشكيلة القوة التي ستبقى، التي من الممكن ان تتغير عبر الوقت.
وقال المسؤولان إنه لم يتم الانتهاء من توقيع أي قرار بعد بخصوص تواجد طويل الاجل، وان تشكيلة القوة التي سيتم الاتفاق على بقائها ستحدد من قبل الحكومة العراقية.
وقال جيمس جيفري، السفير الاميركي السابق للعراق والمطّلع على هذه القضية عن قرب في حديث لصحيفة(USA Today)،”ما يحصل من مباحثات الآن هو شبيه بما كنا نسعى له بعد عام 2011″.
وتقول الصحيفة الامريكية انه ليس من الواضح فيما اذا ستتمكن الولايات المتحدة من تفادي بعض المعوقات السياسية في بغداد التي تسببت بعرقلة الاتفاق على إبقاء قوات في العام 2011، وكذلك ان إيران التي تعارض وجود قوات اميركية في البلد تتمتع بنفوذ سياسي قوي في العراق.
ويضيف جيفري ان”المشكلة الكبيرة هو انه فيما اذا سيكون هناك ضغط من قبل الإيرانيين بأن تغادر الولايات المتحدة من العراق.”
وقال جيفري، الذي يشغل الآن منصب محلل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، بأن حجم القوة من المحتمل ان تكون أقل من حجم القوة المتواجدة الآن في العراق التي يبلغ عددها 5.500 جندي أميركي. وأشار الى أن المهمة التي ستتولاها أي قوة ستتواجد في العراق مستقبلا ستكون مشابهة لما تقوم به القوات الاميركية حالياً، وهي تدريب القوات العراقية ومساعدتها بالجانب الاستخباري وعمليات الاستطلاع ولن يكون لديها أي دور قتالي مباشر.
تواجد مستشارون أميركان ووسائل إسناد أخرى سيساعد في تعزيز قدرة الجيش العراقي وتفادي حصول كارثة مثل التي وقعت في عام 2014 عندما اجتاح مسلحوا داعش الموصل ومدناً وقرى أخرى في وقت انسحب كثير من الجنود العراقيين من مواقعهم.
منذ ذلك الحين تمكنت القوات العراقية المدعومة من قبل الولايات المتحدة من كسر قبضة داعش على الاراضي المحتلة وتمكنت من طرد المسلحين وهرب ما تبقى منهم الى المناطق الصحراوية المحاذية للحدود مع سوريا.
وزير الدفاع الاميركي جيم ماتس قال الشهر الماضي”رغم هذه النجاحات فان معركتنا لم تنته بعد حتى بعد انهيار خلافة التنظيم ماديا وهيكليا فان التنظيم مايزال يشكل تهديد للاستقرار في المناطق المحررة مؤخرا وكذلك يشكل تهديداً لبلداننا أيضا.”
داعش قد لايتمكن من احتلال أرض بعد ولكن بمقدوره خلق ارهاب من خلال تفجيرات في العراق او عن طريق التخطيط والتحريض على تنفيذ هجمات حول العالم.
الحكومة العراقية تعي هذا التهديد وترى هناك حاجة لمزيد من المساعدة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أعلن النصر النهائي على داعش في وقت سابق من هذا الشهر ولكنه قال بأن الإرهاب مايزال يعتبر”عدواً مستمراً.”
مسؤولون أميركان كان لهم نفس الرأي، حيث قال الجنرال بول فانك لصحيفة USA Today في تشرين الاول،”أعتقد انه يتوجب علينا أن نهيئ أنفسنا لنكون مستعدين نحو التزام منا ببقاء طويل الامد في العراق لنعزز من قدرة شريكنا في مواجهة أي تهديد.”
وفي عام 2011 لم يمكن التوصل لاتفاق بإبقاء جزء من القوات الاميركية بسبب الإشكال الذي حصل في قضية الموافقة على ضمان حماية قانونية للقوات الاميركية بأن لايحاسبوا قضائيا في اي جريمة ناجمة عن استخدام قوتهم العسكرية. ورفضت الحكومة العراقية وقتها الاتفاقية بسبب معارضة سياسية لمبدأ تواجد اميركي طويل الاجل.
في الوقت الحالي يأمل مسؤولون أميركان وعراقيون تفادي حدوث عرقلة سياسية مشابهة. واستناداً لما ادلى به احد المسؤولين الاميركيين فانه بدلا من إقرار اتفاقية رسمية قد تتطلب موافقة البرلمان العراقي، فإن الجيش الاميركي يذكر انه بإمكانه العمل في العراق وفقاً لمذكرة التفاهم المعمول بها حالياً بين البلدين.
وهذه المذكرة ماتزال سارية المفعول منذ عام 2014 عندما تم نشر المستشارين الاميركان في العراق لمساعدة القوات المحلية في محاربة داعش.
وقال جيفري ان أي اتفاقية لإبقاء مستشارين أميركان في العراق ستوفر عامل كبح أمام تزايد النفوذ الإيراني في بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here