(خلخلة ديمغرافية.. من النيل للفرات) هل هي (ايرانية لتفريسها..اسرائيلية لتهويدها، داعشية لتوهيبها)

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك عملية اسمها (الخلخلة الديمغرافية).. للسكان الاصليين من النيل للفرات.. تهجير ونزوح اكثر من 20 مليون نسمة بالعراق وسوريا.. جعل سكان الاردن اغلبية نازحة قبل ذلك.. فما الهدف من ذلك؟.. والاخطر جعلت حياة (مناطق واسعة شبيه بحياة النازحين.. من سوء الخدمات ووضع امني مزري، وبطالة مهولة، وفقر وعوز وحاجة وترمل وتيتم وارتفاع نسبة الجريمة، وتقاتل عشائري وفساد مهول يساهم بشكل قاتل بتفقير السكان)..

فضربت ايران التعايش السلمي الهش اصلا بالمنطقة.. وساهمت بذلك بشكل خطير مع داعش والقاعدة.. فخلقت جوا بين شعوب المنطقة.. الجميع لا يطمئن للجميع.. وفقط نطمئن لاسرائيل.. شخصيا اطمئن لاسرائيل ولا اطمئن لايران ولا للسنة العرب معا.. وانا على حق بذلك .. فحتى (حزب الله الولائي لايران لبنان زحف بعشرات الاف لسوريا.. مطمئنا بان اسرائيل لن تهاجم مواقعه بجنوب لبنان).. والواقع يثبت ذلك.. (وخاصة لعدم وجود أي فصائل مسلحة اديولوجية تتصارع بسوريا والعراق ومصر.. توالي اسرائيل او تعتنق اليهودية، بل الاخطر نجد الفلسطينيين المعارضين لاسرائيل يفجرون انفسهم بين العراقيين داخل العراق).. وكذلك (لا داعش ولا الحشد، قتلوا اسرائيلي واحد ولم يستهدفان اسرائيل باي عملية مسلحة رغم قربهما من حدود اسرائيل).. (كما ان داعش لم تستهدف ايران باي صاروخ رغم قربها من حدود ايران)..

بالمقابل نجد المتصارعين هم (اجندات ايران واجندات المعارضة السورية المدعومة اسلاميا وعربيا واجندات داعشية).. (اجندات ايرانية من طهران للمتوسط للمندب).. (اجندات الخلافة الاسلامية لداعش، من الصين للاطلسي).. (اجندات قومية عربية من المحيط للخليج).. وهناك من يريد زج اسم اسرائيل من (النيل للفرات).. أي (الجميع يريد ان يتمدد على حساب الجميع، والجميع يريد التمدد على حساب الدولة التي يطلق عليها الوطنية).. والمثير للسخرية ان (ان اسرائيل هي الاقلهم طموحا.. فاسرائيل فقط من النيل للفرات.. ولكن ايران تريد من طهران للمتوسط وصولا لجنوب الجزيرة للمندب مع الشام والخليج).. (داعش تريدها من الصين للاطلسي).. ولنتبه (ان اسرائيل الرسمية لا تطرح دولة من النيل للفرات.. ولكن من يطرح من طهران للمتوسط هو النظام الايراني الرسمي، ومن الصين للاطسي تطرحها دولة الخلافة الاسلامية داعش والاخوان المسلمين معا) ولا يخفون ذلك.

فماذا يجري.. ماذا يحصل…. شيعة عرب تطمئن لايران.. سنة عرب يطمئنون لتركيا والسعودية… ولكن (لا الشيعي العربي يريد الهجرة لايران.. ولا السني العربي يريد الهجرة للسعودية او تركيا.. بل كلاهما يريدان الهجرة لاوربا وامريكا وكندا واستراليا)؟؟سكان العراق وسوريا ولبنان امام اي فرصة يريدون الهجرة بالملايين للخارج (لاوربا)..

اي ارتباط الانسان بارضه بالشرق ضعفت .. وعند قطاعات بشرية كاملة انتهت.. ايران تقاتل بمدن غير مدنها.. ودماء غير دماءها..واموال غير اموالها.. لذلك ايران تظهر قوية.. لان المدن المهدمة الموصل وحلب وغيرها وليس طهران وكرمنشاه.. بالمقابل اسرائيل قليلة السكان لا تزيد عن 6 ملايين يهودي باسرائيل، وبنت جدار عازل حولها.. والارض من النيل للفرات تحتاج الى اكثر من 150 مليون نسمة لاستيطانها.. واليهود با لعالم لا يزيدون عن 35 مليون نسمة فقط.. وهناك من يقول .. ان استراليا قارة لا يسكنها غير 35 مليون نسمة.. (اذن يمكن السيطرة على تلك الارض الواسعة من بضعة عشرات الملايين من البشر).. مع وجود التقنيات الحديثة والمكننة..

بالمقابل ايران لديها اكثر من 90 مليون نسمة وفائض سكاني تستطيع دفعهم للاستيطان بهذه المنطقة .. لتثبيت الهلال الايراني.. ولا ننسى داعش ايضا لديها مليار سني بالعالم يعتنق عقيدة الخلافة الاسلامية ودولتها.. لهذا استطاعت تجنيد اكثر من مائة الف مقاتل من 100 دولة.. فلو استقرت دولة الخلافة لاستطاعت جذب عشرات الملايين من المسلمين السنة بالعالم لتلك المنطقة (الخلافة).. أي الطرف الاضعف ديمغرافيا هم (الاسرائليين- اليهود).. ان صح ان نزجهم بطرف بالصراع..

ولا ننسى اخطر سياسية مارسها البعث والقوميين العرب عند حكمهم المنطقة لعشرات السنين.. (من اضعاف الانتماء للداخل والتوجه دائما للخارج).. (فتمت سياسية تفضيل الغريب على ابن الارض).. (كتفضيل صدام والبعث للمصريين الذين ادخلوا للعراق بالملايين..على عموم شعوب منطقة العراق بالسبعينات والثمانينات واختراقهم للسكان الاصليين ضمن سياسية التفتيت السكاني، بدعم من مصر تحت سياسة مصرية (مصرنة العراق)) وكذلك (تفضيل الفلسطينيين والعرب الغير عراقيين.. على شعوب منطقة العراق بزمن حكم البعث ايضا) و (تفضيل الايرانيين اليوم بالعراق على العراقيين، وهذه السياسية تمارسها الاحزاب الحاكمة ببغداد الموالية لايران).. كل ذلك ساهم بعدم شعور السكان المحليين بانتمائهم وضعف ارتباطهم.

وكذلك (اديولوجيات الاستغراب).. (القومية والدينية) .. التي اشعرت المواطنين بانهم جاءوا من خارج الحدود وليس سكان البلدان الاصليين.. مثال (القوميين العرب يروجون بان سكان العراق جاءوا من خارج العراق من الجزيرة).. (وهناك من يقول ان سكان جنوب العراق جاءوا مع الجاموس من الهند مع جيش محمد القاسم.. الخ).. (عرب فلسطين جاءوا من الجزيرة وليسوا سكان فلسطين الاصليين).. الخ.. وكل تلك الاديلوجيات المسمومة ساهمت باضعاف الانتماء والولاء..

من كل ذلك يطرح سؤال عن ما يجري من (قلع السكان من جذورهم.. يبدأونها بخللة ديمغرافية).. ام هو مظهر طبيعي لانفجار سكاني وصراع على الثروة والمياه والوظائف والمناصب، وصراعات مكونات قومية ومذهبية للتمدد على حساب الاخر، وحقيقتها مكونات ديمغرافية محرومة من حقها بدول، يتم استهدافها من قبل مكونات اخر.

الاديلوجية الايرانية لتبرير استاصال شعوب منطقة العراق من ارضهم.. صنفت سكان العراق.. ليس حتى لـ (شيعة, كورد، سنة عرب).. بل الى .. (ولائيين.. انفصاليين.. ارهابيين)..حسب قاموس العراق الجديد (الايراني الهوى).. لتخوين الكل ليضرب الكل. . لتبقى ايران على (تلته).. لتختار مع من تقف لاركاع الاخر وهكذا.. (فالتفريس الايراني بدأتها في الاحواز.. حيث يمنع العرب من تاسيس دارسة باللغة العربية بالاحواز.. ويتم مصادرة اراضي العرب الشيعة فيها بشكل واسع من النظام الايراني واخرها مصادرة اراضي واسعة لصالح الحرس الثوري الذي يساهم باحتلال الاحواز)..

ثانيا داعش قسمت (سكان العراق الى ، مسلمين سنة مؤمنين سلفية صالحين، وروافض مشركين، ومسيحيين ويزيديين ويهود كفرة، وسنة مرتدين).. ايضا لاستاصال الاخر.. القومين العرب مزقوا شعوب المنطقة (الى عرب اصلاء، مقابل “عرب الجنسية” شبيه بالمرتدين لدى داعش من السنة انفسهم).. وكذلك (الى كورد جيب عميل، وشيعة عملاء الفرس)..

ونبين بان الصراع بالمنطقة بين (التمدد الايراني.. لدولة ولاية الفقيه الفارسية للخامنئي).. مقابل (التمدد السني السلفي الجهادي لداعش).. أي قتال بين (جند الخلافة) (جند الولاية).. (ولا نقول التمدد الشيعي..لان ا لشيعة العرب هم ضحايا التمدد ا لفارسي.. وخير مثال ما يعانيه الشيعة العرب بالاحواز من اضطهاد من قبل ايران ويمنعون من تاسيس احزاب وكذلك من فتح مدارس باللغة العربية).. (كحال الشيعة العرب بالمنطقة الشرقية بالاحساء و القطيف المحرومين من حقهم بفتح مدارس دينية تدرس مذهبهم الشيعي الجعفري الامامي، ومن حقهم بتاسيس تنظيمات سياسية)..

من وراء بروز معرفات مثيرة للريبة وتمثل بؤر التأزم اليوم، لحرمان الشعوب من الاستقرار.. وفصلناها بمواضيع سابقة.. (الولائية بين الشيعة الجعفرية في ايران).. (السلفية الجهادية، بين السنة العرب).. (الحوثية بين الشيعة الزيدية في اليمن).. (الصدرية بين الشيعة الجعفرية بالعراق).. ونرى تلك المعرفات هي اطراف العنف بالمنطقة.. (فالمليشيات بالعراق فرخت من قبل مليشيات الصدريين جيش مهدي وركبتها ايران كالعصائب والنجباء وكتائب سيد الشهداء.. الخ).. (الحوثية واجتياح اليمن وتهديد السعودية من جنوبها وقتلها علي عبد الله صالح رئيس اليمن السابق).. (الولائية اسقاط نظام الشاه، ورفعت شعارات تصدير الثورة أي التمدد الايراني).. (القاعدة والاخوان المسلمين وداعش.. والتمدد السني للخلافة)..

من كل ذلك يتبين بان ايران تريد التمدد بالمنطقة الرخوة بالمنطقة (الشيعة العرب) مستغلة حرمان العرب الشيعة من حقهم بدولة لهم بمنطقة اكثريتهم.. وتستغل (القضية الفلسطينية) القائمة ايضا على حرمان الفلسطينيين من حقهم بدولة.. وتستغل القضية الكوردية ايضا (مستغلة حرمان الكورد من حقهم بدولة لهم بمنطقة اكثريتهم) لذلك اساس استقرار المنطقة هو بقيام ثلاث دول لثلاث مكونات محرومة (المكون الشيعي العربي، المكون الفلسطيني، المكون الكوردي).. فتسبح البساط من القوى الاديلوجية الشمولية القومية والاسلامية معا.. وتفقد مبررات وجودها وتمددها.

ملاحظة:

داعش لا تحتاج لضرب اسرائيل، لان ادواتها بفلسطين كحماس تمارس نفس افعالها الارهابية داخل اسرائيل، كالطعن ودهس المدنيين بالشاحنات والسيارات، والعمليات الانتحارية.. وزعيم حماس اسماعيل هنية ترحم على بن لادن زعيم القاعدة.. وارسل رسالة لداعش والقاعدة بعدم الحاجة لهما داخل فلسطين لوجود تنظيمات كحماس تؤدي دورهما داخل فلسطين واسرائيل..

…………

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here