ما هو مصير العلاقات الاقتصادية بين إقليم كوردستان وتركيا؟

منذ إجراء استفتاء استقلال كوردستان، تتوالى التهديدات من جانب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وكذلك المسؤولين في الحكومة التركية، بقطع العلاقات الاقتصادية مع إقليم كوردستان، ويعود السبب في ذلك إلى أن العلاقات بين الطرفين مبنية على أساس اقتصادي.

وحتى الآن لا يزال معبرا “إبراهيم الخليل، وسرزير” بين إقليم كوردستان وتركيا نشطين، وقبل إجراء استفتاء الاستقلال، كان الحديث يجري حول تنشيط معبري “روباروك، ودشتان”.

وتفيد بعض المصادر بوجود 1300 شركة تركية في إقليم كوردستان حالياً، وأن حجم التبادل التجاري بين إقليم كوردستان وتركيا في النصف الأول من عام 2017 بلغ 5 مليارات دولار، في حين يزداد حجم هذا التبادل ليصل إلى 8 ملياررات دولار سنوياً، كل ذلك يأتي في وقت يبلغ فيه حجم التبادل التجاري بين تركيا ودولة بحجم إيران 10 مليارات دولار.

وفي هذا السياق قال الخبير في العلاقات الدولية، البروفيسور بلال سامبور، إن “تركيا لم تكن تُصدق أن الاستفتاء سيجري، وأن ملف الحرية هذا سيصل إلى هذه المرحلة، وبعد إجراء الاستفتاء أصبحت تركيا تنظر إلى حكومة إقليم كوردستان بعين العداء، وهذه ليست رسالة الأطراف القومية العنصرية فقط، بل إنها استراتيجية الدولة التركية، وأعتقد أن تركيا ستستخدم الأوراق المتاحة بين يديها اقتصادياً، عسكرياً، ودبلوماسياً مع إيران والعراق ضد كوردستان”.

وعلى الرغم من كل التصريحات والتهديدات، إلا أن تركيا لم تُقدم على أي خطوات عملية لقطع خط النفط مع إقليم كوردستان، لأن جميع المحللين يتفقون على أن أي خطوة أو ضغط على إقليم كوردستان سيعود بأضرار مضاعفة على تركيا.

ويشير الخبير الاقتصادي، تورغاي توركر، إلى أن “تركيا ترغب بأن يكون هناك تنسيق مع دول الجوار عندما تُقدم على خطوة ما، كما أن أنقرة كانت تسعى لعزل (الإقليم الكوردي) وقطع علاقاته مع العالم، أما بخصوص إغلاق المنافذ الحدودية، أو وضع العراقيل أمام التبادل التجاري، فإن تركيا تطلق تصريحات شديدة اللهجة بين الحين والآخر وتضع هذه المسألة على جدول الأعمال، ولكن في هذا السياق تركيا تتحدث، إلا أنها لا تريد في قرارة نفسها تطبيق ما تقوله”.

وأضاف توركر أن “الفوائد الاقتصادية لتركيا مع (إقليم شمال العراق)، (يقصد إقليم كوردستان)، تصل إلى 12 مليار و100 مليون دولار، حيث تستفيد الكثير من المدن التركية من هذه التجارة، ولا يجوز أن تقرر تركيا إغلاق الأبواب فجأةً، لأن هناك اتفاقيات وقعت عليها تركيا، وبرامج تم التأسيس لها، الأمر الذي من شأنه خلق أزمات ومشاكل كبيرة”.

قبل إجراء استفتاء استقلال كوردستان، كان الإعلام التركي يتحدث عن “خطة من 4 مراحل يصبح إقليم كوردستان بعدها في المرتبة الأولى على قائمة الاقتصاد التركي”، في حين يتحدث الإعلام ذاته حالياً عن “تجويع شعب كوردستان”، إلا أن آراء الناس في الأسواق التركية ليست أحادية الجانب مثل السياسة التركية، حيث تباينت آراء الشارع بالعاصمة التركية أنقرة في هذا السياق.

وتحدث أحد أهالي مدينة أنقرة، قائلاً: “أعتقد أن إيقاف التبادل التجاري خطأ، بل يجب أن يستمر، كما يجب أن تستمر العلاقات أيضاً، ولكن مع القيام ببعض التدابير”.

في حين قال مواطن آخر: “نحن مع ما يقوله رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، فسياسته تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول الأجنبية، جيدة، كما أن اقتصادنا قوي رغم وجود بعض السلبيات”.

يذكر أن تركيا صرحت مؤخراً بأنه “في حال لم تُلغى نتائج الاستفتاء، فسوف تغلق المعابر الحدودية بالكامل، وتفتح معبراً حدودياً مع العراق في منطقة (بيشخابور)، بالإضافة إلى إيقاف استيراد النفط من إقليم كوردستان”.

ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here