5 كانون ثاني 2018 .. نسمَع وسمِعنا:

د عبدالحميد العباسي
(1). نسمعُ اليومَ أن رئيسا الكوريتين قد تواصلا وان تواصلهما, هذا قد يُفضي الى نزع فتيل حربٍ ضروس بينهما. ماذا جرى؟. اي سيناريو صامت دار بين الزعيمين؟ قالا لبعضهما دون ان يتكلما: الحربُ ستدمر شعب كوريا الشمالية (دولته شيوعية) وشعبَ كوريا الجنوبية (دولته ديقراطية). لكن هذين الشعبين هما, في الحقيقة شعبٌ واحد, هو الشعب الكوري ذو الثقافة الواحدة والاصل والتاريخ الواحد والكفاح المشترك في مواجهة الغزاة اليابانيين. قالا: الا يمكنُ ان نَدفُنَ خلافاتِنا بدل ان نَدفُن شعبَنا الكوري؟ لنبدأ التواصل بالتدريج. وهذا ما هو حاصل الان بينهما وقد لا تسيل دماء ويُفنى شعب.
(2). تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية وبسببها, تشكلت دولة المانيا الشرقية ودولة المانيا الاتحادية (الغربية), الاولى شيوعية (إلحادية) والثانية ديمقراطية (للدينِ فيها مَنزِلة) وكان بينهما جدار حديدي اقامه الغزاة. لم ينسَّ رئيسا الدولتين انها يرأسا قسمين من شعبٍ قُسّم رغم ارادة أهلِه. كان الرئيسان يتراسلان, في السر عن طريق مدراء مكتبيهما للتخطيط لتوحيد شعبهما المُحزء وإلى هَدم الجدار الحديدي. لم يكن ذلك وليد جهود هذه الدولة الاجنبية او تلك, بل ثمرةُ نداءٍ قوميً من اعماقهما. وعاد الشعب الالماني مُوحدا.
والان الى بيت القصيد (مَربط الفرس): هل الفرق بين المذهب الشيعي المُسلم والمذهب السُنّي المُسلم, هل هو اعمق من الفرق بين *المذهب* الالحادي *الشيوعي* في كوريا الشمالية والمذهب الإيماني (الديمقراطي) في كوريا الجنوبية والحال نفسه بالنسبة الى الالمانيتين. واذا لم تكن لتتفوق هذه الفروق على رابطة العرق والتاريخ المشترك بين الشعبين المجزئين, على اختلاف مذاهبهما السياسية, كيف اذن يَعلوا الفرق بين المذهب الشيعي المسلم والمذهب السُني المسلم, على ضألته, كيف يعلوا على الروابط المشتركة في الدم والتاريخ والثقافة بين ابناء الشعب العربي الواحد :كيف يبرر الاردني العربي الاصيل او الخليجي العربي موقفه العدائي من العربي الشيعي. اليس هذا هو عين ما نراه, اليومَ فيما يحدث بين اليمن العربي وبين المملكة العربية السعودية وبين ما نراه من مرور الارهابيين عبر الاردن ليسفكوا دماء اخوانهم عرب العراق؟. والقول انه ردة فعل للاطاحة بصدام واعدامه, فلا يعدوا عن كونه مُزحة, فجيوش الغزو التي اطاحت بصدام, انما انطلقت من اراضيهم وبمباركة منهم واما القول انه التخوف من نفوذ ايران فمزحة اخرى فالعلاقة مع ايران الشاه كانت حميمة واوثق ما تكون واطماع الشاه وتطلعاته الى امبراطورية فارسية وغطرسته واحتقاره لكل ما هو عربي وتغلغله المُبرمج في الخليج, لم تكن خافية عليهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here