في مهب المذبحة و عاصفة الأشلاء المتطايرة

في مهب المذبحة و عاصفة الأشلاء المتطايرة

على حين فجأة و كرقصة واهنة ، شبيهة برعشة أجنحة عصافير ذبُحت توا ،
فثمة جساد دامية تتهاوى على نفسها مصعوقة ، متشظية كأجساد نخيل ثقيلة بارتطام خافت ومكتوم بقامتها المحترقة و المدخنة .
و كمن يركض في حلمه بأرجل تتراوح في فراغها المظلم مع توسلات استغاثة ولكن ما من مستجيب أو شفيع ..
ففي أوقات عصيبة كهذا يذهب الجميع ممن يتوكل أو يعوّل عليهم المرء في أجازة نسيان أو غفوة أو لامبالاة .
ففي عصف جحيم مباغت كهذا ، ما من غيرك سواك أنت ، حيث مصيرك يحدق في وجهك بقسوة باردة كذئب منفرد ، تاركا إياك في موجهة غير متكافئة وغادرة ، كضربة مخلب خاطفة ، وهي تباغتك في صفنتك العميقة أوفي منتصف حلم نهاري عابر، تباغتك كعصف مجنون لتأخذك بدغدغة مخدرة ، بعيدا ، بعيدا ، و بدون أي أمل ضئيل في العودة مجددا ..
دون أن تعلم هل أنت في حلم نهار متلبس أم في حلم كابوسي في ليل بلا نهاية .
فعليك أن ترحل هكذا ، متشظيا ، متناثرا ، داميا ، نازفا حتى أخر قطرتك البطيئة ،
فما من احد سيخسرك سوى نفسك و الأقربون من أهلك أو أبنائك ..
هكذا يتحتم عليك أت تموت بقسوة و ضراوة ،
لكي ينعم غيرك بسلطة و جاه و نفوذ و مال وفير .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here