لكي ننجح في المحيط الذي نعيش فيه

لكي ننجح في المحيط الذي نعيش فيه

تقيم ملايين الجاليات العربية في مختلف انحاء العالم، وبالخصوص في أمريكا وأوروبا، ينعم الكثير منا هناك بالعيش الكريم، نعيش في بلدان فتحت ذراعيها لنا بنفس انساني رفيع وقدمت لنا الكثير. ذلك الاحتضان الكبير الذي وضعنا من حيث الحقوق في مصاف أبناء البلد انفسهم يضع علينا دون ادنى شك جملة من الواجبات يعتبر الاخلال بها نكرانا للجميل والعرفان.

تنتظر منا بلدان المهجر فاعلية اجتماعية، نجاحا علميا ومساهمة فاعلة في نسق الحياة اليومية بالمحيط الذي نعيش فيه، فاعليتنا ونشاطنا تقربنا اكثر من النجاح وتعكس صورة جميلة عنا وعن البلدان التي قدمنا منها. سوف ننجح بلا شك لو اهتممنا بربع الاهتمام الذي نخصصه لبلدنا الام وهو في الغالب اهتمام جدلي وانفعالي غير مجد.
نقيم في الغرب ولا نجد انفسنا معنيين باي شيء يدور حولنا! كاننا نعيش في مجتمع وبلد آخر. ليس من المعقول ان نستمع لجميع نشرات الاخبار في القنوات الفضائية العربية والمحلية ونتابع الكواليس والفيسبوك ولا نعير اي اهتمام لبلدان نعيش فيها منذ عشرات السنين، رعت اطفالنا وقدمت لنا ما نريد! الاهتمام ببلداننا الاولى حق مشروع ولكن المبالغة بالاهتمام فيها حالة غير محمودة.
لكي تخدم بلدك الام والبلد الذي تعيش فيه اهتم بالاخير وانجح فيه وسوف ينعكس نجاحك على البلدين معا. ان افضل خدمة لبلدك يمكن لك ان تقدمها هو ان تنجح في البيئة التي تعيش فيها لكي تكون قادرا على أداء الدور الإيجابي في البلدين. نجاحك يقدمك للاخرين سفيرا مميزا عن بلدك.
في الصدد الاحظ نشاطا مفرطا من قبل بعض الأصدقاء وكذلك اخرين مقيمين في بلدان مختلفة فيما يتعلق ببلدانهم، يتحدثون عن الشؤون الداخلية لبلدانهم الام اكثر مما يتحدث عنها الذين يعيشون فيها! وهذه حالة غريبة، هناك شيء من اللاتوازن في هذا الجانب. سيل الانفعالات المفرطة من قبل بعض المقيمين خارج بلدانهم ويتحدثون عنها على الدوام يصل أحيانا الى سقف مفرط جدا، وكانه بمثابة هروب من الاغتراب الذي يعيشه هؤلاء عن المجتمع الذي يعيشون فيه الى المجتمع الذي جاءوا منه. وهذا النوع من الهروب لا يجدي نفعا في معظم الأحيان.

جمال الخرسان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here