مَرحَلةُ التَّنمِيَةِ؛ أَلشُّرُوطُ وَالأَدَوَاتِ!

لِقَناةِ [ANN] الفَضائِيَّة عِبر خِدمة [سكايْب]؛
نـــــــــــــزار حيدر
١/ يقفُ العراق الآن على أَعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ هي مرحلة التَّنمية، مرحلة أَلبِناء والإِعمار والاستثمار، وبرأيي فإِنَّنا لا يمكنُ أَن نتصوَّر هذه المرحلة بشَكلٍ صحيحٍ وسليمٍ إِلّا بالشُّروط والأَدوات التَّالية؛
أ/ إِعلان الحرب على الفاسد المالي والاداري بشَكلٍ شاملٍ وواضحٍ! في إِطارِ مشروعٍ وطنيٍّ حقيقيٍّ، فلا تنميةَ مع هذا الحجم المُرعب من الفساد الذي ينخر ويدمِّر مُختلف مؤَسَّسات الدَّولة ويهدِّدها في مقتلٍ!.
[كيفَ يمكنُ أَن نقنعَ الرَّأي العام بجدِّيَّتنا في هذه الحربِ من دونِ تقديم [عجلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأَقلِّ إِلى القضاءِ ليقِفَ خلفَ القُضبان!].
ب/ تشريع القوانين التي تسهِّل من عمليَّة الاستثمار وعلى المستويَين الوطني والأَجنبي!.
إَن الاستثمار يعاني الآن من البيروقراطيَّة والترهُّل والتَّعقيد في قوانين! ولذلك ينبغي الإِسراع في تشريعِ كلِّ ما من شأنهِ تسهيل الاستثمار آخذينَ بنظرِ الاعتبار الواقع الدَّولي الجديد الذي غيَّر الكثير من قواعدِ الإِستثمار.
ج/ تقوية مؤَسَّسات الدَّولة واحترامِ هيبتها خاصَّةً الوزارات المعنيَّة بشَكلٍ مباشرِ بالتَّنمية والاستثمار، وإِبعادها عن المُحاصصة لتعملَ بمهنيَّةٍ وحِرَفيَّةٍ مَعَ الإِستثمار وشروطهُ وأَدواتهُ.
د/ خلق البيئة الآمنة للإِستثمار من خلالِ وضعِ حدٍّ لسُلطةِ الأَمرِ الواقعِ التي يفرضها السِّلاح المُنفلت الذي يهدِّد ويبتزّ ويُعرقل الاستثمار ويُدمِّر فُرص التَّنمية، سواء كان سلاح الميليشيات أَو الأَحزاب الحاكمة أَو عصابات الجريمة المُنظَّمة أَو العشائر أَو غيرهُم! فالسِّلاحُ الخارج عَنِ القانون لا يساهمُ في خلقِ بيئةٍ حاضنةٍ للتَّنميةِ والإِستثمار، بل على العكسِ من ذَلِكَ، فهو يخلقُ بيئةٍ طاردةٍ ومُتوتِّرةٍ!.
هـ/ العراقُ، كما هو معروفٌ، دولةٌ ريعيَّةٌ من ناحيتَين؛
١/ إِعتمادهُ شبهِ المُطلق على البترول كمصدرٍ للدَّخل القومي.
٢/ إِنَّهُ دولةٌ مستهلكةٌ إِذ أَنَّ [٧٠٪؜] من الميزانيَّة العامَّة تشغيليَّة!.
للأَسف الشَّديد فلقد سمِع العراقيُّون الكثير من الكلام عن محاولات الدَّولة لاعتمادِ مصادرَ أُخرى للدَّخل القومي إِلّا أَنَّهم لم يلمِسوا لحدِّ الآن أَيَّة جديَّة أَو واقعٍ ملموسٍ في مثلِ هَذِهِ المشاريع!.
و/ ينبغي كذلك أَن تكون الدَّولة واضحةً في تبنِّيها لنوعِ النِّظام الاقتصادي المعمول بهِ! لأَنَّ الأَنظمِة الاقتصاديَّة مشوَّهة الهويَّة وهجينة تُربك الاقتصاد الوطني وتُعرقل التَّنمية وتُضيِّع الفُرص! فإِذا كانَ العراقُ يستعدُّ لدخولِ السُّوق فعليهِ أَن يتبنَّى قبل ذلك قوانينَ هذا النَّوع من الإِقتصاد العالمي ليكسبَ ثقة رأس المال العالمي من جهةٍ وليساعدَ نَفْسَهُ على الاستقرارِ الاقتصادي من جهةٍ ثانيةٍ وليُمكِّن نَفْسَهُ من المُنافسةِ من جهةٍ ثالثةٍ!.
٢/ نأملُ أَن يبذلَ النَّاخبُ قُصارى جُهدهِ لتحسينِ خياراتهِ عند صُندوق الإِقتراع في المرَّة القادمة ليُساهم بشَكلٍ مُباشرٍ في تحسين أَداء النِّظام السِّياسي وعلى مُختلفِ الأَصعدةِ ومنها الحالة المعيشيَّة للمواطن من خلالِ خلقِ فُرصِ عملٍ جديدةٍ وتوسيعِ دائرة الاهتمام بالجوانب الأُخرى من مصادر الاقتصاد كالزِّراعة والصِّناعة والتِّجارة وغيرها، الأَمرُ الذي يتطلَّب المزيد من الاهتمام بأَدوات كلِّ ذَلِكَ وأَقصد بها الكهرباء تحديداً!.
٣/ إِنَّ مستقبل كلَّ بلدٍ يُنظرُ إِليهِ من خلالِ النَّشء الجديد! فلا يمكنُ أَن نتخيَّلَ مُستقبلاً واعِداً لبلدٍ يعيشُ أَطفالهُ وشبابهُ حالةً مُزريةً بكلِّ معنى الكلمةِ وعلى مُختلفِ الأَصعدةِ! كما هو الحالُ الآن بالنِّسبةِ لأَطفالِ العراقِ وشبابهِ!.
ينبغي أَن تُطلق الدَّولة مشاريع إِستراتيجيَّة تنمويَّة شامِلة لتحسين حالة الأَطفال والشَّباب إِذا أَردنا أَن نُساعد في بناءِ مُستقبلٍ جديدٍ لهذا البلدِ!.
إِنَّ النشءَ الجديد يعيشُ تحدِّيات عظيمة تقف على رأسها التسيُّب المدرسي والمخدَّرات والفقر الذي يدفعهُم للانخراطِ في عصاباتِ الجريمةِ المنظَّمة أَو يكونوا ضحايا عِصابات الاتِّجار بالأَعضاء البشريَّة!.
٤/ إِنَّ أَوَّل شُروط تجنُّب عودة الإِرهاب هو أَن تتعلَّمَ حواضنهُ الدَّرس فلا تنخدعَ بهِ مرَّةً أُخرى فتعودُ تحتضنهُ وتُمكِّنهُ! فالثَّمنُ العظيمُ الذي دفعتهُ هذه الحواضِن ينبغي أَن يكونَ حلقةً في أُذُنِها حتى تتعلَّم ولا تكرِّر التَّجربة الفاشِلة! فالإِرهابُ ليس حلّاً ولا بديلاً ولا أَداةً من أَدوات السِّياسة أَبداً!.
٨ شباط ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here