اللبنانية د.مرعي فراشة الشعر وأنثى الحرية

بقلم:شاكر فريد حسن

اطلقت الشاعرة اللبنانية ابنة حارة صيدا، ديوانها الجديد الموسوم”أكتبك عطرًا”، الصادر عن دار “الابداع”للنشر والتوزيع، ويتألف من ١٠٠صفحة من الحجم المتوسط، ويضم بين ثناياه عددًا من القصائد النثرية التي تحاكي الحب والمرأة والانسان.

د.نورا مرعي تصلي في محراب الشعر وعالم الرواية، ترتشف اللغة وتنساب حروفها على ايقاع القصيدة، تغوص في بحر النعيم، وتتدفق احساسًا وحباً وعطرًا ووهجًا، تغار، تقاوم لغة الأقمار، وتسكب كؤوس النار، وتشعل بكاء الحبيب في انكسار، وتكتب نصها فوق شهوة القافية، وتشعل الكلمة وتتخذها عنوان الحياة.

نورا مرعي روائية وشاعرة لبنانية رقيقة ومميزة، ومعلمة للغة العربية، حاصلة على شهادة الدكتوراة بتقدير جيد جدًا من الجامعة اللبنانية عن اطروحتها”تنوع الدلالات في الرموز الثقافية نموذج من بدر شاكر السياب خليل حاوي أدونيس محمود دروش”.

نشأت نورا على حب القراءة والاطلاع الدائم، وأحبت جبران خليل جبران، وشغفت بالكتابة منذ الصغر، وتأثرت بمحمود درويش الذي حمل قضية وطنه في كل قصائده، وبكتابات نازك الملائكة، وصدر لها في مجال الشعر:”شظايا من الذاكرة، ونفحات أنثى، وشيء من هذا الوجع، وسلسلة تغريدات عشقية”، وفي مجال الرواية صدر لها:”هذا هو قدري، وستحبيني يومًا، ولا أخشى النسيان”.

ولنورا مشاركات واسعة وعديدة في الانشطة الثقافية والمهرجانات والأمسيات الشعرية داخل لبنان وخارجه.

ويأخذ الشعر كل مشاعرها وأحاسيسها، التي كتبت بها قصائدها،كما أخذ منها الروح التي فاضت جياشة عبر كل كلمة خطها يراعها، واعطتها الكثير من الوجود الانساني.

وتعكس كتابات نورا مرعي تجارب ذاتية، وتعبر عن المرأة وهواجسها ومعاناتها وشجونها، وعذاب حبها، وعما يختلج في ذاتها، وتغني للحبيب وتناجيه بمشاعر وعواطف ملتهبة، وتكتبه عطرًا.

والحب كما تقول نورا:”له مكانته الخاصة في قلبي، وهو موطن ابداعاتي، وروحي، وهو المتحدث الأول في كتاباتي وسبب غزارتها أيضًا، لذا كانت أولى محاولاتي الشعرية في فترة المراهقة، عندما اكتشفت أنني أمتلك خيالًا خصبًا وكتابة جميلة، وكنت كمثل فراشة أجوب من صفحة الى أخرى وأكتب باسم رفيقاتي حينًا وباسم الحب أحيانًا”.

وكابنة للوطن اللبناني، فلا يمكنها أن تعيش بعيدًا، أو مما يتعرض له من أزمات سياسية وغصات طائفية، فقلبها ينبض بحبه، ويراعها يحمل رايته، ويأخذ حيزًا في كتاباتها، ولكنه يبقى قليلًا أمام ما كتبته للحب، والبعد والشوق، باعترافها.

د.نورا مرعي تنتج مادتها الاساسية من خلفية معرفية وثيقة الصلة بالحياة والانسان، ونصوصها همسات ووجدانيات تومض في القلب ، وتنبثق في اللغة، وتتميز بالصدق والرهافة والعذوبة والرقة والتكثيف والايجاز والايحاءات والاستعارات، وعمق المعنى والدلالة وبروح التأمل، ولغتها واضحة شفافة سهلة، بدون تكلف وتعقيدات.

ومن أجواء قصائدها اخترت هذا النموذج بعنوان”عطش الحب”، حيث تقول:

والورقة عطشى الى حرف يجمعني بك…

والجمل قلقة من غيابك….

جائعة أنا الى نظرة منك…

فاملأ صباحي بشهية قهوتك…

بسحر النظرة الأولى والأخيرة

بنداء أخرس على قارعة عيد الحب…

قربني منك اسمًا ورسمًا

لأسمع وقع تمتماتك

كل القصائد جاهزة لاستقبالك

ألم يستهوك حرف النون سابقًا

ألم تكن تحن الى ثلاثيتي معك

نون وحب وجملة

تعلن بلا اخطاء

حكايتي معك…

فلا تحجر الحب المكتوب على جبينك

ولا تقتل تموز

يحتاج الى خصبي

لن تنتصر حبيبي

صدقًا

بلا نوري

لن تكون سوى حبيب مهزوم في الحب

صفر أنت من دوني

وواحكدة أنا معك

عند امتزاج الصباح باتصال التاء المربوطة…

بك

د.نورا مرعي تجربة ناضجة الأدوات الشعرية واللغوية، حفرت اسمها على أوراق الثقافة والأدب في لبنان والوطن العربي، فلها أسمى كلمات التقدير لحرفها ويراعها، ومزيدًا من العطاء والتألق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here