حرب جديدة متعددة الأطراف تبحث عن “ميدان مناسب”.. والعراق من بين الخيارات

يقول خبراء سياسيون إن مرحلة “تصفية الجبهات” الحالية تهيء لمرحلة متقدمة من الاشتباك العسكري في المنطقة، إذ بدأت ملامحا تتضح مع تحذير المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، العراقَ من مغبة شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400”.

ولوحت نويرت بقانون “مكافحة أعداء الولايات المتحدة” الذي قد يضم العراق إلى دول مستهدفة كإيران وكوريا الشمالية.

ويبدو أن الامتعاض الأميركي من بغداد، لم يبدأ بقضية الـ إس 400، فقد نشر موقع ديلي بيست تقريراً، في وقت سابق، تحدث عن خرق الجيش العراقي لعقد شراء دبابات “أم 1” عن طريق تسليمه بعضاً منها بشكل مباشر للحشد الشعبي وتحديداً كتائب سيد الشهداء، وحزب الله التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية.

ولا تذهب واشنطن في المقاطعة إلى النهاية، فقد أعلنت الخارجية الأميركية، عن برنامج لتدريب آلاف الجنود العراقيين ضمن مهام “خاصة”، كاشفة عن تدريب 130 ألف منتسب من القوات الأمنية العراقية، من أجل هزيمة تنظيم داعش.

وتحاول فصائل ما يُعرف بـ”المقاومة الإسلامية”، تقديم نموذج معقد يجمع بين ارتباطها أيديولوجياً بمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، وامتثالها للجنرال قاسم سليماني، والتزامها في الوقت ذاته بأوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية، لكنها تظهر مواقف متدرجة في التصعيد ضد الوجود الأميركي في العراق، الأمر الذي تقابله واشنطن بذات التدرج، والذي تجلى في التقرير الذي تحدث عن إعلان الجيش الأميركي اتخاذ إجراءات مشددة حول قواعده ومعسكراته في العراق، منها منع تواجد فصائل الحشد الشعبي في محيط القواعد لمسافة لا تقل عن 20 كيلومترا.

وتأتي التطورات الأخيرة بالتوازي مع تسخينٍ آخر على الجبهة السورية، فبعد الإعلان عن إسقاط الدفاعات السورية مقاتلةً إسرائيلية، تعلن تل أبيب أن مناورات أميركية إسرائيلية عسكرية واسعة، ستنطلق في الرابع من شهر آذار المقبل؛ لرفع الجاهزية الدفاعية، ما يفرض على العراق مجدداً حسم قراره بشأن طبيعة اصطفافاته خلال أي تصعيد عسكري مرتقب.

ويتساءل مراقبون عما إذا كان إعلان العبادي رفض العراق اتخاذ أراضيه منطلقاً لمهاجمة إيران سيكفي لتجنيب البلاد التحول إلى ميدان صراع عسكري دولي مرة أخرى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here