العراق سفينة في بحر هائج

نعم العراق سفينة في بحر هائج لا ندري الى اين الى قاع البحر ام الى شاطئ السلامة والأمان لا شك ان هذا يتوقف على ملاحي السفينة على ساسة العراق على قواه الوطنية المخلصة الصادقة
اذا توحدوا واجتمعوا وفكروا ووضعوا خطة واحدة وبرنامج واحد اساسها خدمة العراق والعراقيين ومنطلقها مصلحة العراق والعراقيين والتحرك وفق تلك الخطة والبرنامج بصدق واخلاص متنكرين تماما لمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ولسان حالهم يقول انا عراقي وعراقي انا والجميع تتنافس من اجل تطبيق وتنفيذ تلك الخطة وذلك البرنامج رافضين اي تقصير اي اهمال اي عدم اهتمام اي خطأ مهما كان نوعه وحجمه بل يعد كفرا بحق العراق والعراقيين ومثل هذا لا يصلح لان المرحلة التي نعيشها تتطلب مسئول لا يقصر ولا يهمل ولا يخطأ يعمل في اليوم 48 ساعة وليس 24 ساعة
وخلق مثل هذا المسئول صحيح ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا اذا توحد جميع المسئولين على خطة مسبقة وانطلقوا من مصلحة العراق والعراقيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب بكل اطيافهم واعراقهم واديانهم ومعتقداتهم وافكارهم
حيث اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان المسئول الذي ينطلق من مصلحة عشيرته طائفته قوميته منطقته على حساب مصلحة العراقيين الآخرين انه لص واول من يسرق يذل يقتل عشيرته طائفته قوميته منطقته لكنه وجدها وسيلة لتحقيق مآربه الخاصة وستار لتغطية خبثه وسوء نيته و تضليل وخداع هؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة واعتقد الصورة واضحة ولا تحتاج الى دليل وبرهان
فماذا حصل ابناء الشيعة والكرد والسنة وغيرهم خلال الفترة الماضية من تحرير العراق عام 2003 وحتى الان على يد دعاة الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية غير الفقر والحرمان وسوء الخدمات والموت والجهل والمرض في حين نراهم يعيشون حياة مرفهة منعمة بيدهم كل شي وكل شي في خدمتهم ومن اجلهم رواتب عالية وحمايات وقصور ومزارع وشركات وجعلوا من ثروة العراق مجرد كعكة خاصة بهم مهمتهم تقسيم هذه الكعكة في ما بينهم نعم تحدث خلافات بينهم لا من اجل مصلحة العراقيين وانما من اجل الحصة الاكبر من هذه الكعكة
وهكذا نرى هؤلاء المسئولين السياسيين الذين خدعوا الشعب وضللوه طيلة حكم الطاغية المقبور صدام سواء السنة او الشيعة او الكرد وغيرهم فهؤلاء جميعا مسئولون مسئولية كاملة وبالتساوي عن كل ما حدث ويحدث من فساد وارهاب وتخريب وسرقة للمال العام وسوء خدمات الكثير منهم خدعونا وأضلونا وصدقناهم بانهم فعلا كان هدفهم انقاذ العراق والعراقيين من وحشية وفساد صدام وزمرته العفلقية الطائفية والعنصرية وانهم سيتعبون من اجل راحة الشعب وسيشقون من اجل سعادة الشعب وسيجوعون من اجل اشباع الشعب وسيتخلون عن عوائلهم ومصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وينشغلون بعوائل الشعب بمصلحة الشعب ومنفعة الشعب
الا ان الامر اتضح لنا خلاف ما كنا نأمل ونتمنى حيث اثبتوا انهم لصوص وخلافهم مع الطاغية المقبور من اجل ان يحلوا بمحله ليسكنوا بقصوره والاستحواذ على ثروة الشعب من خلال الاستحواذ على كرسي الحكم
لا ننكر ابدا ان العراق بعد تحرير العراق والعراقيين في 2003 واجه هجمة ظلامية وحشية لا مثيل لها في تاريخه كانت تستهدف أخماد اي نقطة مضيئة وذبح اي عقل نير واي دعوة انسانية حضارية يقودها ال سعود وكلابهم الوهابية الظلامية داعش القاعدة وغيرها ومع ذلك لا يمكن اعتباره مبرر ابدا لهذا الفساد وسوء الخدمات وسرقة اموال الشعب والفوضى التي حدثت بالعراق
كان المفروض بالمسئولين العراقيين الذين استلموا الحكم بعد التحرير ان يدركوا هذه الحقيقة ويتوحدوا وفق خطة واحدة ويكون هدفهم خدمة العراق والعراقيين ولا هدف غيره الا ان المؤسف والمؤلم كان هدفهم خدمة انفسهم مما سهل لاعداء العراق من كلاب ال سعود وصدام اختراق العملية السياسية وتمكنوا من خلق الفوضى ونشر الفساد والارهاب والنزعات والحروب الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية
متى يعي ويدرك المسئولون ولو بعض المسئولين حالة العراق والعراقيين المزرية ويتخلوا عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ويتوجهوا لمصلحة العراق والعراقيين وانقاذ العراق من حالة الغرق والضياع التي يتعرض لها
متى يجلس بعض المسئولين من كل الاطياف والالوان وتندمج هذه الالوان والاطياف في لون واحد وطيف واحد هو الطيف واللون العراقي ويصرخوا صرخة واحدة لبيك يا عراق
اعلموا لا يمكن انقاذ سفينة العراق من الغرق الا اذا توحد العراقيين في لون واحد وطيف واحد هو اللون والطيف العراقي
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here