امريكا تفاجئ العراق بقرار لوقوع دبابات “ابرامز” بيد “ميلشيات ايران”

تقول مجلة فورين بوليسي إن الشركة الأميركية المعنية بإصلاح الدبابات أميركية الصنع من طراز “أبرامز إم1 أي1” سحبت العديد من أفرادها من العراق، وذلك بعد وقوع ما لا يقل عن تسع من هذه الآليات العسكرية المدرعة بأيدي المليشيات المؤيدة لإيران.
وتضيف المجلة -في تحليل حصري على لسان المراسل المستقل ديفد أكس- أن العديد من الدبابات العراقية الآن معطلة وتحتاج إلى صيانة، الأمر الذي يعرض الحملة المتواصلة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية للخطر.
ويقول المراسل إنه بينما انسحب تنظيم الدولة من مناطق واسعة كان يسيطر عليها في العراق، فإن مجموعات متنقلة من مقاتليه لا تزال تشن هجمات على القوات العراقية وحلفائها، مشيرا إلى أن هجوما شنه التنظيم قرب مدينة الحويجة منتصف الشهر الماضي أسفر عن مقتل 27 من عناصر المليشيات.
وعودة إلى الأسلحة الأميركية المباعة للعراق، فيقول أكس إن العراق اشترى من الولايات المتحدة 140 دبابة من طراز “إم1إس” في 2008، وزنة الواحدة منها 63 طنا، وذلك من أجل إعادة تجهيز بعض الوحدات المدرعة من قواته المسلحة التي كانت تستخدم سابقا آليات سوفياتية الصنع، والتي دمر الكثير منها التحالف الذي قادته الولايات المتحدة عندما غزت العراق في 2003.
وكجزء من عملية بيع الدبابات، سبق لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن توسطت في ترتيب يقوم بموجبه عمال من شركة جنرال ديناميكس لاند سيستمز -التى تقوم بتصنيع دبابات أبرامز- بصيانة دبابات العراق وإصلاح الأضرار التي تلحق بها جراء المعارك، وبتدريب ميكانيكيي العراق على إصلاح المركبات بأنفسهم.
ودفع الجيش الأميركي لشركة جنرال ديناميكس مبلغ 320 مليون دولار للعمل ابتداء من عام 2012.

يقول المراسل إنه في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2017 غادر معظم مقاولي شركة جنرال ديناميكس العراق بشكل مفاجئ.
وتنسب المجلة إلى أحد المقاولين القول إنه تم إبلاغهم بأن الحكومة الأميركية أغلقت البرنامج حتى استعادة الدبابات المفقودة، مضيفا أن العشرات من هذه الدبابات لا تعتبر جاهزة للمعارك، مما يعني انخفاضا كبيرا في القوة النارية للجيش العراقي.
ويضيف المراسل أن الدبابة من طراز “إم1إس” التي يكون طاقمها مكونا من أربعة أفراد وتكون مزودة بمدافع من عيار 120 ميلليمتر، كانت في غمرة القتال، وذلك عندما اجتاح تنظيم الدولة شمال غرب العراق في صيف 2014.
ويشير إلى أن تنظيم الدولة استولى على عدة دبابات من هذا الطراز، الأمر الذي أجبر الطائرات الحربية الأميركية على استهدافها بالقصف.
ويضيف أن المتحدث باسم قوات التحالف لمواجهة تنظيم الدولة العقيد ستيف وارن احتفل في أبريل/نيسان 2016، بطاقم إحدى الدبابات من هذا الطراز تحت اسم “الوحش”، وذلك قبل مشاركتها في قتال عنيف في مدينة هيت (غربي العراق).
وفي مطلع عام 2015، ظهرت تسع دبابات على الأقل من طراز “إم1” بأيدي المليشيات الموالية لإيران، التي تقاتل ضد تنظيم الدولة إلى جانب الجيش العراقي.
كما أظهر شريط فيديو تم نشره في يناير/كانون الثاني 2015 دبابة من طراز “إم 1” ترفع علم كتائب حزب الله، التي تصنفها الولايات المتحدة جماعة إرهابية.
وأظهر مقطع فيديو آخر في فبراير/شباط 2016 دبابة من الطراز ذاته ترفع علم كتائب سيد الشهداء، وهي مليشيات أخرى لها صلات بإيران.
وفي فبراير/شباط 2018 اعترف الجيش الأميركي ووزارة الخارجية الأميركية أخيرا بأن القوات المؤيدة لإيران كانت تمتلك دبابات من طراز “إم1 إس”، حيث استولت عليها من تنظيم الدولة، وذلك وفقا لما ذكره متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية للمجلة.
كما شاركت دبابة من طراز “إم1” مع قوات مدعومة من إيران ضد قوات كوردية مدعومة من الولايات المتحدة، وذلك في مدينة كركوك في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
ويقول المقاول إنه لم يمض وقت طويل حتى ظهرت المركبة المحترقة في منشأة جنرال ديناميكس في العراق.
وقال المقاول العام لجنرال ديناميكس أواخر فبراير/شباط إن دبابتين فقط من طراز إم1 لا تزالان مجهولتي المصير.
لكن عودة سبع دبابات من أصل تسع مفقودة لا تبدو أنها كافية لإرضاء وزارة الخارجية البنتاغون.
وأما من الناحية الفنية، فإن اتفاق الجيش الأميركي مع الجيش العراقي لتوفير المقاولين للحفاظ على الدبابات لا يزال ساري المفعول.
وقال متحدث باسم التحالف للمجلة إن برنامج صيانة الدبابات من طراز “أبرامز إم1” لقوات الأمن العراقية لا يزال نشطا حاليا، ولا توجد خطة لوقفه في المستقبل القريب.
لكنه أضاف أنه لا يوجد سوى عشرة موظفين من جنرال ديناميكس في العراق ضمن هذا البرنامج، وأن مهمتهم الوحيدة هي صيانة عشرات الدبابات المتضررة في المعارك الموجودة قيد التخزين.
ورفض متحدث باسم جنرال ديناميكس التعليق، بينما لم تستجب السفارة العراقية في واشنطن على طلب للتعليق في هذا السياق أيضا.
وأعرب المقاول عن اعتزازه بعمله في العراق، مضيفا أن الجيش العراقي لا يمكنه صيانة هذه الدبابات دون مساعدة أميركية، وأن نحو نصف ما لدى العراق من دبابات من هذا الطراز تحتاج إلى صيانة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here