نيجيرفان البارزاني يخطو نحو الألف ميل

حسن سنجاري

لو تتبعنا مسار العلاقات السياسية بين حكومة بغداد وإقليم كوردستان العراق بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر المنصرم , وإفتعال الأزمة بحجة تطبيق سلطة الأمن والقانون كما يدعون , وفرض الحصار الاقتصادي ونيتهم المبيتة بإمكانية هيكلة الأقليم والتعامل مع المحافظات في سابقة خطيرة وخرق فاضح لبنود الدستور العراقي لكانت تسير نحو الهاوية , وعليه تحركت الدبلوماسية الكوردية بقيادة السيد نيجيرفان البارزاني رئيس وزراء الأقليم لإحتواء الأزمة والخروج بنتائج إيجابية تخدم مصلحة الكورد وكوردستان بحنكة وحكمة القيادي في إدارة الأزمات , والتعامل مع الملف الساخن ببرود أعصاب وهدوء ممزوج بسعة الصدر وإتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب من خلال تصريحاته الإعلامية وإستعداد الإقليم لحلحلة المشاكل العالقة تحت سقف الدستور العراقي دون إنتقائية .

فلقد نجحت الدبلوماسية الكوردية من الإنفتاح على العالم الخارجي من خلال لقاء سيادته برؤساء وممثلي الدول الاوربية بعد زيارات الى المانيا وفرنسا والفاتيكان رغم فرض الحصار وغلق المطارات وحضوره الشخصي في المؤتمرات الدولية في دافوس الاقتصادي ومنتدى ميونشن الأمني وكسب ثقة وعطف المحفل الدولي تجاه مظلومية أقليم كوردستان , وأحقية القضية الكوردية .

فنعم القيادة ونعم الخطوة التي خطاها ليفتح آفاق المستقبل المشرق أمام أقليم كوردستان , وإعادة العلاقات الكوردية الاوربية الى سابق عهدها , قبل فرض الحصار الاقتصادي , ورضوخ حكومة بغداد لضغوط الدول الكبرى وخاصة فرنسا التي كانت لها اليد الطولى في الموافقة على إفتتاح مطاري أربيل والسليمانية بوجه الملاحة الجوية , وتنفيذها لبنود إتفاقية شيكاغو للطيران المدني , حيث كانت الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح تطبيقاً للمثل القائل ( مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ) , لتبدأ النوارس من التحليق مجدداً فوق سماء كوردستان مغردة بأعذب الألحان تزامناً مع الإحتفال بالعيد القومي للشعب الكوردي في الحادي والعشرين من آذار وأيقاد النيران فوق قمم جبالنا الشماء معلنة النصر على الطغاة والعيش بحرية وسلام بعد معاناة من ظلم الجبابرة على مدى قرون من الزمن .

نعم لقد إنتصرت القيادة الشابة في أول خطوة تحسب لها , وستخطو نحو إنتصارات أكبر من أجل إعادة الحقوق المسلوبة نتيجة لخرق حكومة بغداد للدستور العراقي ومن أهمها عدم تطبيق المادة (140) الخاصة بكركوك والمناطق المتنازع عليها , وستمضي بخطوات أخرى رصينة وعيون شعبنا الكوردي ترنو لمستقبل زاهر ينتظر إقليم كوردستان لوضع اللبنة الأساسية لإعادة وإعمار البنى التحتية في إقليم كوردستان باشراف مباشر على يد مهندس البناء والإعمار ( نيجيرفان البارزاني ) لتضاهي مصافي الدول المتقدمة , ويشار لها بالبنان ويشهد لها العدو قبل الصديق , فسدد الله خطاه للخير ولخدمة للكورد وكوردستان .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here