السلطة لم تعد “حكرا” على الاحزاب المتنفذة في كردستان.. كيف ستؤثر ازمة كركوك على حظوظ المتنافسين الكرد؟

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية، المقررة في 12 ايار المقبل، يدخل الصراع والتنافس على اشده بين مختلف الكتل السياسية، واقليم كردستان ليس ببعيد عن ذلك الصراع، فهناك مجموعة كبيرة من الاحزاب دخلت على خط التنافس هذه المرة بوجوه جديدة واحزاب ولدت من رحم احزاب اخرى، اذ لم تعد السلطة حكرا على الاحزاب المتنفذة في الاقليم كما كانت في السابق.

ولعل ابرز الاحزاب التي تعرضت للانشقاق، وولدت من رحمها احزاب جديدة، هي الاتحاد الوطني الكردستاني، فقد اُسست حركة “التغيير” منه برئاسة الراحل نوشيروان مصطفى الذي كان قياديا في الحزب، تبعه بعد ذلك نائب الامين العام برهم صالح، الذي اسس تحالف “العدالة والديمقراطية”، بينما تشكلت احزاب اخرى في السليمانية معقل الاتحاد الوطني.

حزب طالباني “أكبر الخاسرين”

تصف بعض الاوساط السياسية الكردية، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بأنه اكبر الخاسرين، خاصة بعد اتهامه بـ”التواطئ” مع الحكومة الاتحادية في بغداد وتسليمها محافظة كركوك، عقب احداث 16 اكتوبر 2017.

الصحفي صلاح بابان تحدث لـ”بغداد اليوم”، قائلا: “مصطلح أكبر الخاسرين لا يمكن تطبيقه على الاتحاد الوطني الكردستاني لكونه حزب عريق يمتلك قاعدة جماهيرية وشعبية كبيرة جداً وهو صاحب أكبر عدد شهداء للقضية الكردية، إلا أن الإنعكاسات السياسية والتنافر الحزبي الذي ظهر على الواقع السياسي الكردي في اقليم كردستان بالآونة الأخيرة بالتأكيد سيكون له انعكاس سلبي على كل الأحزاب السياسية الكردية وليس الاتحاد الوطني فقط”.

ويضيف بالقول: “وفيما يخص الاستفتاء والانشقاقات، الاتحاد الوطني الكردستاني لا يتحمل نتائج الاستفتاء لوحده فقط وانما كل الأحزاب الكردية تتحمل ذلك لكونها شاركت في قرار اجراء الاستفتاء، بل ان هناك أحزاب كانت مسيطرة على مناطق بأكمالها إلا أنها بعد الاستفتاء خسرت هذه المناطق كما في نينوى، لذلك فأن نتائج الاستفتاء لن تؤثر على شعبية الاتحاد الوطني”.

ويعمل الاتحاد الوطني جاهدا في اقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها للحفاظ على عدد المقاعد التي حصل عليها او ان تكون نسبة الخسارة ضئيلة على اقل تقدير.

القيادي في الاتحاد الوطني ومسؤول مركز تنظيمات الحزب في مخمور رشاد كلالي، اكد ان “الجماهير تعرف اين تضع اصواتها، لذلك فأننا نثق بجماهيرنا ولن تخذلنا”، مبينا لـ”بغداد اليوم”، أن “الاحزاب الجديدة ليس بمقدورها ان تجاري تاريخ طويل من النضال للاتحاد الوطني”.

وتابع كلالي: “في المناطق المتنازع عليها وضعنا جيد رغم اختلاف موازين القوى بعد 16 تشرين الاول لكن المواطن الكردي في تلك المناطق لديه الثقة بالحزب ولن نكون اكبر الخاسرين في الانتخابات المقبلة”.

نهاية المتنفذين

اما المواطن الكردي الذي يعاني من ازمات متعددة فيبدو انه غير مكترث للانتخابات او ممتعض من سيطرة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، ويعتبرهما سببا لجميع مشاكل الاقليم.

خليل فخري، الذي يعمل سائق تكسي في السليمانية، قال ان “دور الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي يجب ان ينتهي لانهم فشلوا في ادارة السلطة وجميع الازمات المالية تتحملها تلك الاحزاب”، مشيرا في حديثه لـ”بغداد اليوم”، الى ان “الاتحاد الوطني تخلى عن السليمانية وعن معاناة اهلها واكتفى بالامتيازات المالية لقياداته”.

اما ريبوار احمد، المعلم في احدى مدارس السليمانية، فقد اوضح لـ”بغداد اليوم”، ان “الوجوه الجديدة والاحزاب التي تشكلت حديثا يجب ان تعطى فرصة لتتمكن من اثبات وجودها لان احزاب السلطة في الاقليم ومنها الاتحاد الوطني فشلوا فشلا ذريعا وتسببوا بازمات الاقليم الداخلية والخارجية، ونحن على مدى 3 سنوات نعاني من ازمات مالية وعدم توزيع الرواتب وقادة الحزب يتمتعون باموال بيع النفط”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here