وداعا ايها الشامخ الخالد( عادل مراد)

اليوم غادرتنا الشخصية النضالية الوطنية الشامخة والجريئة المغفورله عادل مراد …ذلك الانسان المتواضع …المناضل بدون انقطاع منذ نعومة اضفاره والى مماته ….الذي بدأ حياته النضالية منذ اواسط الستينات من القرن الماضي كادرا وثم قائدا للحركة الطلابية الكوردستانية (اتحاد طلبة كوردستان)…ذلك الاتحاد الذي بفضل نضالاته وتضحيات الى اواسط السبعينيات,
كان رافدا مهما لرفد الحركة التحررية الكوردية بمختلف اجنحتها واحزابها والى يومنا هذا بابرز كوادرها وقادتها …وبعد مؤامرة الجزائر المشؤومة أبى المناضل الصنديد ان يستسلم للواقع المٌر بل استمر في نضاله الدؤوب شاحذاٌ همم الكثيرين من رفاقه في المضي بالثورة الكوردية الى النهاية, فتوجه الى سوريا ملتحقا بالقائد مام جلال ورفاقه مشكلا الاتحاد الوطني الكوردستاني في حزيران 1975 ومتحملا عبأ المسؤوليات العظام في تلك المرحلة الحساسة بتامين الاتصالات مع الاحزاب والشخصيات العربية سواءا المؤيدة للحقوق الكوردية او المناهضة للنظام العفلقي ,وتجهيز المستلزمات اللوجستية الضرورية لاطلاق شرارة الثورة في جبال كوردستان ومنها تسهيل وصول المفارز الاولى الى كوردستان عبر الحدود مع غرب كوردستان وجمع الاموال والمؤن و شراء أول اذاعة من السويد وتامين ايصالها الى سوريا ثم منطقة ناوزنك في كوردستان لتصدع بصوت مذيعها فرهاد سنكاوي الجهوري (هنا صوت كوردستان العراق) ….ومنذ وصوله الى كوردستان شتاء عام 1979استمر في نضاله في اعلام الاتحاد الوطني ومن ثم تنفيذ كل المهام التي كلف بها بأكمل وجه وتفاني وأخلاص وزهد الى ان تسلم اخر منصب له في قيادة المجلس المركزي للاتحاد الوطني بتكليف شخصي من الراحل مام جلال ….
كان كاك عادل يتميز بشخصية فريدة خاصة وساحرة ….كان مفاوضا من الطراز الفريد ملما بأسلوب المناورات السياسية المبدئية وقوة اقناع لا نظير له قاد الحركة الطلابية في السبعينيات في بغداد في وقت كان الصراع محتدما بكل قوة بين القيادة الكوردية وسلطات البعث بعد اتفاقية اذار بدرجة ان صيت ووجود اتحاد طلبة كوردستان ونشاطاته في الجامعات العراقية وثانويات بغداد كان يطغي على صيت ونشاطات اتحاد السلطة انذاك (الاتحاد الوطني)… استطاع ان يبني علاقات قوية مع كل الاتحادات الطلابية العربية التقدمية مثل الحركات الطلابية الفلسطينية وبالذات مناصري الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحتى انه كان يكلفنا بطبع الأدبيات باجهزة الرونيو التابعة للاتحاد ليلا وبشكل سري بعيدا عن أعين السلطة التي كانت تعادي بشكل او باخر ذلك الفصيل نظرا لمواقفه التقدمية والمؤيدة لحركة شعب كوردستان قاطبة (وقد لعبت تلك العلاقات لاحقا دورا كبيرا في تلقي المساعدات والعون الكبير لكوادر الاتحاد الوطني بل وحتى للكوادر النضالية في كافة اجزاء كوردستان ومنها حزب العمال الكوردستاني ابان تاسيسهما في لبنان وسوريا ) ….
كاك عادل كان شجاعا وجريئا في مواقفه التي كانت حتى تختلف وتتقاطع احيانا مع مواقف التحاد الوطني المعلنة خاصة مع الاحزاب الكوردستانية او حتى مع الجهات المتنفذة في بغداد…. كان يؤمن بان مجاملة بعض الاطراف الكوردستانية سيفقد الاتحاد رياديته ودوره التاريخي و بأن التعنت مع بغداد لا يصب في مصلحة الكورد بل بالعكس ان الابتعاد عن بغداد يضٌر بالمصلحة العليا للكورد ولكل حادث وحديث أوانه المناسب …
كان زاهدا متواضعا لا يحب الشهرة والاضواء…اتذكر قبل عام حينما التقيناه مع بعض الاخوة من العرب المناضلين ممن ساعدونا في الماضي بتوصيل اول بيان بتاسيس الاتحاد الوطني من سوريا الى العراق صيف عام 1975…وكان هناك عدة مقابلات تلفزيونية في تلفزيون شعب كوردستان كرست لهذه المناسبة ابى ان يظهر في البرنامج قائلا بانه انما كان يؤدي واجبه النضالي ليس الا, رغم انه هو الذي التقى بهؤلاء الاخوة في دمشق مع الراحل مام جلال, عن طريق احدى المنظمات الفلسطينية وعمل على تسليمهم البيان الاول (الاتحاد الوطني لماذا)…..
كان شجاعا في تقبل مصيره المحتوم بسبب مرضه العضال الذي الٌم به منذ سنين وعند اخر لقاء بي معه في منزله قبل سنة تقريبا كان يحثني بكتابة المقالات حول كركوك وحقوق الكورد المهضومة متأسفا لتلكؤ واهمال القيادة الكوردية للمادة 140 حينما كان يتحدث عن مرضه يقول بكل بساطة وتجردوكانه يتحدث عن شخص اخر, ان عمره محدود لايتعدى سنة واحدة !!!!…
نم قرير العين ايها المناضل الشهم فقد ابليت بلاء حسنا يمجده الاجيال بكل فخر واعتزاز.
الرحمة لروحك الطاهرة وعزاؤنا لانفسنا ولاهلك وذويك
فقدانك خسارة كبيرة للكورد وكوردستان
صفوت جباري
17 ايار 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here