الفساد يتفاقم والفاسدون يزدادون ما هو السبب

نعم الفساد يتفاقم ويزداد ويتسع في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة كما ان الفاسدين يزداد عددهم وتزداد قوتهم ونفوذهم وتصبح لهم الكلمة العليا الآمرة الناهية وتصبح لهم السطوة النافذة حتى اصبح النزيه الامين الصادق لا حول له ولا قوة ليس امامه الا الانخراط في جوقة الفساد والرذيلة او العزلة وتقديم استقالته والويل له اذا اشار الى الفساد والفاسدين مجرد أشارة سيكون مصيره الموت لانه لا يجد من يحميه من يدافع عنه ليس هذا بل بأسطاعة الفاسدين ان يتهموه بفسادهم وموبقاتهم ويحكمون عليه بالاعدام بالسجن بالطرد حسب رغبتهم لما يملكون من مال ونفوذ وقوة والويل لمن يقف امامهم ويقول لهم على عيونكم حاجب
فالفساد اصبح في العراق ليس مجرد شخص واحد اثنين يتعاطون الرشوة في دائرة في وزارة وبشكل خفي بل اصبح للفساد شبكات عصابات احزاب قوية ومتنفذة وتتحرك هذه العصابات هذه الشبكات هذه الاحزاب وفق خطة موضوعة مسبقا ووفق برنامج خاص بها لهذا نرى الفساد يتطور ويتسع وعدد الفاسدين يزداد حتى اصبحوا من المبدعين في اساليب الفساد قيل ان ابليس اخذ يتباهى بهم ويفتخر ويقول كنت قد غسلت يدي من البشر وطلبت من ربي ان يرفعني اليه لان البشر بشكل عام اخذوا يتوجهون اليك ولم يعد لي قوة على قهرهم الا ان فساد الفاسدين في العراق غير موقفي وشكر الفاسدين في العراق وقال عفية ابنائي بيضتم وجهي وعدتم ثقتي وزرعتم التفاؤل في قلبي

وهكذا اصبح الفساد هو الفضيلة والشرف واذا اردنا ان نذم الشخص ونهينه نقول له انك لست فاسدا لست لصا لست محتالا لهذا اصبح الفساد وسرقة اموال الدولة بشكل علني وبتحدي وقوة وبدون خوف ولا خجل بل نرى الشريف المخلص خائفا خجلا يتوارى عن الانظار خشية ان يتهمه احد بالشرف والامانة والنزاهة وعقوبته الطرد السجن او الاعدام هذه هي حال العراق بعد التحرير في 2003 في عصر الحرية وتحرير العقل لا يعني ان هذا الفساد وهذه الموبقات التي اصبحت واضحة للعيان غير موجودة ما قبل التحرير في عصر العبودية واحتلال العقل بل كل ما نراه من فساد ورذيلة كانت موجودة الا انها كانت مخفية وغير واضحة حتى الذي يراها ويسمعها لا يمكنه ان يقولها

يا ترى ما هو السبب في ذلك
السبب الاول والرئيسي هو ضعف الحكومة وعدم اهتمامها بحالة الفساد التي تتفاقم وتزداد وزيادة عدد الفاسدين وعدم اتخاذها اي اجراء حتى ولو من باب التخويف بل تركت الامر على عواهنه كما يقولون فكثير ما تشير الى ذلك وكأن الهدف منه هو تنبيه هؤلاء الفاسدين الى عدم التمادي في الفساد وسرقة المال العام ولو دققنا في حقيقة هذه التصريحات لاتضح لنا الغاية منها حماية هؤلاء الفاسدين والدفاع عنهم
فهذا رئيس الوزراء في الأيام الاولى لرناسته اعلن انه كشف اكثر من 50 الف فضائي في مجموعة من الجيش العراقي كيف لا ندري كيف كشفهم لم يوضح ذلك وسألنا انفسنا في هذه المجموعة 50 الف فضائي يا ترى كم عدد الفضائيين في كل مجموعات الجيش الشرطة الامن لا شك سيكون العدد كبير جدا
وهنا نسأل السيد رئيس الحكومة من هم هؤلاء الفضائيين اسمائهم عناوينهم من ورائهم من رتب لهم هذه الحالة لا شك هناك شخصيات مهمة ومقامات كبيرة في الدولة ما هي الاجراءات التي اتخذتها ضد هؤلاء ولماذا اشرت الى الفضائين في هذه المجموعات ولم تشر الى الفضائين في المجموعات الاخرى لا شك انك لا تملك القدرة الشجاعة على كشف الفاسدين واللصوص فمن الطبيعي لا قدرة لك على معاقبة اللصوص والفاسدين
كما ان السيد رئيس الوزراء في احد خطبه قال هناك مجموعات تستولي على الاراضي التابعة للدولة وللمواطنين والاستحواذ عليها وبيعها للمواطنين
السؤال من هذه المجموعات ما هي الاجراءات التي اتخذتها ضد هؤلاء رغم ان هذه المجموعات معروفة للقاصي والداني ولو نسأل ابسط مواطن لقال لك من هذه المجموعة وما هي اسمائهم والى اي جهة ينتمون وفي اي منطقة يسكنون الا ان رئيس الحكومة لا يملك اي شجاعة في هذا الشأن و الشعب العراقي المسكين الذي لا حول ولا قوة هو الضحية
وصرح رئيس اللجنة الامنية في البرلمان العراقي خلال زيارته لاحد المراكز الكمركية العراقية قال اكتشفت ان مدير هذا المركز ما يحصل عليه خلال شهر عن طريق الرشوة اكثر من 50 مليون دينار هذا ما يحصل عليه المدير لا ندري هل اكتشف رئيس اللجنة الامنية ما يحصل عليه نائب المدير الموظفين الذين معه كم يحصلوا ليته يوضح لنا مقابل اي شي يقدم له هذه الاموال لا شك مقابل ذبح العراقيين وتدمير العراق هل هناك شك
السؤال ما هي الاجراءات التي اتخذتها يارئيس اللجنة الامنية هل احيل الى القضاء هل طرد لا طبعا ربما طمطمت القضية انا نص وانت نص
السبب الثاني هو السماح لعبيد صدام وخدمه الاستمرار في العمل وهؤلاء كانوا فاسدون في زمن الطاغية في زمن العبودية وبعد صدام طوروا هذا الفساد وابدعوا في تطويره
واخيرا نقول لا يمكن القضاء على الفساد والفاسدين الا بمايلي
اولا وضع عقوبات صارمة اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة بكل فاسد مهما كان نوع قضية الفساد التي ارتكبها
ثانيا ابعاد عبيد وخدم صدام لان العبد لا يمكننا ان نطمئن اليه فطبيعته الفساد والرذيلة الا اذا غسل دمه وضمير وعقله من عبودية صدام
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here