تدخُّل أميركي لتأمين طريق بغداد ــ كركوك بعد عجز القوّات العراقيّة

بغداد/ وائل نعمة

تجدد الأمل بالعثور على الرهائن الستة الذين اختطفهم داعش أحياءً، بعد الإفراج عن 4 مخطوفين في حادثة مشابهة جرت قبل أسبوع في جنوب كركوك، يُعتقد أنهم كانوا محتجزين لدى التنظيم المتطرف أيضاً.
وعلى خلفية الحادث الذي دفع رئيس الوزراء الى الاجتماع مع خلية حكومية مصغرة للوزارات الامنية، تشير معلومات عن دخول القوات الاميركية على خط الأزمة، بالتنسيق مع جهات عراقية لحماية طريق بغداد- كركوك الذي شهد عدة حالات خطف خلال الاشهر الماضية.
وأفادت القيادة العسكرية أمس بأنها نفذت اعتقالات في ما يتعلق بخطف الرجال الستة، لكنها لم توضح ما إذا تمّ العثور على الرهائن، فيما أكدت حكومة كربلاء التي تعرّفت على 3 من المختطفين، أنها لم تتلقّ أية معلومات جديدة بشأن الحادث.
وتنتهي اليوم الثلاثاء، مهلة الـ3 أيام التي حددها للحكومة التنظيم الإرهابي للإفراج عن الرهائن الستة الذين ظهروا على شريط فيديو بثته جهات مقربة من التنظيم، حيث اشترط التنظيم في المقطع التسجيلي للإفراج عن المختطفين إطلاق سراح سجيناته في المعتقلات العراقية.

داعش يُفرج عن مختطَفين
في غضون ذلك كشف إدريس عادل مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في داقوق، جنوب كركوك، عن الإفراج عن 4 عمال عرب كانوا برفقة أحد شيوخ الطائفة الكاكائية قبل أن يخطفهم داعش قبل أكثر من أسبوع.
وقال عادل في اتصال مع (المدى) أمس إن”المخطوفين الأربعة عادوا فجأة إلى منازلهم في قرى داقوق، بينما الشخص الخامس وهو شيخ الطائفة فرهاد آغا لم يعد”. ولا يعلم المفرج عنهم، بحسب المسؤول الكردي، المكان الذين كانوا يتواجدون به أو أية معلومات عن الشيخ آغا.
وكان العمال المفرج عنهم يعملون مع شيخ الكاكائية في حصاد الزرع في إحدى قرى داقوق حين تم اختطافهم من قبل مسلحين. ويعتقد النائب عن كركوك شوان داوودي ان عمليات الاختطاف في مناطق جنوب كركوك تهدف الى”إفراغ تلك المناطق من السكان الكرد”.
ويتوقع داوودي في تصريح لـ(المدى) أمس أن”عمليات الخطف وراءها أجندات سياسية وليس من تنفيذ داعش”. واعترف داعش في بيانات نشرت على مواقع دعائية تابعة للتنظيم بخطف 17 شخصاً على الطريق بين بغداد وكركوك، بينهم الرجال الستة الذين ظهروا في المقطع التسجيلي الأخير.
بدوره يقول مروان الجبارة، أحد شيوخ عشائر شرق تكريت، إن”المخطوفين الستة حالفهم الحظ إذ سمع الجميع بقصتهم”، مبيناً أن هناك”العشرات تم اختطافهم في نفس المنطقة ولم يعرف عنهم أحد”
وأضاف الجبارة في اتصال مع (المدى) أمس”طالبنا مراراً وتكرراً الحكومة والقيادات العسكرية بمعالجة مناطق حوض حمرين، الواقعة الى الشرق من تكريت والرابطة بين كركوك وديالى، لكن لا أحد يسمعنا”.
وتطلق على تلك المساحات بـ”النهايات السائبة”لـ3 قيادات عمليات عسكرية هي (صلاح الدين، سامراء، وشرق دجلة)، ترمي إحداها بمسؤولية حماية المنطقة على الأخرى. وأمس كانت صفحات على فيسبوك قد نوهت بوجود سيطرة وهمية هناك بقيت 45 دقيقة.

أميركا تدخل على الخط
في المقابل كشفت مصادر أمنية في كركوك عن وجود خطة عسكرية جديدة لحماية الطريق، وقال مصدر أمني لـ(المدى) أمس طلب عدم نشر اسمه إنّ”اجتماعاً جرى مؤخراً بين قوات التحالف والبيشمركة والقوات الاتحادية لوضع حد للهجمات المسلحة في مناطق جنوب كركوك”.
وذكر مركز الإعلام الأمني، التابع لقيادة العمليات المشتركة، أنّ قوة استطاعت إلقاء القبض على عدد من”عناصر عصابات الإرهاب والجريمة”التي لها صلة بحادثة الاختطاف الأخيرة على طريق كركوك.
وقال بيان المركز الأمني يوم أمس، إنّ التحرك الأخير جاء على ضوء الاجتماع الذي تم ليلة أمس مع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وقادة الاجهزة الأمنية والاستخبارية، فقد اتخذت خلاله عدة إجراءات وأوامر لتشكيل عمليات خاصة لحماية المواطنين وتأمين الطرق من عصابات الإرهاب والجريمة”.
إلى ذلك نفى قائد قيادة قوات فرض القانون في كركوك اللواء معن السعدي، أمس الإثنين، اشتراك قوات تابعة للقيادة بواجب أمني خارج المحافظة، بعد معلومات تسربت بهذا الشأن وأشارت إلى أن القوة تبحث عن المختطفين الستة.
وقال البيان إن”الأنباء التي نشرت عن اشتراك أي قوة من القيادة في أي واجب خارج مدينة كركوك، عارية عن الصحة”، وأضاف إن”قطعات القيادة الثانية مسؤوليتها حماية مركز مدينة كركوك”، لافتاً الى أن”كل ما يحدث خارج مركز المدينة يعتبر خارج نطاق مسؤولية القيادة”.
وكان العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، قد قــــــــال يوم الأحد لـ(المدى) إنه شاهد شريط الفيديو الذي يظهر فيه الرهائن الستة، وان هناك عمليات جارية في المنطقة للوصول الى مكان الرهائن.
وأكد رسول ان القوات تأمل العثور على المختطفين قبل انقضاء مهلة الثلاثة أيام، فيما أشار الى أن ليس من واجبات العمليات المشتركة إجراء”مفاوضات مع الخاطفين”.

“انقذوا بابا”
وبدأ العديد من المهتمين بقضية المخطوفين الستة بإرسال رسائل نصية على هواتف عدد من المسؤولين بينهم رئيس الحكومة حيدر العبادي، للضغط عليهم في الإفراج عن الرهائن.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أول من أمس أرقام هواتف رئيس الوزراء ووزير الداخلية قاسم الأعرجي ومحافظ كربلاء عقيل الطريحي، وطالبوا الجمهور بالاتصال على تلك الهواتف وحث المسؤولين على الإسراع بالافراج عن المخطوفين.
وانطلق العشرات من الناشطين على مواقع التواصل، تحت هاتشاك”انقذوا بابا”حملة واسعة لدعوة الحكومة والقيادات الامنية الى إنقاذ الرهائن، كما عرضوا صور أطفال المخطوفين وهم يناشدون الحكومة، فيما تطوع عدد من الشباب بأن يكونوا محتجزين لدى داعش بدلاً من آباء الاطفال المخطوفين في محاولة للضغط على المسؤولين.
والشباب الثلاثة المخطوفون من كربلاء، اثنان منهم من عائلة واحدة فيما الثالث صديقهم كان يرافقهم في رحلة الى أربيل لشراء سيارة، وهم جميعا متزوجون ولديهم اطفال وينحدرون من عائلات فقيرة تسكن في منطقة شعبية وسط المدينة.
في المقابل قال ماجد المالكي، عضو مجلس محافظة كربلاء، إن”الجميع هنا يسمع عن أن القوات الأمنية عثرت على الخاطفين، لكن لا يوجد شيء رسمي حتى الآن”.
وأكد المالكي في اتصال مع (المدى) أمس أن”ذوي المخطوفين مازالوا يحاولون في كل الاتجاهات في محاولة لإنقاذ أبنائهم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here