همسات :مهاتير.. أكبر زعيم منتخب في العالم!

حسين عمران

ايار الماضي ، لتعلن النتائج في العاشر من ايار الماضي بفوز ساحق لزعيم العارضة السياسي المخضرم مهاتير محمد البالغ من العمر 92 عاما ليكون بذلك اكبر زعيم منتخب في العالم يفوز في الانتخابات!.
وفي سطوري أعلاه، ربما لم ينتبه البعض الى النقطتين المهمتين اللتين قصدتهما في بداية همساتي، الأولى فوز المعارضة البرلمانية، والثانية سرعة اعلان النتائج!.
وحينما نربط انتخابات ماليزيا، مع انتخاباتنا، نرى البون الشاسع بينهما، أولا انتخابات ماليزيا جرت الأربعاء 9 أيار لتعلن النتائج الخميس 10 أيار، وانتخاباتنا جرت في 12 أيار والنتائج لم تعلن بعد، وربما تحتاج الى نحو شهر آخر لإعلانها، إذا ما علمنا أن طعوناً عديدة ستقدم بعد ظهور النتائج المؤمل إعلانها بعد أسبوع من بدء الفرز اليدوي.
هذا أولا، أما ثانيا فهي فوز المعارضة البرلمانية في الانتخابات، ونحن والحمد لا وجود لـ “المعارضة” عندنا، لسبب بسيط وهو ان كل الكتل السياسية تبحث عن حصتها من “الكيكة”، وإذا ما اختارت أية كتلة “المعارضة” فهذا يعني حرمانها من “الكيكة”، و”الكيكة” التي نقصد هي الوزارات والهيئات والمناصب التي توزع بين الكتل السياسية حسب استحقاقها الانتخابي، والشيء المريب الأكثر غرابة هو التحالف الأكبر الذي سيتشكل تحت قبة البرلمان، والذي سيأخذ على عاتقه مهمة تشكيل الحكومة، هذا التحالف يبحث عن من يتحالف معه ليكون الكتلة الأكبر، ومن يرغب بالتحالف معه يبحث أولا عن نصيبه من “الكيكة” قبل إعلان موافقته على التحالف، ومن هنا نرى ان لا معارضة برلمانية عندنا مع وجود “الكيكة”!.
لكن تعالوا نتحدث عما فعله مهاتير بعد فوزه بالانتخابات!.
خلال الحملة الانتخابية تعهد مهاتير بالقضاء على الفساد، وأول ما فعله بعد فوزه هو وضع رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق وزوجته على قوائم الممنوعين من السفر. وبعد مداهمة منزله، ضبطت الشرطة الماليزية 284 صندوقا في 72 حقيبة يد فاخرة محشوة بالأموال والمجوهرات في إطار التحقيق حول اختلاس أموال، مع العلم ان نجيب رزاق وبعد خسارته بالانتخابات قال انه “يحترم حكم الشعب”. مضيفا أنه “ملتزم باحترام مبادئ الديمقراطية البرلمانية”.
وليس كما حدث في انتخاباتنا حيث بدأت الاعتراضات والاتهامات بالتزوير، لا بل أن بعض الخاسرين اتهموا الناخبين بالجهل، لأنهم لم ينتخبوهم!.
مهاتير ، بعد فوزه، ألغى الضرائب التي كان مفروضة على الشعب الماليزي، الذي يعاني من ارتفاع الأسعار، وربما هذا يتزامن مع قرار حكومتنا هذه الأيام بفرض ضرائب جديدة على السلع والخدمات التي تقدمها للمواطنين بحجة التقشف، برغم اننا بلد نفطي وسعر برميل النفط في موازنة 2018 احتسب بـ”45 دولارا”، والآن وصل سعره الى أكثر من 70 دولاراً، فأين ذهب فرق السعر؟!.
مهاتير، بعد فوزه بالانتخابات، أدى اليمين الدستورية فور اعلان النتائج، معتمدا على دعم برلماني بواقع 135 نائبا من اصل 222 نائبا هو عدد البرلمان الماليزي، لم ينتظر مهاتير تشكيل الكتلة الأكبر كما الحال عندنا، بل اعتمد على قرار الشعب الذي أعطى أصواته له ولحزبه، أي الفوز لقرار الشعب الذي انتخب، وليس كما الحال عندنا، قرار تشكيل الحكومة بيد البرلمان الذي يعلن عن الكتلة الأكبر!.
مهاتير فاز بالانتخابات الماليزية ليكون أكبر زعيم سناً يفوز في العالم “92 عاماً”، والعراق يحقق فوزا جديدا بنيله لقب “أطول انتخابات في العالم”!.
وشتان بين الحالتين!.
المشرق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here